Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأذن تبصر وتستمتع... هنا الإذاعة المصرية في رمضان

هاجر سعد الدين بصمة في "فقه المرأة"... وسميحة دحروج نقلت احتفال الجاليات الإسلامية بالصيام إلى الراديو الياباني والأميركي

الإذاعية حكمت الشربيني مع الكاتب الراحل مصطفى أمين (الألبوم الشخصي لحكمت الشربيني)

رمضان هنا عالم آخر، حيث الأصوات تتنافس على تقديم البهجة الخالصة، خيال المستمتع يصنع نصف الحقيقة، والنصف الآخر تتولاه مذيعات مخضرمات شكلن بإخلاصهن أيام وليالي الشهر الكريم، على وقع نغمات الأثير.

لرمضان الإذاعة وجه خاص، وذكريات لا تنطفئ، من الشرق الأوسط إلى البرنامج العام وصوت العرب، وبالطبع إذاعة القرآن الكريم، وغيرها، فالإذاعة المصرية في شهر رمضان  وعلى مدار عقود طويلة، هي وجهة مثالية لقضاء الوقت ليلا ونهارا في هذه المناسبة، برامج منوعة ودراما لكبار الفنانين، والفترات المفتوحة وقت الإفطار، بالإضافة إلى كنوز الأرشيف الاستثنائية، وكذلك تسجيلات التلاوات النادرة للقرآن الكريم بأصوات مشاهير القراء.

"اندبندنت عربية" التقت أبرز نجمات الإذاعة المصرية، ليتحدثن عن كواليس صناعة برامجهن الرمضانية الأشهر، وكيف هي علاقتهن بهذا المبنى العريق الذي يستحوذ على جانب كبير من وجدان أجيال عربية عدة؟

هاجر سعد الدين... الروحانية والجلال

إذاعة القرآن الكريم المصرية هي رفيقة لصباحات قطاعات كبيرة من الجمهور في الدول العربية، وفي شهر رمضان بطبيعة الحال يزداد عدد المستمعين، هنا تكون اختيارا صباحيا ومسائيا وفي منتصف اليوم كذلك، ومن أبرز الأسماء وأشهرها في الإذاعة، التي بدأ بثها عام 1964، الدكتورة هاجر سعد الدين، حيث لا يخطئ المستمع صوتها عبر عدد كيير من البرامج والفقرات الناجحة، ومن أشهرها "فقه المرأة"، و"فقه المرأة في رمضان"، فيما كانت فترة رئاستها لإذاعة القرآن الكريم بين عامي 1998، و2006، فترة متميزة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 تقول الدكتورة هاجر سعد الدين "فقه المرأة انطلق بعد أن وجدت نفسي أتلقى استفسارات كثيرة من النساء حول كثير من الموضوعات الخاصة بهن، وكان الهدف ألا تلجأ المرأة إلى أنصاف المتعلمين للحصول على الفتاوى الصحيحة، وبالإخلاص في العمل استمر البرنامج، مع تغيير اسمه في رمضان ليصبح فقه المرأة في رمضان، وتكون الاستفسارت متعلقة بحياة المرأة في هذا الشهر".

هاجر سعد الدين لديها باعٌ طويلٌ في برامج الأسرة والمجتمع والبرامج الدينية في إذاعة البرنامج العام، انتقلت بعدها إلى إذاعة القرآن الكريم، حيث كان لها بصمة حقيقية، ووجودها كان نقلة نوعية، تخبرنا عن فترة رئاستها لإذاعة القرآن الكريم فتقول "كان توجهي دوما في المناسبات الدينية أن أجعل المستمع يشعر بفرحة الحدث، وحرصت أن أضيف كثيراً من البرامج والفقرات غير التقليدية، ليلمس جمهور الإذاعة روعة شهر رمضان وجلاله، بينها مثلا أن توافق شهر رمضان مع فترة الاحتفال بمرو 14 قرنا على دخول الإسلام مصر، ووقتها استحدثنا للمرة الأولى في الإذاعة ككل، نقل صلاة التراويح بشكل يومي من مساجد العالم الإسلامي على الهواء مباشرة، مثل المسجد الأقصى، والمسجد الأموي بدمشق، والراشدية بالإمارات، ومساجد في طشقند وجاكرتا، كما ذهبنا فيما بعد لمختلف المساجد لنقل الصلوات منها، وقدمنا أيضا خلال رمضان برامج جديدة مثل (أعلام خفاقة في تاريخ الفقه الإسلامي)، وغيرها من البرامج، وكنا نركز على تفاصيل مختلفة وجديدة، وأيضا برامج تتحدث عن القراءات المختلفة للقرآن الكريم".

حكمت الشربيني... بهجة رمضان في الشرق الأوسط

صاحبة الصوت الحنون، القيثارة، والإذاعية الكبيرة المحبوبة حكمت الشربيني، التي ارتبط صوتها بالإذاعة الأكثر مرحا وبهجة "الشرق الأوسط".

