Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يتجه تعدين "بيتكوين" نحو الطاقة النووية في أميركا؟

اتفاقيات بين عدد من الشركات للحصول على مصادر جديدة لزيادة الإنتاج

شهد الشهر الحالي توقيع 3 اتفاقيات لتعدين بيتكوين بين مصانع للطاقة النووية في مناطق مختلفة بالولايات المتحدة (رويترز)

تتجه عمليات تعدين "بيتكوين" بشكل متزايد للاعتماد على الطاقة التي تولّدها المفاعلات النووية في الولايات المتحدة، في مسار واضح من سوق التعدين لتجنّب الانتقادات التي أثارها قبل فترة بعض الجماعات المهتمة بالبيئة ومشاهير.

وشهد الشهر الحالي توقيع 3 اتفاقيات لتعدين "بيتكوين" بين مصانع للطاقة النووية في مناطق مختلفة بالولايات المتحدة وشركات لتعدين العملة المشفرة الأشهر.

ووقّعت شركة "أوكلو" للطاقة النووية في كاليفورنيا عقداً مدته 20 عاماً مع شركة "كومباس ماينينغ" لتعدين "بيتكوين"، ومن خلال هذه الشراكة الطويلة الأمد ستحصل "كومباس" على الكهرباء اللازمة لتعدين "بيتكوين" بوسائل أنظف وأكثر اعتمادية وبأسعار معقولة لمدة 20 عاماً.

وتُعدّ هذه الخطوة نقلة كبيرة في سوق التعدين، الذي كان يبحث عن تنويع مصادر الطاقة، بعد النقد الذي تعرّضت له "بيتكوين" من إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة "تيسلا"، الذي اتهمها بأنها تلوّث البيئة لاستخدامها مصادر الطاقة التي تعتمد على الوقود الأحفوري، وتبعه في الانتقاد بعض الجمعيات المهتمة بالبيئة.

وينص الاتفاق بين الشركتين على أن توفّر مصانع الكهرباء التابعة لشركة "أوكلو"، التي تعمل بالانشطار النووي المتقدم، ما لا يقل عن 150 ميغاوات من الكهرباء لمعدات التعدين التابعة لشركة "كومباس" في المرحلة الأولى من الشراكة، ما يساعد على استدامة نشاط تعدين "بيتكوين".

ولدى "كومباس" نموذج تجاري فريد، بحيث تمتلك السوق الوحيدة على الإنترنت لبيع معدات تعدين "بيتكوين" التي تصنّعها الشركة، وأيضاً تخزين هذه المعدات وإدارتها، ما يتيح لأي شخص في العالم إنشاء مزارع لتعدين العملة الرقمية في أميركا ومراقبتها عن بعد، بهدف تسهيل شراء وبناء مزارع التعدين، للمساهمة في أمان شبكة "بيتكوين"، ونشر العملة المشفرة على أوسع نطاق ممكن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت "كومباس" إن الشراكة مع "أوكلو" يمكنها دفع صناعة تعدين "بيتكوين" إلى مرحلة جديدة من خلال استخدام أرخص أنواع الطاقة النظيفة والموثوقة في التعدين. وأكدت أن هذه الخطوة ستعيد تعريف مشهد تعدين العملات المشفرة خلال العقود المقبلة، بحيث يمكن لمصانع الكهرباء التابعة لشركة "أوكلو" أن توفّر أسعاراً جيدة ومستقرة للكهرباء فترات طويلة، لأن هذه المصانع يمكنها العمل 20 عاماً متواصلة من دون الحاجة لإعادة التزود بالوقود. وأكدت "كومباس" أيضاً أن نشاط تعدين العملات المشفرة يمكنه توفير مسارات واعدة لنشر الطاقة النظيفة والمستدامة.

من جانبها، قالت "أوكلو" إنه لا يمكن تخزين الإنتاج من الكهرباء بسهولة، لكن تعدين "بيتكوين" يمكن أن يغيّر قواعد اللعبة في قطاع الطاقة، بالتالي فإنه يمكن وصف "بيتكوين" بأنها "صانع وممكن للسوق"، كما يتوقع أن تصبح مصدراً رئيساً للإيرادات المستقلة بالنسبة إلى شركة "أوكلو".

وسيبدأ عمل أولى مفاعلات "أوكلو" عام 2023، وستكون التكاليف أقل بشكل كبير من مصادر الطاقة التي تعتمد عليها "كومباس" حالياً. وتخطط "أوكلو" لبناء مفاعلات نووية مصغرة تنتج ما بين واحد إلى 10 ميغاواتات من الطاقة الكهربائية، مقارنة بمئات الميغاواتات التي تنتجها المفاعلات التقليدية.

وتجري "كومباس" أيضاً محادثات مع ميامي للحصول على الطاقة من محطة "تركي بوينت" النووية في هومستيد بولاية فلوريدا. ويقال إن عمدة ميامي فرانسيس سواريز، هو الذي عرض المصنع على شركات التعدين المشفرة كمصدر طاقة غير مكلف.

وتدير "كومباس" حالياً 5 في المئة من معدل حل رموز تشفير "بيتكوين" على مستوى العالم، وتنوي زيادة هذه النسبة إلى 10 في المئة بنهاية 2022. وسيساعدها الحصول على طاقة رخيصة في رفع أرباحها والمزيد من التوسع. وتستخدم "كومباس" الآن منشآت للطاقة يمكنها إملاء أسعار الطاقة عليها.

وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، وقّعت أيضاً شركة الطاقة النووية "إينيرجي هاربور" شراكة 5 أعوام مع شركة "ستاندرد باور" لتعدين "بيتكوين" في أوهايو، كما أعلنت "تالين إينيرجي" عن خطط لربط عمليات تعدين العملة المشفرة بمحطة للطاقة النووية في ولاية بنسلفانيا، التي تمتلكها وتشغّلها "تالين".

وقال سمير رؤوف، المحلل المالي، إن الخطوة الأميركية "جاءت متأخرة وتقليداً لاتجاه ابتكرته روسيا في الواقع، فقد قامت شركة الطاقة النووية الروسية روس آتوم في يناير الماضي بإنشاء مساحة لتعدين العملات الرقمية قرب محطة كالينين التي تقع على بعد 250 كيلومتراً شمال غربي العاصمة موسكو".

وأضاف أن "روس آتوم أنفقت 4.8 مليون دولار على هذه المنشأة التي جهّزتها بقدرة 30 ميغاوات، للاستفادة ممن اعتبرتهم مستهلكين من العيار الثقيل للكهرباء، وأجرت للمعدّنين المساحات وزوّدتهم بالكهرباء، كما افتتحت مساحة أخرى بالقرب منها لمراكز البيانات أيضاً، وكلاهما من المستهلكين الكبار للطاقة، ولديهم طلب دائم وثابت أو متزايد، وتُعدّ هذه الخطوة إحدى طرق تنويع الدخل بالنسبة إلى شركة روس آتوم".

وأشار إلى أن "روس آتوم تخطط أيضاً لتوفير سوق تعدين العملات الرقمية في روسيا بنحو 240 ميغاوات، ما سيمكّنها من أن تصبح لاعباً أساسياً في سوق تعدين العملات المشفرة، خصوصاً بعد فرار المعدّنين من الصين".

وتابع، "الطريف أنه كان بإمكان الصين الاستفادة من هذا الطلب على الطاقة، بحيث هاجرت شركة بيتماين، عملاق التعدين إلى ولاية تكساس، وستستهلك منشآتها الأولى من 25 إلى 50 ميغاوات من الكهرباء ترتفع إلى 300 لاحقاً، لتستحوذ على لقب أكبر منجم تعدين في العالم للعملات المشفرة".

اقرأ المزيد