Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف خدع الملياردير العصامي عتاة الرأسمالية بوهم "الثروة الخيرية"؟

كتاب جديد عن عارف نقفي صاحب شركة "أبراج" الاستثمارية الذي يواجه السجن لمئات السنين

عارف نقفي (غيتي)

صدر أخيراً كتاب "الرجل الرئيسي: القصة الحقيقية لكيف انخدعت النخبة العالمية بقصة خيالية" للصحافيين في "وول ستريت جورنال" ويل لاوتش وسايمون كلارك ويحكي بالوثائق والمستندات قصة الملياردير الذي يواجه العدالة حالياً عارف نقفي، صاحب ورئيس شركة "أبراج" الاستثمارية ومقرها دبي. 

في عرضها للكتاب، الذي صدر في وقت سابق من شهر يوليو (تموز)، تقول شركة أمازون إنه يروي "قصة الأكاذيب والجشع والمثالية الزائفة التي جعلت أناساً مثل بيل غيتس وحكومات غربية ومستثمرين آخرين يؤمنون صاحبها على مليارات الدولارات من أجل تحقيق الأرباح والقضاء على الفقر، لكنه متهم الآن بالقيام بأكبر عملية احتيال مالي".

توفرت في عارف نقفي كل مميزات رجل الأعمال الناجح: عصامي، مؤثر، وذو شخصية كاريزماتية. أما تسمية عنوان الكتاب فتوحي بأن عارف نقفي كان "الرجل الرئيسي" لنخبة عالمية تبحث عن استثمارات لها تأثير قوي بهدف الربح وفعل الخير. وهكذا أسس نقفي شركة الاستثمار في الأسهم "أبراج". تمكن الرجل من إقناع السياسيين بقدرته على دعم الاستقرار في الشرق الأوسط بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001، وذلك عن طريق توفير الوظائف وعرض الفرص لكبار التنفيذيين في مدن لم يكن باستطاعتهم تحديدها على الخريطة. 

ساعده بيل غيتس على بدء صندوق بقيمة مليار دولار بهدف تحسين الرعاية الصحية في الدول الفقيرة. وعينته الأمم المتحدة والشرطة الدولية (الإنتربول) في مجالس إداراتها. وبارك قداسة البابا فرانسيس محاولة تطويع الرأسمالية لصالح الفقراء. حتى أن عارف نقفي حصل على دعم إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما ومستثمرين كثيرين شبهوا الرجل بالنجم توم كروز في فيلم "المهمة المستحيلة".

في عام 2018، اتصل مصدر بالصحافيين ويل لاوتش وسايمون كلارك وقال إن لديه ما يثبت أن عارف نقفي نصب على المستثمرين بمئات ملايين الدولارات ويقدم رشاوى هائلة لمواصلة وضع الملياردير الذي يعيش به. وقام الصحافيان بالبحث والتحري في تحقيقات استقصائية ليكتشفوا مئات الوثائق ونشروا تحقيقاتهم حول المخالفات. وبعد أشهر من نشر تحقيقاتهم الصحافية، وفي أبريل (نيسان) من عام 2019 ألقي القبض على عارف نقفي بتهم الاحتيال والنصب، ويواجه الآن تهماً تصل عقوباتها إلى السجن لمدة 291 عاماً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مقتطفات من الكتاب

يستعرض الكاتبان كيف صعد نقفي من صبي باكستاني من عائلة ميسورة، لكنها ليست ثرية جداً، متفوق في دراسته إلى ضيف دائم على منتدى دافوس السنوي حيث وسع علاقاته بدوائر المال والنفوذ في عواصم مثل واشنطن ولندن مقدماً نفسه على أنه "مفتاح" قادر على "أنسنة" الرأسمالية. وكيف أبهر ذلك مرتادو دافوس ممن أرادوا الربح وأيضاً تخفيف الضرر على فقراء العالم، بخاصة بعد الأزمة المالية العالمية في 2008.

درس نقفي في كلية الاقتصاد بجامعة لندن، وعمل في شركات مالية مثل "آرثر أندرن" و"أميركان إكسبريس" قبل أن يستقر في دبي ويؤسس شركة "أبراج" عام 2002، التي وصلت في وقت ما إلى إدارة أصول مالية بنحو 14 مليار دولار. وتشجع المستثمرون على وضع أموالهم فيها وهم يرون أشخاصاً مثل بيل غيتس والأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا ووزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري يساهمون فيها.

وحين شعر مسؤول مالي في مؤسسة بيل ومليندا غيتس الخيرية عام 2017 بأن أمراً مريباً يحدث طلب من الشركة بيانات وحسابات بنوك ليعرف لماذا لم تذهب الأموال التي استثمرت بغرض إقامة مستشفيات في آسيا وأفريقيا إلى أغراضها. هنا بدأت نهاية الشركة، ليتضح أن عارف نقفي أخذ من أموالها نحو 780 مليون دولار، وما زال نصف هذا المبلغ لا يعرف المحققون أين ذهب.

ويقول الكاتبان إن الحكومة الأميركية في عهد باراك أوباما استثمرت نحو نصف مليار دولار في مشروعات في المنطقة أدارها نقفي وأخذ على ذلك عمولات كبيرة. وكان الإغراء السحري لـ"أبراج" أنها تختلف عن الاحتيال الأشهر لبيرني مادوف (ذئب وول ستريت) الذي كان يأخذ أموال المستثمرين على وعد أن يعيدها إليهم بأرباح كبيرة. لكن عارف نقفي كان يعد مستثمريه بأرباح كبيرة وأيضاً بحل مشكلات العالم النامي والفقير.
 
قصة خيالية

خلاصة الكتاب، أن عارف نقفي المحاط بشخصيات مرموقة جداً والذي يجوب العالم من آسيا إلى أفريقيا إلى أوروبا والأميركيتين كان "الرجل الرئيسي" الذي مثلت قصته كيفية انخداع نخبة عالمية بقصة خيالية للرأسمالية. ويلقي الكتاب الضوء على محاولات "تنظيف" القطاع المالي العالمي في الوقت الذي تراكم فيه صناديق الاستثمار في الأسهم تريليونات الدولارات وتفرض الملاذات الضرائبية "أوفشور" حجاباً من السرية يحول دون اكتشاف السلطات والمستثمرين والمواطنين العاديين حقيقة ما يجري في عالم المال.

مع ذلك يقول الكاتبان الصحافيان إن هدفهما ليس تشويه فكرة "الرأسمالية الخيرية"، لكن تحقيق الربح ومحاربة الفقر معاً لا يمكن أن يقتصر النقاش فيهما على مرتادي دافوس أو غيره من المنتديات. بل هو أمر أكبر وأوسع كثيراً من تلك المنتديات ويحتاج إلى مشاركة أوسع من الدول والحكومات والشركات والأعمال.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير