Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

71 عاما على "النكبة" لم تفقد إصرار الفلسطينيين على حق العودة

النسبة الأعلى منهم في الأردن وأراضي السلطة

تسببت نكبة 1948 في تحويل مئات آلاف الفلسطينيين إلى لاجئين في شتى بقاع الأرض، يرون بلداتهم وأراضيهم وقراهم التي اقتلعوا منها عنوة فقط بالصور أو ما تبقى من الذكريات فهم محرمون منها منذ 71 عاماً. هو الـ 15 من مايو (أيار) الذي يستذكر فيه الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة وداخل إسرائيل، وفي كل مناطق لجوئهم في العالم، ما بات يعرف بـ "النكبة". يذكر ضياء معلا 42 عاما، كيف حصلت مجزرة قريته لفتا التي هُجِّر والده وأجداده منها عام 1947 ويعي بالفعل ما الذي حصل آنذاك، وكيف كانت المأساة التي زرعت الرعب والفزع بقلوب أهل القرية كلهم.

نكبة بلدته

معلا ومنذ أوائل تسعينيات القرن الماضي، قرر الغوص في تاريخ نكبة بلدته وتوثيق أحداثها، يقول معلا "منذ ان قررت التوثيق حصلت على 62 مقابلة شفوية من الذين فروا في 28 يناير (كانون الأول) عام 1947، جمعت خلالها الكثير من القصص ما قبل النكبة وأثنائها وما بعدها، وتحصلت أيضاً على مقتنيات وصور كان يستخدمها الفلسطينيون آنذاك".

وتابع "فتهجير لفتا بدأ في مرحلة مبكرة جداً عن باقي المدن والبلدات الفلسطينية، لأن ابن البلدة أحمد العبيدي قام بتفجير عبوة ناسفة بحافلة إسرائيلية كانت على طريق القدس، تقل مسلحي الأرغون واشتيرن والهاغاناه، وبعد ساعات قليلة من عملية التفجير هاجم الإسرائيليون مقهى في قرية لفتا، وفتحوا النار على الرواد بشكل مباشر فقتل سبعة، منهم مختار قرية لفتا صقر شنّك، وأصيب آخرون، واضطر أهل بلدة لفتا إلى النزوح خوفاً على أرواح أطفالهم ونسائهم. في البداية كانت الهجرة لمسافات قصيرة وقريبة من القرية، إلى أن بدأ الإسرائيليون بعمليات قتل جديدة لكل من حاول العودة فخلت القرية بالكامل في التاسع من مارس (أذار) عام 1948 ".

مجزرة المقهى

اللاجئة الفلسطينية نجية ذيب معلا تعيش عقدها السابع في مدينة البيرة وسط الضفة الغربية وتتذكر جيداً كيف اقتلعت وعائلتها من لفتا وهي في السابعة من عمرها.  "بعد مجزرة المقهى الناس، سرنا مشياً لمسافات طويلة. في البداية لجأ والدي ذيب وشقيقه إلى مدينة اللد المجاورة، وهناك أيضا لم نسلم من القتل والدماء، فالأوضاع اشتعلت في اللد، وسقط عشرات الشهداء والجرحى واضطررنا للخروج منها مجدداً وتنقلنا بين الجبال من بيت محسير الى بيت عطاب وثم الى بيت لحم ".

شاحنة النكبة

الحاج عماد الدين صفران أحد أبناء الثوار الفلسطينيين الذين كانوا برفقة عبد القادر الحسيني، وصاحب " شاحنة النكبة" التي ورثها عن والده حامد وكانت تنقل اللاجئين والمصابين " كان والدي يملك شاحنة من نوع دودج طراز 1938 اشتراها والدي من الشركة وعمل أثناء الثورة على نقل الخضار والمؤن مثل الطحين والسكر والرز لمساعدة العائلات الفقيرة. كان يضع البضائع في صندوق السيارة وفوقها الرمال حتى لا يراها رجال الشرطة والجمارك، واستمر على هذا الحال مدة طويلة حتى تعرّف عليه المناضل عبد القادر الحسيني ووصفه بالرجل المقدام والصلب، ومن بعدها رافقه في مسيرته النضالية، وكلّفه في أواخر العام 1947 جلب السلاح من سوريا."

يكمل صفران عن أهمية هذه الشاحنة في حياته " استخدمتها في إعادة نازحين من الأردن إلى فلسطين عام 1967 وبقيت على هذه الحال لمدة تسعة أشهر". الحاج حامد استمر بالعمل على الشاحنة حتى عام 1971 حتى توقفت وبقيت مركونة أمام المنزل لسنوات، ثم قرر الابن إعادة ترميمها لأنها "كما نقلتهم ايام النكبة ستعيدهم إلى أراضيهم التي هجروا منها 1948."

الخوف على شرف العائلة

وبرأيه "حسب الروايات، أحد أبرز أسباب النزوح كان الخوف على شرف العائلة، إذ قيل آنذاك إن العصابات الصهيونية اعتدت على بعض النساء قبل قتلهن".

وتبين سجلات وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) إلى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لديها في عام 2017 بلغ حوالي 5.9 مليون لاجئ، وهذه الأرقام تمثل الحد الأدنى، فالفلسطينيون المقيمون في الضفة الغربية والمسجلون لدى وكالة الغوث في العام 2017 نسبتهم 17.0 في المئة من إجمالي اللاجئين المسجلين لدى وكالة الغوث مقابل 24.4 في قطاع غزة.

 أما على مستوى الدول العربية، فقد بلغت نسبة اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى وكالة الغوث في الأردن 39.0 في المئة وفي لبنان 9.1 في المئة وفي سوريا  10.5 في المئة. وتشير وكالة الغوث في بياناتها عام 2017 إلى أن نسبة السكان اللاجئين في مناطق نفوذ السلطة الفلسطينية بلغت 42.5 في المئة، وأن 26.6 في المئة في الضفة الغربية، في حين بلغت النسبة في قطاع غزة 66.2 في المئة.

المزيد من تحقيقات ومطولات