الشربيني تقول "إن أكثر الفترات المفضلة لها خلال الشهر هو مشاركتها لحظة الإفطار مع المستمعين"، وأضافت: "وقت دوامي على الهواء الـ(شيفت)،  الذي يمتد من قبل وحتى بعض الإفطار وتتخلله فترة القرآن الكريم استعدادا للأذان، ثم البرامج التي تعقب الإفطار مباشرة، هذه الروحانيات التي تتواصل مع جمهور الإذاعة لا أنساها أبدا، حيث صوت الشيخ محمد رفعت في الأذان أيضا".

تروي الشربيني موقفا طريفا لا تنساه كذلك "حينما كانت في تغطية الهواء في شهر رمضان ذات مرة، مع زميلها المذيع الكبير الراحل سمير غنيم، حيث قال غنيم العبارة الشهيرة عقب انطلاق المدفع "وانطلق الآن مدفع الإفطار"، وفور أن أنهى كلمته قام بشرب كوب الماء على الهواء سريعا دون أن يغلق صوت الميكرفون فكان صوت شربه الماء على الهواء مع الجمهور، فالمذيع الراحل لم يتمالك نفسه من شدة العطش حينها، وغنيم بالطبع من أكثر المذيعين تمكنا من لغته وهذا الموقف العابر كان طريفا ولم يتكرر بالطبع".

ورغم أن أغلب برامج حكمت الشربيني التي اشتهرت بها مثل "شعر وموسيقى وما يطلبه المستمعون"، وغيرها هي برامج منوعات، ولكن أيضا من أكثر برامجها استماعا والتي عرفت بها خلال شهر رمضان برنامج "وفي أنفسكم أفلا تعقلون" مع نجيب البرعي.

سميحة دحروج... ليلة القدر لمدة 30 يوما

سميحة دحروج اسم له إنجازات في الإذاعة والتلفزيون أيضا، تتذكر عملها في إذاعة "الشرق الأوسط"، وتروي كيف كان شهر رمضان توقيتا استثنائيا بالنسبة إليها، "أول برنامج قدمته كان خلال شهر رمضان، 30 حلقة عبارة عن لقاء يومي مع الإعلامي الكبير فكري أباظة، حيث الحكايات والكواليس عن الفن والرياضة والسياسة حول كافة أطياف المجتمع".

سميحة دحروج استهلت حياتها المهنية بالدخول في الإذاعة المصرية من خلال البرنامج العام، في منتصف الستينيات تقريبا، لكن فترة العمل الحقيقي بالمبنى كانت من خلال إذاعة الشرق الأوسط.

تكشف سميحة دحروج أجواء العمل حينها، حيث قدمت برنامج "ليلة القدر"، الذي يسهم في تحقيق أمنيات وطلبات المستمعين من خلال خطابات ترسل إليهم، تقول "الفكرة نجحت كثيراً، وكنا نتلقى أكواماً من الرسائل ونحاول تحقيق ما بها، ونسهر حتى الصباح، نحصر ما يأتينا، وعن طريق معارف الأستاذ الكبير الراحل الإذاعي طاهر أبو زيد كنا ننجح في تنفيذ رغبات الجمهور على الوجه الأمثل".

وعن فترة عملها بالقسم العربي في راديو اليابان، قالت الإعلامية الكبيرة سميحة دحروج "إنها استمرت سبع سنوات تعمل في الإذاعة هناك، وحاولت تقديم لقطات لاحتفالات العرب والمسلمين برمضان من خلال أثير الإذاعة، وإحياء تقاليده من المسلمين الموجودين باليابان". فيما كانت الفترة الأكثر ثراءً بالنسبة إليها فيما يتعلق بالعمل في إذاعات خارج مصر هي فترة عملها في "صوت أميركا"، والتي استمرت عشر سنوات، حيث كانت الاحتفالات اليومية بالشهر على الهواء مباشرة في توقيت الإفطار من خلال لقاءات مميزة مع الجاليات العربية هناك.

نبيلة مكاوي... نجمة دعوات السحور

نبيلة مكاوي كانت أصغر مذيعة في البرنامج الرمضاني الأبرز عبر "صوت العرب"، "دعوة على السحور"، عينت نبيلة مكاوي بالإذاعة في منتصف السبعينيات، واختصتنا ببعض ذكريات حلقاتها التي لا تنسى في البرنامج المعروف، قالت "لا أنسى حلقات البرنامج التي كنت أقدمها من مختلف الدول لعربية، في الكويت مثلا كان من أبرز الضيوف الفنان الراحل عبد الحسين عبد الرضا، والفنانة الكبيرة سعاد عبد الله، كانت سهرات طريفة وتلقائية وكان سحوراً حقيقياً، يمتد ليشمل حديثا لا يمل عن الذكريات الجميلة لنجوم الفن والرياضة وأيضا البعثات الدبلوماسية، وكانت فكرة الخروج من الاستديو وقتها والانتقال إلى أماكن مفتوحة نقلة مقدرة جدا".

نبيلة مكاوي مؤسسة الإذعة الناجحة "إذاعة الأغاني"، تتذكر شهر رمضان في الإذاعة المصرية بشكل عام بكثير من الحب، مؤكدة أن هدفها دوما كان الابتعاد عن النمط التقليدي في التقديم الإذاعي، والتركيز على الأفكار غير المتكررة إخلاصا أولا وأخيرا للمستمع الكريم".

اقرأ المزيد

المزيد من فنون