Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

احتجاجات ليلية في طهران واعتقال نشطاء سياسيين تضامنوا مع الأهواز

انتشار واسع لقوى الأمن والنظام يؤكد أنه يعمل على حل مشكلة المياه

استمرت الاحتجاجات في الشوارع على نقص المياه في جنوب غربي إيران لليلة السادسة يوم الثلاثاء وسط تصاعد أعمال العنف، فيما ردد سكان العاصمة طهران شعارات مناهضة للحكومة، بحسب مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم الأربعاء ووسائل إعلام إيرانية.

وأظهرت مقاطع فيديو رفعها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي استخدام قوات الأمن للغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين فيما قالت وكالة "فارس" شبه الرسمية للأنباء إن "مثيري شغب" قتلوا بالرصاص شرطياً وأصابوا آخر في مدينة ماهشهر الساحلية في إقليم خوزستان.

ونقلت وكالة "إرنا" الرسمية عن المسؤول المحلي في المدينة فريدون بندري قوله، "إثر أعمال الشغب التي جرت مساء الثلاثاء في بلدة طالقاني (التابعة لبندر ماهشهر)، بوغت كوادر وحدة الإغاثة التابعة لقوى الأمن الداخلي حين أداء الواجب وتعرضوا إلى إطلاق نار من مثيري الشغب من فوق سطح أحد المباني".

وأشارت وسائل إعلام إيرانية إلى أن الضابط يحمل رتبة "ملازم ثانٍ".

من جهتها، أوردت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية عبر قناتها على تطبيق "تلغرام" ليل الثلاثاء، عن "قطع الاتصال بالإنترنت" في شادكان، وأن خدمات الإنترنت الخلوية في مدينة الأهواز "متقطعة".

ونفى محافظ خوزستان قاسم سليماني- دشتكي في تصريحات أوردتها وكالة "إسنا" ليل الثلاثاء، تقارير تحدثت عن ارتفاع عدد القتلى في الاحتجاجات.

وتابع "أكّدنا على القوات الأمنية والعسكرية عدم مواجهة الناس بالعنف، خصوصاً عدم إطلاق النار"، مضيفاً "إذا كان البعض مسلحين ويقومون بأمور أخرى (غير الاحتجاج السلمي)، القانون يقول لنا (إنه ينبغي التعامل معهم) بشكل مختلف. لكن الناس عزيزون علينا". وتوجه للسكان بالقول "نتابع مطالبكم".

وفي بلدة إيذج، أظهر مقطع فيديو متظاهرين يهتفون "رضا شاه بارك روحك"، في إشارة إلى الملك الذي أسس سلالة بهلوي التي أطاحت بها الثورة عام 1979.

وبعد أن دعت مجموعات ونشطاء معارضة إلى تظاهرات لدعم متظاهري خوزستان، أظهرت مقاطع فيديو نشرت في وقت متأخر أمس الثلاثاء وفجر اليوم الأربعاء نساء يهتفن "تسقط الجمهورية الإسلامية" في محطة مترو بطهران. وخلال الليل، عبر بعض الناس في العاصمة عن غضبهم بهتافات ضد المرشد الأعلى علي خامنئي.

اعتقال ناشطين سياسيين

اعتقل الأمن الإيراني، الثلاثاء، عدداً من النشطاء السياسيين المتضامنين مع تظاهرات الأهواز، خلال تنظيمهم تجمعاً احتجاجياً أمام مبنى وزارة الداخلية في طهران.

وذكرت تقارير نشرتها وسائل إعلام إيرانية أن عدداً من النشطاء السياسيين والمدنيين تتقدمهم الحقوقية البارزة نرجس محمدي شاركوا في التجمع، الذي ضم أيضاً آرش صادقي ورسول بداقي وآرش كيخسروي وبوران ناظمي وروح الله مرداني وحميد آصفي وجعفر عظيم زاده.

وأعلن تقي رحماني، زوج نرجس محمدي الذي يقيم في باريس، في تغريدة على "تويتر"، أن الأمن اعتقل محمدي وعدداً آخر من المحتجين، وتعرضوا للضرب أثناء التوقيف، طبقاً لما أوردته إذاعة "فردا" الأميركية التي تبث باللغة الفارسية من براغ.

 

وفيما تؤكد السلطات أنها تعمل لحل مشكلة المياه، وتقول إن البلاد تعاني أزمة جفاف غير مسبوقة، لكن المتظاهرين يعتبرون أن مشاريع نقل المياه تجري بشكل تمييزي وتهدف إلى تهجير المواطنين العرب من أراضيهم، وأطلق بعضهم شعار "كلا كلا للتهجير".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن بين المناطق التي شهدت تظاهرات ليليّة الأهواز المدينة والخفاجية وعبادان والمحمرة والشوش والكرخة والفلاحية والحميدية والخلفية ورامز وديزفول، وويس والباجي وكوت عبد الله وشاوور والحويزة وعبد الخان وأقدم بعض المحتجين على قطع الطرق الرئيسة الواصلة بين الإقليم والمحافظات الأخرى.
 

واعتقل الأمن خلال الأيام الماضية عدداً من المحتجين في مناطق مختلفة، وأطلق المحتجون في الخفاجية في الفيديو التالي شعارات تطالب بإطلاق المحتجين.

 



وتردد شعار "بالروح بالدم نفديك يا أهواز" في معظم المناطق، وحث بعضهم المواطنين على الانضمام إلى التظاهرات التي يعتبرها بعضهم تمثل قضية وجود في إقليم الأهواز.
وفي الأثناء، نشرت مقاطع فيديو كثيرة تظهر إشعال النار في الطرقات بواسطة حرق الإطارات، كما لجأ بعضهم إلى السلاح وتبادلوا النار مع قوى الأمن. ومع هذا انطلقت خلال التظاهرات شعارات تؤكد سلمية الاحتجاجات، إذ حث ناشطون في الخارج المحتجين على عدم الانخراط في المواجهات المسلحة، لأن "النظام يتخذها ذريعة لقمع المطالب السلمية".

 


وفي مدينة الخفاجية، جابت تظاهرات غير مسبوقة شوارع المدينة الواقعة غرب الأهواز، حضرتها مجموعة من النساء اللاتي لاقى تفاعلهن ترحيباً من قبل المحتجين الذين أطلقوا شعارات الفرح بمواكبتهن للاحتجاجات المطالبة بوقف نقل المياه إلى الأقاليم الأخرى، حيث نظموا تجمعاً أمام مبنى حاكم المدينة مطالبين باستقالته من منصبه.

 

 

ويؤكد المسؤولون المحليون أن أزمة شح المياه في الأهواز تعود إلى إجراءات خاطئة ركزت على بناء السدود ونقل المياه من مجراها الأساس. وقال ممثل مدينة عبادان مجتبى محفوظي في خطاب أمام البرلمان، إن الإقليم يشهد كل يوم أزمات متتالية، منها "الغبار والفيضانات وشح المياه وجفاف الأراضي"، وانتقد حرف المياه عن مجراها الأصلي مما أدى الى جفاف الأنهار.

وطالب رئيس السلطة القضائية محسني ايجئي بحل أزمة المياه والعمل على عدم تكرارها، وإعلان نتائج الإجراءات الحكومية للمواطنين، كما طلب ايجئي من الأجهزة القضائية متابعة "الإجراءات التي تؤدي إلى جرح وقتل الأفراد، ومواجهة المتسببين بشدة".

وأوضح المساعد الأمني لمحافظ الإقليم ولي الله حياتي أن عدداً من المناطق شهدت تظاهرات سلمية، وانتهت من دون أي اشتباك مع قوى الأمن، متهماً معارضي النظام بتضخيم الوضع.
وذكر حياتي أن الهدوء يسود جميع مناطق الإقليم، فيما ينهمك المواطنون في أمورهم اليومية، ويسعى المسؤولون إلى حل مشكلة المياه".


وكان الرئيس الإيراني، حسن روحاني، قد أكد يوم الأحد، أنه أمر بتخصيص ميزانية خاصة لحل قضية شح المياه في خوزستان بشكل طارئ.

من جانبه بث الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، مقطع فيديو اتهم فيه "عصابة أمنية فاسدة" بإثارة الأزمة في الأهواز، قائلاً إن "المواطنين لهم الحق في طرح مطالبهم، لكن السلطات تواجه التظاهرات السلمية".

وقال أحمدي نجاد "مع أي موجة احتجاجية تأتي العصابة الأمنية وتُقدِم على فعلين: تثير العنف وتشتبك وتحرق وتطلق الرصاص وتمهد لقمع الناس، ثم تربط المطالب الشعبية بالأجانب والمجموعات المناهضة للثورة، وتستمر بالقمع وتمنع التظاهرات السلمية".
 

أما الرئيس الإيراني الأسبق، محمد خاتمي، فندد بمواجهة المحتجين، وأعرب عن أسفه لسقوط بعض القتلى في التظاهرات.

وقال خاتمي "لا يحق لأي جهاز سياسي أو أمني اللجوء إلى العنف والسلاح لمواجهة الاحتجاجات الشعبية بذريعة منع القلاقل الأمنية".
 

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط