Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل فقدت "النهضة" شعبيتها وعادت إلى حجمها الحقيقي؟

دعوات الغنوشي لمناصرته لم تلق تفاعلا من التونسيين

راشد الغنوشي رئيس "حركة النهضة" (أ ب)

"الرجاء الالتحاق حالاً برئيس البرلمان دفاعاً عن الديمقراطية والثورة". تلك دعوة أصدرتها "حركة النهضة" عبر الصفحة الرسمية لرئيسها راشد الغنوشي، بعد منعه فجر الاثنين 26 يوليو (تموز) من دخول مقر البرلمان. وهي دعوة لم تلقَ تفاعلاً كبيراً إلا من عشرات الأشخاص ممن توافدوا إلى المكان اعتراضاً على قرارات رئيس الجمهورية قيس سعيد، التي اعتبروها انقلاباً على الشرعية.

وقد دفعت الاستجابة الشعبية المحدودة لدعوة "النهضة" البعض إلى اعتبار ذلك إشارة إلى تراجع شعبية الحركة. ودوَّن الكاتب التونسي، شكري المبخوت، على وسائل التواصل الاجتماعي، "بدون ثقل شعبي لن يستطيعوا الرد على إجراءات سعيّد مهما كان توصيفها". وأضاف "تحركاتهم اليوم مثل توجه المحتجين إلى مقراتهم أمس لحرقها، تؤكد ما قلناه من قبل لقد فقدوا إسنادهم الشعبي"، مستنتجاً "عادت النهضة إلى حجمها الحقيقي، وهو ضئيل جداً، ولكن مسار الحرية سيتواصل".

وقد حصلت الحركة في انتخابات المجلس التأسيسي في 2011 على مليون ونصف المليون صوت، ما جعل "النهضة" "رقماً صعباً" في المشهد السياسي التونسي. لكنها منيت بهزيمة في الانتخابات التشريعية سنة 2014، إذ تحصلت على قرابة 950 ألف صوت، أي إنها خسرت ثلث ناخبيها سنة 2011، مقابل فوز ساحق لحزب "نداء تونس" بقرابة مليون و250 ألف صوت. وفي الانتخابات التشريعية الأخيرة، حققت فوزاً بطعم الخسارة مع 53 مقعداً من أصل 217.

أمل

إزاء ذلك، أعلن المكتب التنفيذي للحركة عن "تفهمه الاحتجاجات التي عرفتها البلاد في الفترة الماضية ومشروعية المطالب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية". ودعا المكتب إلى "إدارة حوار وطني ورسم خيارات جماعية قادرة على إخراج البلاد من جميع أزماتها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إلا أن القيادي في الحركة، نور الدين البحيري، لم يفقد الأمل، فكتب في تدوينة "ليس أمام من يرفض عودة الحكم الفردي المستبد والنظام الملكي إلا مواصلة النضال السلمي أفراداً وجماعات، لإسقاط الانقلاب وإفشاله، على أن لا تغرنا وعود الانقلابيين وأنصار الانقلاب، لأن التاريخ علمنا أنه لا عهد لهم ولا ميثاق، وأن من تسول له نفسه الانقلاب على الدستور وعلى قيم الجمهورية والحنث في اليمين في وقت عصيب تعيشه بلاده لا يمكن أن يكون داعية للخير ولا مبشراً بديمقراطية أو حرية أو تنمية أو نهوض اقتصادي أو اجتماعي".

وحاولنا الاتصال بأحد قادة الحركة، إلا أنهم فضلوا الاعتماد على البيان.

إنقاذ الموقف

وفي السياق ذاته، يعتقد الكاتب، صغير الحيدري، أن "تراجع الحركة كان متوقعاً"، مضيفاً "لم يكن ممكناً أن يستجيب التونسيون حتى النهضاويون أنفسهم للدعوات الصادرة عن الغنوشي إلى التظاهر، لأن النهضة فقدت شعبيتها ولم تعد قادرة على التعبئة كما دأبت في سنوات سابقة، وحتى التحركات التي رأيناها كانت فيها نقمة كبيرة إزاء هذا الحزب".

ويرى الحيدري أن "لدى التونسيين ثقة في مؤسساتهم العسكرية والأمنية، التي لم يدخل معها التونسيون في مواجهة تذكر".

ويسأل الحيدري "لماذا سينزل التونسيون إلى الشوارع؟ من أجل الديمقراطية، كما يروج الإسلاميون؟". ويجيب "لا، التونسيون لديهم من الذكاء والفطنة ما يكفي لإدراك مصلحتهم التي تقتضي أن يساندوا قرارات الرئيس، فالاحتجاجات خرجت ضد الطبقة السياسية الحاكمة ومن أجل حل البرلمان، وهذا ما حصل في النهاية".

أما دعوات الغنوشي، فيرى الحيدري أنها "من أجل إنقاذ الموقف والضغط شعبياً على الرئيس سعيد وتحصيل تسوية أو في الأقل انتزاع ضمانات، وهذا خطير لأنه بات يمس السلم الأهلي كون التعبئة في الشارع لا تقود إلا إلى المواجهة".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي