Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الكوكايين والميث والهيروين مجانا للجميع: خطة مدينة لمعالجة الإدمان

تشكل مقاطعة كولومبيا البريطانية بؤرة أزمة الجرعات الزائدة من المخدرات وتعيش عامها الخامس من حالة الطوارىء الصحية

جاين سوانسون، عضو مجلس مدينة فانكوفر، توزع صحبة مناصريها "مخدرات نظيفة ومفحوصة" مع ملصقات تحمل معلومات عن محتواها (جاين سوانسون)

مع استمرار ارتفاع معدل الجرعات الزائدة من المخدرات غير المشروعة في فانكوفر، استعانت مجموعة من النشطاء بمساعدة أحد أعضاء مجلس المدينة لتوزيع عينات مجانية من الهيروين والكوكايين والميثامفيتامين أمام مركز للشرطة.

وتُعتبر مقاطعة كولومبيا البريطانية بؤرة أزمة الجرعات الزائدة من المخدرات وتعيش حالياً عامها الخامس من حالة الطوارىء الصحية.

وفي هذا السياق، كشف تقرير صادر عن خدمة الطب الشرعي في كولومبيا البريطانية (BC Coroners Service) الشهر الماضي عن وفاة 160 شخصاً جراء تناول جرعة زائدة من المخدرات خلال شهر مايو (أيار) الماضي فقط، أي بمعدل 5.2 شخص يومياً. وأشارت رئيسة الطب الشرعي ليزا لابوينت أن 851 شخصاً فقدوا حياتهم بسبب تناول جرعة مفرطة من المخدرات خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2021 وهو رقم قياسي جديد لهذه الفترة الممتدة على خمسة أشهر.

يُشار إلى أن المخدرات السامة تفاقم الأزمة وتزيدها تعقيداً، خصوصاً مادة الفنتانيل الأفيونية الصناعية (opioid fentanyl).

وهذا ما دفع مدينة فانكوفر إلى السعي رسمياً لطلب الإعفاء من قوانين المخدرات الفيدرالية لتصبح بالتالي أول سلطة قضائية في كندا تلغي تجريم حيازة كمية صغيرة من المخدرات بما في ذلك الهيروين والميث (والميثامفيتامين). يضم الاقتراح الذي أطلق عليه اسم "نموذج فانكوفر" (Vancouver Model)، مستويات العتبة المسموح باستخدامها لـ15 مادة شائعة، بحيث تعتقد مصادر المدينة أن هذا سيؤدي إلى انخفاض كبير في عمليات الضبط التي تقوم بها الشرطة. ولكن، يقول النشطاء إنه لم تتم استشارتهم بشأن الاقتراح فحسب، بل إنه ببساطة ليس كافياً.

وبلغ الغضب بشأن اقتراح إلغاء التجريم ذروته هذا الأسبوع في تحرك نظمته جبهة تحرير مستخدمي المخدرات (Dulf) وهي مجموعة ناشطين مقرها فانكوفر خارج قسم شرطة المدينة.

وبمساعدة عضو مجلس المدينة جاين سوانسون، وزّعت المجموعة عينات مجانية من المخدرات النظيفة والمفحوصة في صناديق ذات ملصقات واضحة تحمل معلومات عما هو موجود في الأدوية وبنسبة مئوية. وأنفقت المجموعة حوالى 3000 دولار أميركي من حملة التعهيد الجماعي لشراء الأدوية من "تجار موثوق بهم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونظمت مجموعة "دولف" تحركات مشابهة في وقت سابق في أنحاء المدينة وكان ذلك بمثابة دعوة عامة لإرساء إطار عمل تنظيمي أكثر للتعامل مع المخدرات غير المشروعة.

وفي حين أعلنت الشرطة أنها لم تكن على علم بتوزيع المخدرات في الحدث، يقول منظم "دولف" جيريمي كاليكوم إن المجموعة تعمل بشكل وثيق مع الشرطة وتبلغها بأي احتجاج مخطط له. وتابع أن ذلك يشمل إبلاغ الشرطة بأنه سيتم توزيع المخدرات في التحرك.

وأوضح كاليكوم أنه أرسل إلى رئيس الشرطة "بطاقة ذهبية" تُستخدم لتوزيع المخدرات على المستخدمين وبوسعه من خلالها الحصول على علبة لنفسه.

بيد أن الشرطة لا تؤكد أو تنفي هذه النقطة بعد أن أثار أفراد من الشعب مخاوف بشأن هذا الحدث خلال الأيام التي أعقبت ظهوره.

وفي هذا الإطار، تقول الشرطية تانيا فيسينتين: "كنا على علم بالتظاهرة المخطط لها، ولكنني لست متأكدة مما إذا كنا على علم بتوزيع المخدرات. كان هناك عدد من المواطنين المهتمين الذين تواصلوا معهم. ونقوم حالياً بمراجعة الظروف".

وزعت مجموعة "دولف" المخدرات على شبكة مستخدمي المخدرات في منطقة فانكوفر (VANDU) ومنظمي الاستجابة للجرعات الزائدة من المستأجرين وجمعية الحد من ضرر السكان الأصليين الغربيين وائتلاف الأقران لتفكيك حرب المخدرات، الذين زوّدوا بعد ذلك المخدرات لأعضائهم خلال الحدث. كما كان أعضاء جمعية الوقاية من الجرعة الزائدة حاضرين أيضاً.

انضمت سوانسون إلى الحدث بعدما طلب منها المنظمون الذين بدأت معرفتها بهم قبل عقد من الزمن من خلال العمل في داون تاون إيستسايد، أحد أفقر أحياء المدينة، أي قبل عملها كعضو في مجلس المدينة.

وصرّحت: "معظم أعضاء المجلس ربما لن يذهبوا ويوزعوا  المخدرات في الخارج لكنهم يدعمون الإمداد الآمن".

وتقول إن الحكومة كانت "تتجاهل" جماعات الدفاع، فضلاً عن أن التشريع الحالي المقترح كان "ضعيفاً".

وتابعت: "إنهم يعالجون المسألة بطريقة بيروقراطية للغاية وهذا الأمر لن يعود بالفائدة على أي شخص. ما أظهره تحركنا الصغير هو أنه إن كان بوسع مجموعتين لا تملكان الكثير من المال فعل ذلك، فعندئذ يمكن بالتأكيد لحكومة لديها مليارات الدولارات أن تفعل ذلك".

وعبّرت سوانسون عن خيبة أملها بسبب عدم اتخاذ الحكومة إجراءات، نظراً إلى أن الوفيات المرتبطة بالمخدرات فاقت الأرواح التي فُقدت خلال جائحة "كوفيد" في كولومبيا البريطانية.

وتساءلت: "لماذا لا تقوم القوى ببذل كل جهودها في سبيل الذين يتعاطون المخدرات كما فعلت مع أزمة كوفيد؟".

وتعقيباً على ذلك، قالت إيريس نيكس وهي ناشطة في مجال الحد من الضرر وإحدى منظمي الحدث، إن نموذجهم التنظيمي يعمل في تزويد الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات بمنتجات آمنة.

وأضافت: "نحن لسنا مجرمين. لدينا سوق مخدرات متقلبة لا يمكن التنبؤ بها، وهي ناجمة عن حظر تلك المخدرات. إنها تقتل أصدقاءنا، تقتل عائلاتنا، إنها تقتل جيراننا… نحن بحاجة إلى التنظيم".

وتعتبر نيكس أن تجار المخدرات غالباً ما يقدمون مخدرات ممزوجة بمواد ضارة مختلفة، مثل الفنتانيل، وغالباً ما لا يكون لدى المستخدم أي فكرة عما يشتريه. ومن شأن الإطار التنظيمي أن يضع حداً لذلك.

وتعتقد أيضاً أن "نموذج دعم الأقران" الذي يتضمن الرعاية الصحية والتعليم الأفضل لمتعاطي المخدرات هو الطريق إلى الأمام، معتبرةً أن "النظام الحالي الذي يشمل الشرطة والمحاكم والنيابة العامة" يجب تفكيكه.

وأردفت: "عندما ترى الأمور التي رأيناها، لا يمكنك فعل أي شيء آخر سوى محاولة منع كل هذه الوفيات. ونعتقد أن هذه هي الطريقة الصحيحة للقيام بذلك".

هناك أدلة متزايدة على أن إلغاء تجريم المخدرات هو وسيلة فاعلة لتقليل معدل الجرعات الزائدة.

تجدر الإشارة إلى أن البرتغال ألغت تجريم المخدرات عام 2001. وبعد عقد من الزمان، انخفض عدد الجرعات الزائدة من المواد الأفيونية القاتلة بمقدار خمسة أضعاف.

إضافة إلى اقتراح إلغاء تجريم حيازة المخدرات في كولومبيا البريطانية، ستوفّر المقاطعة أيضاً 45 مليون دولار للوقاية من الجرعة الزائدة على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة، بما في ذلك مواقع الاستهلاك الآمن وإمدادات النالوكسون.

ومع ذلك، يقول كاليكوم إن هذا ليس في متناول "الأشخاص الأكثر عرضة للخطر"، وأن بعض الأطباء "يخشون" وصف الإمدادات الآمنة من المخدرات، لأنهم يتعرّضون "لهجوم شرس من قبل زملائهم في المهنة، إذا قاموا بذلك".

ويضيف أن إلغاء التجريم لن يقلل من الجرعات الزائدة لأن سلسلة التوريد ستبقى كما هي.

ولم يلطّف العامل في شبكة مستخدمي المخدرات في منطقة فانكوفر (VANDU) فينس تاو، كلماته بشأن إجراءات المقاطعة المقترحة لإلغاء التجريم، واصفاً إياها بالهراء والترهات.

ويقول تاو إن شعار شبكة "فاندو" هو "لا شيء يجب أن يحدث من دوننا" وكشف عن أن السلطات لم تستشِرهم في الموضوع.

وفي سياق متصل، يوضح عضو مجلس إدارة "فاندو" جون بريثويت، وهو أيضاً مستخدم للمخدرات، أن زيارات السجن والمستشفى ستنخفض بشكل طبيعي مع إلغاء التجريم الكامل، بحيث سيستخدم الناس المخدرات النظيفة والأدوات النظيفة ولن يضطروا إلى الاعتماد على المواد السامة. ويعتبر أن عدداً من أصدقائه سُجنوا بتهمة تعاطي المخدرات، وكان هؤلاء أشخاصاً "لا يستحقون ذلك".

يُشار إلى أن حدثاً آخر يتضمن توزيع عينات مجانية من المخدرات سيُنظم في 31 أغسطس (آب) المقبل الذي يصادف اليوم العالمي للتوعية من الجرعة الزائدة.

وفي هذا الإطار، تقول نيكس: "سنستمر في تحركاتنا حتى تتغير الأمور، إنه خيارنا الوحيد في هذه المرحلة".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير