مقدم برامج يستقيل بعد أن أوقف عن العمل لقيامه بحركة الجثو على الركبة

قدم مقدم برامج استقالته من قناة "جي بي نيوز" GB News، بعد أن اتخذت إجراءات تأديبية بحقه لقيامه بحركة الركوع على ركبة واحدة مباشرةً على الهواء لمناهضة العنصرية.

وأوقفت "جي بي نيوز" مقدم البرامج، غوتو هاري، عن العمل طوال فصل الصيف بعد أن قام مشاهدو القناة التي تنتمي إلى اليمين بمقاطعة برامجها عقب حركته التي أظهرت تضامنه مع لاعبي المنتخب الإنجليزي لكرة قدم ذوي البشرة السوداء.

وأعلن مراسل قناة هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" السابق أنه لم يكن يؤمن بمثل حركات الجثو على ركبة واحدة، ولكن رؤية لاعبي المنتخب الإنجليزي لكرة القدم يتعرضون للتمييز العنصري عقب هزيمة الفريق في نهائي بطولة أمم أوروبا "يورو 2020" دفعه إلى تغيير رأيه.

وقام هاري الذي سبق أن عمل مستشاراً لبوريس جونسون عندما كان رئيس الحكومة يشغل منصب عمدة لندن بحركة الركوع على ركبة واحدة يوم الثلاثاء خلال البرنامج، أي بعد يومين من المباراة التي أجريت على ملعب ويمبلي.

وفي رسالة الاستقالة التي اطلعت عليها صحيفة "اندبندنت"، يوضح هاري للرئيس التنفيذي أنجلوس فرانغوبولوس أسباب استقالته من القناة الإخبارية التي انطلقت منذ أكثر من شهر.

وجاء في الرسالة، "قبل أن أقوم بحركة الركوع على ركبة واحدة على الهواء، ناقشت الأمر مع المنتج والمخرج وزملائي في التقديم ومدير غرفة الأخبار. وبعد قيامي بذلك، احتفظت "جي بي نيوز" بتلك اللقطة ونشرتها بشكل استباقي على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي. وبعد مرور يومين، أردتم مني أخذ عطلة طوال فصل الصيف. لم تخبروني أنكم كنتم تعدون أوراق إحاطة إعلامية وتصدرون بياناً تتهمونني فيه بانتهاك المعايير الصحافية لديكم. طلبت منكم العدول عن الأمر مساء ذلك اليوم بالذات، وأشرت لكم أن ذلك يعتبر تشهيراً، بيد أنكم تجاهلتم رسائلي النصية ورفضتم الرد على اتصالاتي. عرفت الآن أنكم قمتم بتوظيف نايجل فاراج الذي أعلن على الفور وبشكل علني بأنه لن يقوم بحركة الركوع. أرجو منكم أن تشرحوا لي كيف لا يكون ذلك انتهاكاً لمعايير التحرير والصحافة وكيف أكون أنا قد انتهكتها لكي أتمكن من مشاركة هذا التفسير مع محامٍ".

كما قال هاري في رسالته إلى فرانغوبولوس أنه لا يملك "خياراً سوى الاستقالة".

وظفت القناة نايجل فاراج في مسعى لزيادة عدد مشاهديها (تويتر)

ووجه انتقاداً لرب عمله الذي زعم أنه "يؤمن بحرية التعبير"، ومن ثم قيامه بمعاقبته بسبب التعبير عن آرائه.

وفي مقال كتبه هاري في صحيفة "ذا صنداي تايمز"، اتهم القناة بأنها "تحولت إلى محاكاة ساخرة لما تنادي به". وكتب قائلاً: "عوضاً عن الدفاع عن حرية التعبير ومواجهة ثقافة الإلغاء، قررت استنساخ ذلك على طريقة اليمين المتطرف".

وفي بيان أصدرته قناة "جي بي نيوز"، أشارت إلى أنها "تناهض العنصرية بشكل تام"، ولكنه من "غير المقبول" لأي مقدم برامج على شاشتها أن يقوم بحركة الركوع على ركبة واحدة، وهي لفتة مرتبطة بحركة "حياة السود مهمة" (BLM).

وأعلنت القناة أن هاري انتهك قانون التحرير الخاص بها، والذي يتضمن الالتزام بالقيم التي تشمل "احترام الآراء واحترام الذين يعبرون عنها"، فضلاً عن "حق أي فرد في تكوين آرائه ومشاركتها".

ثم تابعت القناة بالقول، "لقد خذلنا طرفي النقاش من خلال تبسيط مسألة بالغة التعقيد".

وفي اليوم الذي تلا حركة هاري بالركوع على ركبة واحدة، لم تحصد القناة أي نسبة مشاهدة تذكر بين الساعة الواحدة ظهراً والواحدة والنصف ظهراً.

أما على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد تعهد المشاهدون بالتوقف عن مشاهدة القناة متهمين إياها بأنها "تعيش صحوة" [صارت ملتزمة بقضايا التمييز العرقي وغيره من المسائل].

وتستعين القناة حالياً بالزعيم السابق لحزب بريكست نايجل فاراج لتقديم برنامج جديد في وقت الذروة، وذلك في محاولة لاستقطاب المشاهدين من جديد.

تجدر الإشارة إلى أن فاراج غادر إذاعة "أل بي سي" (LBC) في يونيو (حزيران) عام 2020 بعد ثلاث سنوات من العمل فيه عقب إثارته للجدل من خلال تصريحاته المرتبطة بحركة "حياة السود مهمة".

وقال آنذاك إن المحتجين يشبهون "شكلاً جديداً من طالبان"، لأنهم نزلوا إلى الشوارع كجزء من تظاهرة عالمية ضد الشرطي الأميركي الذي قتل جورج فلويد، وهو رجل أسود تم توقيفه في مينيابوليس.

ووصف فاراج الأشخاص الذين حطموا تمثال تاجر الرقيق إدوارد كولستون في بريستول بأنهم "عصابة عنيفة".

كما وصف حركة "حياة السود مهمة" بأنها "منظمة ماركسية يسارية متطرفة تسعى إلى إلغاء الشرطة وتفكيك أواصر الرأسمالية".