Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الرجل القوي" في الجزائر يواجه الحراك بـ"أسلحته"

فتح رئيس الأركان أحمد قايد صالح جبهات عدة جعلت الوضع العام في البلاد مرتبطاً به وبانتصاراته على "خصومه"

متظاهرون جزائريون في تظاهرة في 10 مايو (رويترز)

شد قائد أركان الجيش الجزائري أحمد قايد صالح انتباه الجميع في الجزائر وخارجها، منذ بداية الحراك الاحتجاجي في 22 فبراير (شباط) الماضي. وأصبح الفاعلون السياسيون، كما المواطنون، ينتظرون خطاباته وإجراءاته. فبعد إعلانه انحيازه إلى الشعب وتأكيده رفض المساس بسلمية التظاهرات، وجد قايد صالح نفسه بعد استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في مواجهات متعددة المستويات، ما فتح أبواب التساؤلات حول نوايا قائد الأركان.

أسلحة المواجهة

فتح قايد صالح جبهات عدة، جعلت الوضع العام في الجزائر مرتبطاً بمدى نجاحه في تحقيق انتصارات على "خصومه"، إذ دأب على التأكيد أن الحل الدستوري هو السبيل الأوحد لحل الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد. وبقي متمسكاً بالرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح وبرئيس الحكومة نور الدين بدوي، في حين يطالب الحراك الاحتجاجي وأحزاب المعارضة بمرحلة انتقالية تقودها وجوه مقبولة لدى الشعب.

هكذا، وجد قايد صالح نفسه في مواجهة الحراك والمعارضة، مستخدماً ملفات الفساد و"التخوين والتآمر" سلاحاً لمواجهة وإسكات الأخيرة، وكل من تسوّل له نفسه الوقوف أمامه أو عرقلة نواياه الحقيقية "المجهولة".

وعلى الرغم من أن المؤشرات بدأت تظهر حول سعيه إلى أن يكون صانع رئيس الجزائر المقبل، وفق العارفين، إلا أن مواجهة الحراك الاحتجاجي تبقى "تحدياً خطيراً" قد يغير مجريات الأوضاع.

وما يزيد من التنافر الحاصل بين الحراك وقيادة الأركان، تمسك الأخيرة بإجراء الانتخابات الرئاسية في 4 يوليو (تموز) المقبل، بقيادة بن صالح وحكومة بدوي، المرفوضَيْن شعبياً. وهي المعركة التي قد يخسرها قايد صالح، الذي يحرص على النأي بالجيش عن التدخل في الحياة السياسية، مصراً على البقاء ضمن التزامه بمهماته الدستورية، على الرغم من محاولات الزج به في المعترك السياسي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أصبح قايد صالح الرجل القوي في الجزائر، ولا أحد يحركه أو يملي عليه ما يفعله، ما جعله يطمح إلى أن يكون العنصر الفاعل في معادلة صناعة رؤساء الجزائر، بعيداً عن فرنسا، خصوصاً أن خطواته محسوبة. فهو تارة يهدد وأخرى يتنازل، في شكل تفاوض ذكي، على الرغم من محاولة جهات معروفة دفع الشارع إلى رفضه. وهذا ما حدث في مسيرات الجمعة 12، حين رفع الشارع مطلب رحيله.

في هذا الإطار، قال المحلل السياسي بوعلام عبد الله إن تحرك قائد الأركان يندرج في إطار تصفية الحسابات، بعدما فتح على نفسه جبهات عدة من دون أن يغير الواقع باتجاه ما يطالب به الحراك، مشيراً إلى أن تمسكه ببن صالح وبدوي وإجراء الانتخابات في موعدها هو "محاولة لربح الوقت لتصفية كل المجموعة التي سعت إلى تنحيته". وأضاف أنه على الرغم من لعبه دوراً أساسياً في تخليص الشعب من "العصابة"، وتقديم مسؤولين حاليين وسابقين ورجال أعمال إلى القضاء، غير أن هذه "العملية لم تحقق أهداف الحراك".

"معركة" الحراك الشعبي

بقدر ما نجح قائد الأركان في معركته الأساسية ولو مؤقتاً، بالقبض على رؤوس العصابة وبعض عناصرها المالية والأمنية والسياسية، تبقى الجبهة الشعبية أهم معركة يواجهها، على اعتبار أن الحراك رفع مطالبه وقائد الأركان تعهد بتحقيقها.

الناشط السياسي سعيد بن رقية اعتبر أن "عمل قايد صالح يرجع إلى سنوات ماضية، وبشكل دقيق منذ إطاحة الجنرال توفيق وجماعته من الجنرالات. فالمؤسسة العسكرية أصبحت قوية بإطاراتها الشباب، خصوصاً بعد استعادة الأمن الداخلي والخارجي".

وأضاف أن "قائد الأركان يقود ثورة حقيقية من أجل التطهير وإنهاء الوصاية الفرنسية"، مشدداً على أن مسألة فتحه جبهات على نفسه هي حقيقة، لكن كل شيء "كان مدروساً"، والعملية تسير وفق ما تم التخطيط له و"نجاح قايد صالح في ثورته مسألة وقت فحسب".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي