Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يمكن أن تنفد المواد الغذائية في المملكة المتحدة؟

يذهب أحد الخبراء إلى أن الحكومة تستطيع نظريا تطبيق تقنين طارئ للمواد الغذائية إذا وصل الوضع إلى مرحلة الأزمة

تبرز دعوات إلى المتسوقين بعدم التخزين مع معاناة بعض محال السوبرماركت بالفعل من رفوف فارغة بسبب ما يسمى "pingdemic" [جائحة تحذيرات وصلتهم من تطبيق الرصد والتتبع تبلغهم فيها بوجوب العزل الذاتي] في تكرار مخيف للأسابيع المبكرة من الجائحة.

ويضطر آلاف من العاملين إلى عزل أنفسهم بعد ما "راسلهم" تطبيق كوفيد-19 الخاص بهيئة الخدمات الصحية الوطنية، في حين يفاقم المشكلة نقص في سائقي الشاحنات.

وقد تبدو مشاهد الرفوف الفارغة مقلقة– لكن ما مدى احتمال أن تنفد المواد الغذائية بالفعل في المملكة المتحدة؟ سألنا بضعة خبراء في المجال أن يدلوا برأيهم فيما يلي:

الأستاذ مايكل وينتر الحائز على رتبة الإمبراطورية البريطانية، جامعة إكستر

قال الأستاذ في اقتصاد الأراضي ومجتمعها [الذي يعنى بدارسة الصلة بين القوانين والاقتصادات وبين المحيط البيئي الطبيعي والاجتماعي والنظم المالية] في جامعة إكستر، مايكل وينتر، إن المملكة المتحدة من الممكن، نظرياً، أن تواجه نفاداً في المواد الغذائية – لكن هذا الاحتمال مستبعد.

وقال لـ"اندبندنت": "الإجابة البسيطة هي نعم، الأمر ممكن بالطبع، فبسبب غياب العدد الكافي من الناس عن العمل لأنهم يعزلون أنفسهم، وكذلك بسبب تعطل في بعض جوانب القطاع لأسباب مماثلة، وبسبب تعطل إضافي يحيط بنظام المواصلات وسائقي المركبات الثقيلة للبضائع، نعم، يمكن أن نواجه الأمر". وأضاف "شخصياً، لا أظن أن الأمر قد يحصل، لكن نظرياً ومنطقياً، هو ممكن. وأنا واثق من أننا إذا وصلنا إلى وضع تحصل فيه نواقص خطيرة تكون معطلة إلى حد كبير، ففي تلك المرحلة أنا واثق من أن الحكومة ستنشر الجيش وسائقين طارئين وربما نوعاً من نظام التقنين الطارئ".

وأشار المتخصص في السياسات الريفية إلى أنه لا يتوقع حصول "أزمة" إذ إن المسائل التي طرأت مبكراً بسبب الجائحة "جرت معالجتها بنجاح".

وقال: "لدينا نظام جيد للخدمات اللوجستية والبائعون بالتجزئة منظمون في شكل لا يُصدَّق. شخصياً، لا أعتقد أن ثمة ما يجب القلق في شأنه، وأظن أن علينا أن نكون أكثر مرونة بقليل في ما يخص ما نشتريه، لكنني لست من دعاة الذعر في هذا الصدد".

أندي أدكوك، المدير السابق للمواد الغذائية لدى "ماركس أند سبنسر"

قال المدير السابق للمواد الغذائية لدى "ماركس أند سبنسر"، أندي أدكوك، إن محال السوبرماركت والمتاجر قد تعاني نقصاً في بعض البنود، لكن المملكة المتحدة تنتج في شكل متزايد مزيداً من المواد الغذائية الخاصة بها.

وأضاف الخبير في البيع بالتجزئة الذي يعمل الآن مستشاراً بارزاً لدى "مجموعة بوسطن الاستشارية": "يمكن القول كما أعتقد أن لدينا هنا سلسلة الإمداد الأفضل ومحال السوبرماركت الأفضل في العالم.

"وأعتقد أن ما يجري وراء الكواليس مع الموردين والبائعين بالتجزئة يجعل حصول الأمر [نفاد المواد الغذائية] غير ممكن".

وقال السيد أدكوك، إنه يعتقد أن كثيراً من المسائل المتعلقة بالنواقص في العمالة تتسبب بها "مراسلة" تطبيق كوفيد الخاص بهيئة الخدمات الصحية الوطنية للعاملين.

وأضاف: "ما إن يتوقف ذلك، سيسهل حل كثير من المشاكل".

الأستاذ مايكل بورلاكيس، مدرسة كرانفيلد للإدارة

قال مدير مركز إدارة الخدمات اللوجيستية والمشتريات وسلسلة الإمداد في مدرسة كرانفيلد للإدارة، الأستاذ مايكل بورلاكيس، لـ"اندبندنت": "إن إمداد المواد الغذائية متين إلى حد كبير ومرن إلى حد كبير.

"والذي رأيناه خلال السنوات القليلة الماضية، لا سيما مع كوفيد، هو أن سلسلة المواد الغذائية تفاعلت بسرعة.

"ولدينا [الآن] تحديات إضافية قليلة، لكنني شخصياً لن أقول إنها مقلقة جداً في هذه المرحلة، وذلك لأن سلاسل الإمداد متينة ومرنة في شكل يمكنها من التكيف.

"وقد نعاني من بضعة نواقص في مجال بعض من المنتجات المحددة، لكنني لن أتشاءم وأقول إن أي مواد غذائية لن تتوفر لنا".

نيك ألن الرئيس التنفيذي لجمعية مصانع اللحوم البريطانية

أفاد الرئيس التنفيذي لجمعية مصانع اللحوم البريطانية، نيك ألن، بأنه سيصاب "بخيبة أمل لا تُصدق" إذا نفدت لدينا المواد الغذائية بعد ما حافظ القطاع على عمل سلسلة الإمداد خلال الجائحة بأسرها.

وقال لـ"اندبندنت": "لا أتبنى الفكرة القائلة 'إن المواد الغذائية ستنفد لدينا'. ولا أستطيع إلى حد كبير أن أتصور كيف سينتهي بنا الأمر من دون مواد غذائية في هذا الوضع".

لكنه أضاف: "هذا لا يعني التخفيف من مدى الصعوبة الحالية.

"فمن منظورنا، يتمثل أسوأ ما قد يحدث في غياب العاملين الأساسيين في المسالخ، مثل الجزارين، لأن ذلك قد يعني فقدان القدرة على نقل الحيوانات من المزارع، وعندئذ سيكبر حجمها ما ينشئ مشاكل على صعيد رفاه الحيوانات".

وأشار السيد ألن إلى أن موردي اللحوم يواجهون خيارين في هذا السيناريو – التركيز على الحجم من خلال تبسيط المنتجات لمواكبة الطلب، أو صنع منتجات تتطلب مهارات أعلى وتحقيق الربح الأقصى من كميات أقل.

وقال إن الأعضاء في جمعية مصانع اللحوم البريطانية يركزون حالياً على الحجم بهدف إبقاء رفوف المحال ملأى، وقد يكون هذا هو السبب وراء فقدان بعض المنتجات.

توم هولدر، الائتلاف البريطاني للبيع بالتجزئة

قال المسؤول الإعلامي في الائتلاف البريطاني للبيع بالتجزئة، توم هولدر، إن مواد غذائية تكفي الجميع لا تزال متوفرة حتى على الرغم من التخزين المفرط في مارس (آذار) 2020.

وأضاف: "يتلخص الخطر الأكبر في الشراء المذعور، أي الشراء المفرط. لكن الناس ليسوا غير مبالين عموماً وأعتقد أنهم تعلموا المرة الماضية الدرس بأنهم إذ يعودون إلى التسوق في شكل طبيعي، تعود الأمور إلى طبيعتها بسرعة كبيرة".

وقال إن العاملين في البيع بالتجزئة بارعون في إعادة صياغة سلاسل الإمداد عند الطلب.

وأضاف "على خلاف السابق، هناك مسألة تتعلق بالإمداد وليس مسألة تتعلق بالطلب بمعنى أن هناك متاجر لا تستطيع ملء رفوفها بسبب نقص في موظفيها أو مسائل تتعلق بالسائقين.

"والبائعون بالتجزئة فاعلون بشكل لا يُصدق في إعادة صياغة سلاسل الإمداد خلال مهلة قصيرة لضمان حصول الناس على ما يريدون.

"ولا نتحدث عن نفاد المواد الغذائية من أمام الناس، بل نتحدث فقط عن تراجع بسيط في الخيارات".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

جمعية الخدمات اللوجستية البريطانية، جمعية قطاعية

أفادت جمعية الخدمات اللوجستية البريطانية بأن المملكة المتحدة "تتمتع بعلاقات جيدة" والمخزون في سلسلة المواد الغذائية كبير.

وقال ناطق باسمها: "كما رأينا خلال الجائحة، نعم، لم تعودوا تستطيعون الحصول على بعض المواد الغذائية الطازجة لبعض الوقت، مثلاً، كما حصل حين أُغلقت الحدود، لكن سلسلة الإمداد لا تلبث أن تصحح نفسها".

ووفق الجمعية القطاعية، هناك نقص يبلغ نحو 90 ألفاً في صفوف سائقي المركبات الثقيلة للبضائع، وهو نقص فاقمه "بريكست" ووقف مؤقت لاختبارات القيادة خلال جائحة كوفيد.

الاتحاد الوطني للمزارعين

أفاد الاتحاد الوطني للمزارعين بأن النواقص في العمالة التي تؤثر في محال السوبرماركت امتدت إلى قطاع المزارع، لكن الإشارة إلى أن البلاد قد تنفد فيها المواد الغذائية تجافي الواقع.

وأضاف ناطق باسمه "يواصل المزارعون إنتاج المواد الغذائية، على الرغم من بعض المسائل المتعلقة بإمداد العمالة. "فهذه المسائل، إلى جانب أثر كوفيد-19، تهدد حقاً بالتسبب في تعطل. "ونحن نواصل مراقبة الوضع".

© The Independent

اقرأ المزيد