Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ارتياح شعبي لقرارات الرئيس وحياة عادية في تونس

تشهد البلاد أزمة اقتصادية وسياسية وصحية بعد انتشار كورونا وعجز الحكومة

بعد خطاب الرئيس التونسي خرج آلاف المواطنين إلى الشوارع للتعبير عن فرحتهم (رويترز)

ما عدا محيط مجلس نواب الشعب، الذي يشهد بعض المناوشات بين مواطنين وأنصار "حركة النهضة"، تسير الحياة في تونس ومحافظاتها بنسق عادي. وهناك كثيرون يعبّرون عن تفاؤلهم بقرارات رئيس الجمهورية، قيس سعيد، تجميد أعمال مجلس النواب وعزل رئيس الحكومة هشام المشيشي.

وبعد خطاب سعيد المفاجئ، خرج آلاف المواطنين في عدد من المحافظات إلى الشوارع، على الرغم من حظر التجول، للتعبير عن فرحتهم وارتياحهم لقرار الرئيس. وأطلق المرحّبون بالقرارات الزغاريد والأهازيج ورقصوا وغنوا حتى ساعات متأخرة من الليل.

في آخر المطاف

تقول ميسم التليلي (34 سنة) إنها انتظرت هذا القرار التاريخي طويلاً، مضيفة "كدت أفقد الأمل في رئيس الجمهورية، إلا أنه فعلها في آخر المطاف". وتتابع ميسم، "مللنا البطالة والفقر والوباء والموت الذي يحاصرنا من كل حدب وصوب، بسبب حكومة فاشلة ومجلس نواب متورط في الفساد والإرهاب".

وتشهد تونس أزمة اقتصادية وسياسية وصحيّة بعد انتشار كورونا وعجز الحكومة عن إدارة الأزمة الصحية، التي زادت الطين بلة وزادت الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها البلاد منذ مدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في السياق ذاته، يعبّر مروان بوحاجب (44 سنة، موظف في مصرف) عن "راحة كبيرة" لم يشعر بها منذ سنوات. ويضيف "أثبتت التجربة أن الإخوان لا ولاء لهم إلا لمعتقداتهم وجماعتهم، ولا يهمهم الوطن والشعب الذي يعيش ظروفاً صعبة جداً ويحاصره الفقر والمرض".

وعلى الرغم من الإجراءات المتعددة أمام مؤسسات السيادة في تونس، فإن معظم التونسيين يرابطون في أماكن أعمالهم بصفة عادية، بل "بأكثر حماسة وإقبالاً على الحياة"، كما تقول ليليا بن عاشور التي تضيف "ذهبت إلى عملي اليوم متفائلة بغد أفضل وتغيير في الساحة السياسية". وتواصل ليليا "تونس لا تستحق مثل هذه الطبقة السياسية الفاشلة، التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه من تفاقم الوباء وانتشار الفقر وعدم الأمن".

وتعتقد الإعلامية، ثريا رمضان، أن "زمن الفساد انتهى، وآن أوان محاسبة الفاسدين". وتضيف رمضان "ما أفرحني حقاً هو أن الشعب وجد أخيراً من يفهمه ويسانده ومن وسط السلطة". وتعتبر أن "حركة النهضة وجدت نفسها وحيدة، وقد عبّرت غالبية الشعب لها بكل وضوح عن غضبها من سياساتها الفاشلة، خصوصاً في البرلمان".

بر الأمان

ويرى المتخصص في علم الاجتماع، محمد الجويلي، أن "خروج المواطنين بهذه العفوية إلى الشوارع، بعد قرارات رئيس الجمهورية، هو دليل على أن الشعب كان ينتظر أمراً ما قد يغير مجريات الأحداث". ويضيف الجويلي "حالة اليأس التي وصل إليها المواطنون في الفترة الماضية بعد تفاقم الوباء وسوء الوضع الاقتصادي والاجتماعي جعلتهم يستبشرون خيراً بقرارات الرئيس التي يرون فيها مركب إنقاذ قد يخرجهم إلى بر الأمان".

ويقول الجويلي إن "العنصر الشعبي مهم ولكن ليس وحده سيصنع التغيير، فنحن نحتاج الآن إلى كثير من التعقل والهدوء لترتيب ما بعد القرار، وكيف سيحول رئيس الجمهورية هذه العناوين الكبرى إلى قرارات إجرائية، وبالتالي يجب أن نترك الفعل السياسي يقوم بواجبه ولا نترك الشارع يكون فيصلاً كي لا ندخل في دوامة العنف".

يشار إلى أنه في مناسبة عيد الجمهورية، الأحد، خرج آلاف التونسيين في عدد من المحافظات للتعبير عن غضبهم من المنظومة الحاكمة، مطالبين رئيس الجمهورية بحل البرلمان. وقد أُحرق عدد من مقرات "حركة النهضة" في عدد من المناطق.

المزيد من العالم العربي