Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روسيا تتصدر سباق التسلح بترسانة خارقة للصوت

أسبقية موسكو في هذا المجال مؤقتة إذ ستلحق بها واشنطن "في غضون أشهر أو عامين على أكثر تقدير"

مقاتلات "ميغ 31" الروسية الأسرع من الصوت (أ ف ب)

من "أفانغارد" و"كينجال" والآن "زيركون"، تقود روسيا السباق لتطوير مجموعة من الأسلحة الخارقة للصوت وصفها الرئيس فلاديمير بوتين بأنها "لا تقهر".

وجاءت خطوة موسكو الأخيرة الأسبوع الحالي مع اختبار آخر ناجح لصاروخ "زيركون" الخارق للصوت الذي يُطلق  من السفن.

ولدى إطلاقه من إحدى سفن روسيا الحربية الأقوى، وهي فرقاطة "الأميرال غورشكوف"، حلّق صاروخ "زيركون" الذي يتحرّك أسرع من الصوت بسبع مرات على مدى أكثر من 350 كيلومتراً ليضرب هدفاً على ساحل بحر بارنتس.

وإذا نجحت تدريبات أخرى، سيكون "زيركون" في طريقه للانضمام إلى ترسانة الأسلحة الروسية الخارقة للصوت التي تضم منظومة "أفانغارد" للصواريخ الانزلاقية وصواريخ "كينجال" التي تُطلق من الجو.

وبإمكان الأسلحة فرط الصوتية أن تحلّق بسرعات تتجاوز بخمس مرات على الأقل سرعة الصوت والقيام بمناورات أثناء تحليقها، ما يصعّب تعقّبها واعتراضها مقارنة بالمقذوفات التقليدية.

روسيا متقدمة ولكن

ويتفق الخبراء على أن روسيا متقدمة حتى الآن في تطوير هذا النوع من الأسلحة.

وقال المحلل الدفاعي المستقل في موسكو ألكساندر غولتس لوكالة الصحافة الفرنسية، "روسيا وحدها تملك الأسلحة الخارقة للصوت لكن الجميع يريدها".

واستغل بوتين خطابه عن حال الأمة عام 2018 ليستعرض للمرة الأولى مجموعة من الأسلحة فرط الصوتية، متباهياً بقدرتها على تجنّب جميع الأنظمة الدفاعية الموجودة حالياً.

وأعلنت الولايات المتحدة والصين وفرنسا وغيرها من القوى الكبرى عن خطط لتطوير أسلحة فرط صوتية خاصة بها ويُتوقع بأن تلحق بالركب قريباً.

وقال نائب مدير "المرصد الفرنسي الروسي" في موسكو إيغور ديلانو، إن "الروس يدركون تماماً بأن الأسبقية التي يتمتعون بها مؤقتة". وأضاف، "سيلحق بهم الأميركيون في غضون أشهر أو خلال عام ونصف العام أو عامين على أكثر تقدير".

عسكرياً لا تغيير في قواعد اللعبة

ولم يمرّ اختبار الأسبوع الحالي مرور الكرام.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي إن صواريخ روسيا الجديدة الخارقة للصوت "يمكن أن تكون مزعزعة للاستقرار وأن تشكّل مخاطر كبيرة"، فيما أشار مسؤول في حلف شمال الأطلسي إلى أن الأسلحة تتسبب "بزيادة خطر التصعيد ووقوع (أمور) غير محسوبة".

لكن المحللين يلفتون إلى أنه على الرغم من أن الأسلحة الخارقة لجدار الصوت مبهرة، إلا أنها لا تُعدّ تكنولوجيا يمكنها تغيير قواعد اللعبة.

وقال غولتس، "من وجهة نظر عسكرية، لا يوجد فرق إطلاقاً بينها وبين رأس حربي عادي يتبع ببساطة مساراً باليستياً في الفضاء ومن ثم يضرب أراضي الولايات المتحدة من دون أي مناورات".

ورقة للمفاوضات

ولدى روسيا التي تملك أكبر ترسانة للأسلحة النووية في العالم ومخبأً ضخماً للصواريخ الباليستية، قدرات عسكرية أكثر من كافية لردع أعدائها.

ويطرح ذلك تساؤلات بشأن المغزى من إنفاق المليارات على أسلحة جديدة فائقة السرعة.

ويعلّق الباحث في مركز جامعة ستانفورد للأمن الدولي والتعاون كاميرون تريسي، على الأمر بالقول إن "الفكرة ليست بالضرورة استخدام هذه الأسلحة لأي شيء... بل لإظهار الأسبقية في امتلاك أي سلاح يمكن لآخرين تطويره والبقاء دوماً في الطليعة".

كما أن الخطوة تمنح بوتين ورقة ضغط يمكنه استخدامها في أي مفاوضات مع واشنطن بشأن ضبط الأسلحة.

وقال تريسي، "إنها استراتيجية معتادة بأن يتم تطوير أنظمة أسلحة جديدة مع فكرة أنك لن تستخدمها في الواقع، لكنك ستستخدمها كورقة للمساومة في المفاوضات".

سباق "خطير"

وتطرّق بوتين والرئيس الأميركي جو بايدن إلى مسألة استئناف المفاوضات بشأن "الاستقرار الاستراتيجي"، بعدما أعلن الرئيس السابق دونالد ترمب انسحاب واشنطن من اتفاقيات عدة لكبح التسلح مع روسيا.

وقال الخبير بشأن الأسلحة النووية في "اتحاد العلماء الأميركيين" هانز كريستنسن، "إنها بالتأكيد المرحلة الأولى في سباق التسلّح... بات تطوير قوى أصغر (أسلحة خارقة للصوت) مسألة وقت فقط".

وتابع، "لا أحد يعرف كيف يمكن أن يتجه الوضع".

وأكد كريستنسن، "إنه حالياً سباق خطير... عندما يضيفون القدرة النووية إلى الصواريخ في حال تم ذلك، فسيخلق الأمر تحديات أمنية أكثر خطورة".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات