دخلت البورصات الأميركية في واحدة من أطول الانهيارات المتواصلة منذ بداية هذه السنة، حيث شهدت أمس تداولات دامية خسرت فيها كل المؤشرات ما يزيد على 2.5% في جلسة واحدة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وجاءت هذه الانهيارات على خلفية الرد الصيني على الرسوم الجمركية الأميركية التي فرضتها إدارة ترمب يوم الجمعة بعد فشل المحادثات بين الجانبين الأميركي والصيني للتوصل إلى اتفاق بخصوص التجارة البينية.
الرد الصيني
وكانت الصين أعلنت صباح أمس أنها تعتزم فرض رسوم استيراد على أكثر من 5 آلاف منتج أميركي، بنسب تدور بين 5% و25% على هذه السلع. ومن المنتظر أن تدخل رسوم الاستيراد الجديدة على السلع الأميركية حيز التنفيذ في 1 يونيو (حزيران) المقبل. وتصل قيمة السلع الأميركية التي تنوي بكين استهدافها عبر الرسوم الجديدة 60 مليار دولار.
وكانت الحكومة الأميركية قررت يوم الجمعة الماضي المضي قدماً في زيادة الرسوم الجمركية على بضائع صينية بقيمة 200 مليار دولار من 10% إلى 25%، حيث فرضت الزيادة على أكثر من 5700 فئة منتجات تستهدفها الزيادة بقيمة 200 مليار دولار، ثم قيام الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بزيادة الرسوم الجمركية على بقيّة الواردات الصينية، وذلك بعد أقل من 24 ساعة من رفع واشنطن التعريفة الجمركية.
حرب أميركية أولا
يأتي هذا كتصعيد للحرب التجارية التي بدأتها إدارة ترمب قبل عام تقريبا، حيث فشلت مفاوضات سابقة بين الطرفين ما دفع إدارة ترمب إلى زيادة رسوم الواردات الصينية من الصلب والألمنيوم، إضافة إلى قائمة من البضائع بقيمة 50 مليار دولار، وبنسبة 25٪. وردت الصين وقتذاك بالمثل.
وأعلنت بكين أنها تتلقى طلبات من الشركات للحصول على إعفاءات من الرسوم الإضافية، إلا أن المنتجات المدرجة على قائمة الإعفاء ستُستثنى من الرسوم الإضافية لمدة عام.
وقال ممثل التجارة الأميركي، روبرت لايتهايزر، في بيان، إن "الرئيس طلب منا أيضاً أن نُطلق آلية لرفع الرسوم على كل الواردات المتبقية من الصين والتي تُقدر قيمتها بنحو 300 مليار دولار".
هبوط المؤشرات
وفي تفاصيل المؤشرات، انخفض المؤشر داو جونز الصناعي 617.38 نقطة أو 2.38 بالمئة إلى 25324.99 نقطة. ونزل المؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 69.52 نقطة أو 2.41 بالمئة إلى 2811.88 نقطة. وهبط المؤشر ناسداك المجمع 269.92 نقطة أو 3.41 بالمئة إلى 7647.02 نقطة.
وتضغط الولايات المتحدة على الصين لكي تغير سياساتها المتعلقة بحماية الملكية الفكرية، ومبالغ الدعم الهائلة المقدمة لشركات مملوكة من الحكومة وخفض العجز الكبير في الميزان التجاري.
الأسهم الخاسرة
وكانت أكثر الأسهم المتأثرة من الحرب التجارية التي هوت في البورصات هي الشركات التي تُصنَّع في الصين، وعلى رأسها الشركات التكنولوجية مثل سهم أبل وشركات التجزئة والتصنيع، حيث خصم المتعاملون والمستثمرون في الأسهم تكلفة الرسوم الجديدة من أسعار الأسهم، إذ هناك تكاليف إضافية ستتكبدها هذه الشركات عندما تعيد بيع منتجاتها داخل السوق الأميركية. وأدى الرد الصيني إلى هبوط أسعار أسهم الشركات الأميركية التي تُصدِّر بضائع إلى الصين، مثل الشركات الزراعية.
الرابحون من الحرب
بالمقابل، ارتفعت قيمة أسهم الشركات التي تصنع داخل الولايات المتحدة، والشركات المستفيدة من الحرب التجارية، بينما أدى ارتفاع أسعار الذهب إلى استفادة شركات تنقيب الذهب والمعادن.
وتجاوزت أسعار الذهب نسبة 1%، بينما ارتفعت الفضة 0.3%، وتراجع عائد سندات العشر سنوات إلى 3.3874%، وهو الأدنى منذ نهاية مارس (آذار) الماضي.
وقال بنك سوسيتيه جنرال إنه "مع تصاعد الحمائية، فإن أضرار النمو الاقتصادي ستكون في ازدياد. إذا استمرت الحرب الجارية حاليا بين الطرفين، وتم تنفيذ الزيادة الجمركية فإن نمو الناتج المحلي للصين سينخفض بنسبة 0.5% وفي الولايات المتحدة بنسبة 0.25% وفي العالم بنسبة 0.15%".
وتصاعد التوتر بين واشنطن وبكين بعد أن تعرضت المفاوضات لانتكاسة كبيرة، عندما أجرت الصين تعديلات على مسودة اتفاق وخففت من التزامات بتلبية مطالب أميركية بالإصلاح التجاري.