Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صور للأقمار الاصطناعية تشير إلى توسيع الصين قدراتها النووية

أفاد تقرير أميركي بأن بكين تبني قاعدة صواريخ نووية جديدة في صحراء شينجيانغ

يغطي حقل صوامع الصواريخ الجديد مساحة تبلغ حوالي 800 كيلومتر مربع (موقع اتحاد العلماء الأميركيين)

كشفت صور عبر الأقمار الاصطناعية أن الصين تبني قاعدة صواريخ نووية جديدة في إقليم شينجيانغ الحدودي شمال غربي البلاد، ما عده الباحثون دليلاً إضافياً على أن بكين شرعت في توسيع كبير لترسانتها النووية، وفي الوقت نفسه يدعو إلى التساؤل عن التزامها باستراتيجية "الحد الأدنى من الردع". 

ووفقاً لتقرير صدر عن اتحاد العلماء الأميركيين، وتناقلته وسائل إعلام غربية، فإن قاعدة الصواريخ الجديدة التي حددت عبر صور الأقمار الاصطناعية، ربما تضم 110 صوامع (منصات). يأتي ذلك بعد أسابيع قليلة من الكشف عن حقل آخر يتكون من 120 صومعة قيد الإنشاء في مقاطعة غانسو المجاورة، وفقاً لباحثين من مركز "جيمس مارتن" لدراسات حظر الأسلحة النووية. 

وأشارت صحيفة "تايمز" البريطانية، إلى أن مجمع المنصات الجديد تبلغ مساحته نحو 800 كيلومتر مربع في الصحراء قرب مدينة هامي في الجزء الشرقي من شينجيانغ، ولا يبعد كثيراً عن أحد معسكرات إعادة التأهيل التي أنشأتها السلطات الصينية للإيغور. ما يعني أن الصوامع ستكون بعيدة بما يكفي من سواحل الصين بحيث لا يمكن استهدافها بصواريخ كروز التقليدية التي تستخدمها الولايات المتحدة أو غيرها من السفن الحربية في المحيط الهادي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومع ذلك يقول أحد المشاركين في إعداد تقرير اتحاد العلماء الأميركيين ومدير مشروع المعلومات النووية، هانس كريستينسن، في تغريدة على "تويتر"، "إن الصوامع يمكن استهدافها بالصواريخ النووية، لا سيما ترايدنت"، وهي الصواريخ التي تحملها غواصات الصواريخ الباليستية من طراز "أوهايو" التابعة للبحرية الأميركية.

توسع الترسانة الصينية

يورد التقرير، بحسب شبكة "سي أن أن"، الأميركية، أن الموقعين معاً يمثلان "أهم توسع للترسانة النووية الصينية على الإطلاق". وسابقاً نفت بعض وسائل الإعلام الصينية التقارير الخاصة بحقل صوامع الصواريخ في قانسو، مشيرة إلى أنها كانت مزرعة رياح، من دون أن تؤكد بكين رسمياً هذا الادعاء، كما لم تعلق بعد على التقرير الخاص بالموقع الجديد. 

وقال مدير مركز السياسة الصينية في كانبرا بأستراليا، آدم ني، إن "اكتشاف حقول الصوامع الظاهرة دليل مقنع إلى حد كبير على نية الصين توسيع ترسانتها النووية بشكل كبير، بطريقة أسرع مما توقعه كثير من المحللين حتى الآن". 

وعلى مدى عقود، شغلت الصين نحو 20 منصة لصواريخها الباليستية العابرة للقارات التي تعمل بالوقود السائل (ICBMs) وتسمى (DF-5)، وتبدو الآن أنها تبني منشآت أكثر بـ10 مرات، ربما لإيواء أحدث صواريخها الباليستية العابرة للقارات (DF-41)، وفقاً لتقرير اتحاد العلماء الأميركيين. 

وذكر التقرير أن "عدد الصوامع الصينية الجديدة قيد الإنشاء يتجاوز عدد الصواريخ الباليستية العابرة للقارات القائمة على الصوامع لدى روسيا، وتشكل أكثر من نصف حجم القوة الأميركية للصواريخ الباليستية العابرة للقارات".

الحد الأدنى للردع

الاكتشافات المتتالية لمواقع منصات نووية في الصين، أثار تساؤلات حول ما إذا كانت بكين لا تزال ملتزمة بالحفاظ على ترسانتها النووية عند الحد الأدنى الضروري لردع الخصم عن الهجوم، وهي السياسة التي تبنتها منذ تفجير أول قنابلها الذرية في الستينيات. وذكر التقرير أن بناء نحو 250 صومعة جديدة من شأنه أن يُخرج الصين من فئة "الحد الأدنى من الردع". 

تاريخياً، أدى موقف "الحد الأدنى من الردع" إلى إبقاء الأسلحة النووية الصينية عند مستوى منخفض نسبياً. وكتب معدا التقرير مات كوردا وهانس كريستينسن "لا يمكن أن يكون ذلك البناء هو الحد الأدنى... يبدو أنه جزء من سباق للحصول على المزيد من الأسلحة النووية للتنافس بشكل أفضل مع خصوم الصين". 

 

ويتوقع التقرير أن يؤدي بناء الصومعة الجديدة إلى تعميق التوتر العسكري، وتغذية الخوف من نوايا الصين، ويعزز الحجج الجريئة القائلة بأن مساعي الحد من التسلح وفرض القيود، هي في الواقع "ساذجة". كما يمكن أن يعزز الرأي القائل بأن "الترسانات النووية الأميركية والروسية لا يمكن تخفيضها أكثر ولكن يجب تعديلها بدلاً من ذلك لمراعاة القوة النووية الصينية".

350 رأساً نووياً

في المقابل، يقدر معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام أن الصين لديها نحو 350 رأساً نووياً، وهو جزء بسيط من 5550 تمتلكها الولايات المتحدة و6255 تمتلكها روسيا. 

ومع ذلك فإن عدد الرؤوس الحربية الصينية زاد في السنوات الأخيرة مقارنة بـ145 رأساً حربياً في عام 2006. ووفقاً لتوقعات وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، فإن المخزون الصيني سيتضاعف على الأقل خلال العقد المقبل.

وبحسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، تمتلك تسع دول وهي "الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وإسرائيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، والهند، وباكستان، وكوريا الشمالية"، معاً نحو 08013 سلاحاً نووياً، مقارنة بـ13400 العام الماضي، بسبب مواصلة واشنطن وموسكو خفض مخزوناتهما من خلال تفكيك الرؤوس النووية المتقاعدة.

ومع ذلك، تشير التقديرات إلى أن كلا البلدين لديهما حوالى 50 رأساً نووياً إضافياً قيد النشر في 2021 مقارنة بالعام الماضي، كما زادت روسيا مخزونها النووي العسكري الإجمالي بنحو 180 رأساً حربياً. 

ويذكر المعهد أن "كل هذه الدول النووية إما تطور أو تنشر أنظمة أسلحة جديدة أو أعلنت عزمها على ذلك"، فكل من الولايات المتحدة وروسيا تنفقان المزيد وتعتمدان بشكل أكبر على الأسلحة النووية في التخطيط العسكري المستقبلي، وتجري الصين عملية تحديث كبيرة وتوسيع مخزونها من الأسلحة النووية، ويبدو أن الهند وباكستان تعملان أيضاً على توسيع ترساناتهما النووية. 

كما تواصل كوريا الشمالية إعطاء الأولوية لبرنامجها النووي العسكري، وتجري اختبارات صواريخ باليستية متعددة".

من جهة ثانية، ترفض بكين الانضمام إلى واشنطن وموسكو في أي معاهدة نووية. وفي 2019، رد سفير الصين لدى الأمم المتحدة تشانغ جون على مطالب الولايات المتحدة لبلاده بأن تكون طرفاً في معاهدة نزع الأسلحة النووية قائلاً "أعتقد أن الجميع يعرف أن الصين ليست على المستوى نفسه للولايات المتحدة وروسيا فيما يتعلق بالأسلحة النووية". 

وحذر كريستنسن وكوردا الولايات المتحدة والدول الأخرى من بناء ترساناتها النووية لمواجهة القدرات الصينية المتزايدة. وذكر التقرير أنه "حتى عندما يتم تشغيل الصوامع الجديدة، فإن الترسانة النووية الصينية ستظل أصغر بكثير من تلك الموجودة في روسيا والولايات المتحدة".

ويحذر مراقبون وباحثون من انجراف القوى الدولية الكبرى نحو سباق تسلح جديد، إما من خلال بعض الحنين للتنافس، أو لأنه لا يمكن لأحد التفكير في أي شيء أفضل للقيام به.

ويقول الخبير لدى معهد ميدلبيري للدراسات الدولية جيفري لويس، "إنه عندما نفكر في أخطار سباق التسلح، نفكر في احتمال حدوث كارثة تنهي الحضارة، فعلى الرغم من أن الحرب الباردة لم تنته بعد بكارثة واسعة النطاق، فإنها أسفرت عن سلسلة من الكوارث الصغيرة لكثير من الناس الذين عاشوها".

المزيد من تقارير