Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بعد 6 أشهر "مملة" في الرئاسة... بايدن يحافظ على شعبيته

التركيز كان على إعادة الولايات المتحدة إلى قلب اللعبة الدولية

ما زالت شعبية بايدن ثابتة وتتجاوز الخمسين في المئة (أ ف ب)

لخّص الرئيس الأميركي جو بايدن بكلمتَي "ممل" و"مهم" رهانه في الأشهر الستة الأولى من ولايته الرئاسية، إذ إنه تركّز على صلب القضايا أكثر من الشكل لإعادة الولايات المتحدة إلى قلب اللعبة الدولية.

فقد جمع أعضاء إدارته في البيت الأبيض الثلاثاء 20 يوليو (تموز) الحالي للاحتفال بمرور ستة أشهر على تولّيه السلطة، وذكّر مجدداً بالتحليل الذي لا يكف عن ترديده منذ يناير (كانون الثاني).

يرى بايدن أن الولايات المتحدة تخوض "منافسة" وجودية مع دول مثل الصين "التي تعتقد أن المستقبل ملك للاستبداد". ويريد أن يثبت العكس أن "الديمقراطية يمكنها أن تفعل المزيد" في الابتكار أو محاربة تغيّر المناخ وتأمين الازدهار.

وبرأيه، هذا يُنجز عبر تخصيص نفقات هائلة للطرقات والجسور والإنترنت عالي السرعة، وكذلك للصحة والتعليم ودعم الأسر. على الصعيد الخارجي، يتطلب ذلك إحياء التحالفات التقليدية التي تعثّرت لأربعة أعوام.

وهو يقول إنها قضايا كبرى لكنها لا تثير بالضرورة اهتمام الرأي العام.

وصرّح بايدن في ضواحي شيكاغو في السابع من يوليو "أعلم أنه خطاب ممل لكنه مهم".

طريقة منمقة للتعبير

وكان الرئيس الأميركي عدّد أمام جمهور بدأ تصفيقه يضعف تدريجاً، مشاريعه الاقتصادية والاجتماعية العملاقة وذكر الأرقام والأمثلة.

وقال مازحاً مرة أخرى في 15 يوليو أمام آباء وأطفال تحدث إليهم عن إجراء دعم مالي للعائلات، "الأمر ممل ممل ممل بالنسبة إليكم، خصوصاً الذين تقلّ أعمارهم عن 13 سنة.

وبعد رئاسة ترمب التي سادتها انفعالات وخطب مطولة، يحرص الرئيس الديمقراطي البالغ من العمر 78 سنة وفريقه، على اتصال منضبط إلى أقصى الحدود وعبارات تُختار بدقة.

وقال روبرت رولاند، الأستاذ في جامعة كنساس، والخبير في الاتصالات الرئاسية إن "بايدن يحاول استخدام أمر يطرح مشكلة منذ فترة طويلة لمصلحته، وهو طريقته المنمقة جداً للتعبير عن نفسه".

وأضاف أن بايدن "يحاول تقديم صورة شخص ممل، لكنه يتمتع بالكفاءة وقادر على إعطاء نتائج حقيقية".

وفي مواجهة الصحافة يعتمد الرئيس، مع بعض الاستثناءات، على الملقن وملاحظاته، بينما يسارع فريق الاتصال التابع له إلى إخراج الصحافيين الذين يحاولون طرح الأسئلة في نهاية كل خطاب.

وهذا على العكس تماماً من ترمب الذي كان يرتجل خطباً كاملة ويرسل تغريدات تنمّ عن غضب، بينما تستخدم إدارة بايدن الشبكات الاجتماعية بشكل مؤسسي جداً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

همس بايدن

وبينما كان سلفه يطلق العنان لغضبه، نادراً ما يرفع جو بايدن النبرة، بل إنه في بعض الأحيان يهمس.

ويرى لورنس جايكوبس، أستاذ العلوم السياسية في جامعة مينيسوتا أن "الاستماع (إلى حديث جو بايدن) يمكن أن يكون صعباً. فهو يتعثر في العثور على الكلمات ويخرج عن مسار الحديث".

لكن هذا المحلل يعترف أيضاً بأن بايدن "يتمتع بقدرة أكبر على الطمأنة عندما يتحدث عن الشؤون الخارجية أو قضايا الأمن القومي"، وهذا أمر مارسه كثيراً خلال حياته المهنية الطويلة كعضو في مجلس الشيوخ.

وكمثال على ذلك أخيراً، مسألة انسحاب آخر الجنود الأميركيين من أفغانستان، وهو قرار كبير في ولايته دافع عنه بايدن بلا تردد.

وقال لورانس جاكوبس إن الرئيس "لا يقلل من أهمية قوة الخطاب المرتبطة بمنصبه". وأضاف "سيكون من الخطأ الاعتقاد أنه لا يستطيع رفع النبرة".

"قتل الناس"

وقبل مغادرة البيت الأبيض الجمعة لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، اتهم جو بايدن "فيسبوك" وغيرها من شبكات التواصل الاجتماعي، بـ"قتل الناس" عبر السماح بتناقل معلومات كاذبة. وبثت شبكات التلفزيون تصريحاته هذه طوال نهاية الأسبوع بلا توقف.

لكن جو بايدن عفوي، خصوصاً عندما يطلق العنان لعواطفه. فالرئيس الذي عاش مآسي عائلية، وفاة زوجته الأولى وابنتهما في حادث سيارة ثم وفاة ابنه بو بعد إصابته بالسرطان، يظهر بطيب خاطر "ككبير المواسين".

وتحدث في الفترة الأخيرة لساعات طويلة مع أسر ضحايا انهيار مبنى في فلوريدا. وقال روبرت رولاند: "لديه موهبة في إرضاء الناس".

حالياً، ما زالت شعبية بايدن ثابتة وتتجاوز الخمسين في المئة وهو مستوى لم يصل إليه دونالد ترمب يوماً.

المزيد من دوليات