Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجامعة العربية والصين تدعوان لمؤتمر دولي للسلام على أساس "حل الدولتين"

تأكيد أهمية الإعداد والتحضير لعقد القمة التي ستستضيفها السعودية عام 2022

لقاء بين أحمد أبو الغيط ووانغ يي وتأكيد على أهمية الحفاظ على سلامة ووحدة أراضي الدول العربية (المكتب الإعلامي للجامعة العربية)

اجتمع أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، مع وانغ يي، مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني في مدينة العلمين، إحدى مدن محافظة مطروح (شمال القاهرة)، الأحد، 18 يوليو (تموز)، وتبادلا وجهات النظر على نحو معمق حول العلاقات العربية - الصينية، والقضايا الإقليمية والدولية.

ودعا الجانبان في بيان مشترك صدر عنهما إلى عقد مؤتمر دولي للسلام ذي مصداقية أكبر، بما يحقق السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط بأسرع وقت على أساس "حل الدولتين". وشدد البيان أيضاً على ضرورة الحفاظ على الأمن والسلم والاستقرار، والتوصل إلى حلول سياسية للأزمات والقضايا الإقليمية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية والاتفاقات والمرجعيات ذات الصلة، والتأكيد على أهمية الحل العادل والشامل والدائم للقضية الفلسطينية بما يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967، وعاصمتها القدس الشرقية .

وأكد البيان أهمية الحفاظ على سلامة ووحدة أراضي الدول العربية، وبخاصة في سوريا وليبيا واليمن، وضرورة تعزيز أمنها وسيادتها على أراضيها ومواردها الطبيعية، وأهمية وقف القتال وتعزيز فرص الحل السياسي ورفض التدخلات الخارجية في الدول العربية ودعم جهود الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في هذا الشأن. ورحبت جامعة الدول العربية بدور الصين الإيجابي في إيجاد حلول للقضايا الإقليمية.

وأكدا كذلك أهمية الإعداد والتحضير لعقد القمة العربية الصينية الأولى التي ستستضيفها السعودية في عام 2022، في موعد يتفق عليه الجانبان، والتطلع إلى أن تشكل هذه القمة نقلة نوعية للارتقاء بالعلاقات العربية - الصينية، والشراكة الاستراتيجية العربية الصينية إلى آفاق أرحب، بما يخدم المصلحة المشتركة للجانبين.

من جانبه، لفت السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد للجامعة العربية، عقب اللقاء، إلى أن جلسة المحادثات كانت مثمرة ومفيدة مع وزير خارجية الصين حول أهم القضايا في المنطقة. وأضاف أن الصين تلعب دوراً متعاظماً في مساعي تسوية المشكلات والنزاعات في العالم، مؤكدا أن علاقة الصين مع الجامعة العربية في أوجها.

دور متعاظم للصين

وأشار السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، لـ"اندبندنت عربية"، إلى أن الدعوة لعقد مؤتمر دولي للسلام على أساس حل الدولتين خطوة مهمة، ومن الضروري أن تكون هناك مشاركة واسعة، وأن يكون الأمر بشكل عاجل مع التركيز على استرداد الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حقه في  إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، مضيفاً، "الأوضاع في المنطقة، وبخاصة في فلسطين، تزداد سوءاً وصراعاً وسخونة، وخاصة في ما يتعلق بالممارسات الإسرائيلية التي نلحظها أخيراً من دخول المسجد الأقصى، وعمليات الاستيطان المستمرة والمستفزة في مناطق فلسطينية واضحة، لا سيما في القدس، أو غيرها".

وعن القمة العربية - الصينية قال حليمة، "إنها ستشكل علامة فارقة في تاريخ العلاقات العربية - الصينية، لأنها تبحث في تطوير هذه العلاقات، ودفعها إلى تكوين شراكة حقيقية في المجالات كافة، سواء أكانت أمنية أو سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية".

مباحثات سياسية مصرية - صينية

عقد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، جلسة مباحثات مشتركة مع نظيره الصيني أكدت التزام البلدين بالثوابت التي تجمعهما في إطار الشراكة الاستراتيجية الشاملة، بهدف التنسيق والتشاور إزاء مسار التعاون الثنائي، والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وخاصة في ظل التطورات الدولية والإقليمية المتلاحقة، وأجرى الوزيران مباحثات حول العلاقات بين البلدين بمختلف أبعادها، ووقّعا على "اتفاق إنشاء لجنة التعاون الحكومية المشتركة بين جمهورية مصر العربية وجمهورية الصين الشعبية"، والتي تشكل أحد الأطر المعنية بتوجيه وتقييم ومراجعة مسار علاقات التعاون بين البلدين في شتى المجالات وعلى مختلف المستويات.

سد النهضة

كما تطرقت المباحثات إلى مجمل الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتبادل الوزيران الآراء والرؤى بشأنها. وحرص الجانب المصري على استعراض تطورات ملف سد النهضة، مع شرح موقف مصر والسودان كدولتي مصب، وضرورة الحفاظ على مصالح كل الأطراف، وضرورة عدم الإضرار بالأمن المائي لدولتي المصب، فضلاً عن أهمية الانخراط في مفاوضات معززة برعاية رئاسة الاتحاد الأفريقي، وصولاً إلى اتفاق قانوني ملزم لملء وتشغيل سد النهضة يراعي مصالح الأطراف كافة. وأكد شكري أهمية موقف الصين في هذه القضية ذات التأثير الكبير على مصالح مصر وأمنها .

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال صلاح حليمة بدوره، "على الرغم من أن هذه الزيارة كان متفقاً عليها مسبقاً، فإنها جاءت في توقيت مهم عقب اجتماع مجلس الأمن بشأن سد النهضة، وتمثل نقطة انطلاق لمرحلة جديدة تتأكد فيها الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين"، مشيراً إلى أهمية موقف الصين وإمكانية أن تلعب دوراً إيجابياً وبنّاء من خلال وساطة أو أي شكل من الأشكال الأخرى، ما يعزز دور الاتحاد الأفريقي على النحو الذي يمكن  معه الوصول لاتفاق قانوني عادل وملزم  لعملية الملء والتشغيل على النحو الذي يراعي مصالح الدول الثلاث، ويجنب أياً منها أضراراً جسيمة، ويكون هناك استخدام منصف وعادل للمياه ودراسة معامل الأمان وتأمينها  طبقاً للمعايير الدولية".

رسالة من الرئيس الصيني للسيسي

كما استقبل الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، وانغ يي، وزير خارجية الصين، الذي نقل إلى السيسي رسالة شفهية من الرئيس شي جين بينغ، تضمنت حرص الصين على استمرار تطوير علاقاتها الاستراتيجية مع مصر، مشيراً في الوقت نفسه، إلى ما تُكنّه بلاده من احترام وتقدير للرئيس المصري، ولمصر في ظل دورها المحوري كركيزة أساسية لاستقرار منطقة الشرق الأوسط، وثبات دعم الصين للقاهرة في جهود التنمية الشاملة ومكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. وأوضح وزير الخارجية الصيني قبول انضمام مصر كشريك حوار في منظمة شنغهاي للتعاون التي تتناول التنسيق والتعاون في مجالات مكافحة الإرهاب والتطرف، والطاقة والعلوم.

وأكد الرئيس المصري حرص بلاده على الاستفادة من الخبرات الصينية المتميزة في دعم البرامج والأنشطة التنموية والمشاريع القومية، بالدولة، خاصة في ضوء البنية التحتية الحديثة التي باتت تتمتع بها مصر، والتي تتكامل مع المبادرة الصينية "الحزام والطريق"، وكذلك الدور المهم الذي تقوم به "المنطقة الصينية - المصرية للتعاون الاقتصادي والتجاري" بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، باعتبارها نموذجاً ناجحاً للتعاون الاستثماري بين البلدين.

وتم التطرق إلى آخر تطورات قضية سد النهضة، وأكد السيسي موقف مصر الثابت بالحفاظ على أمنها المائي المتمثل في حقوقها التاريخية في مياه النيل بالتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم لملء وتشغيل سد النهضة يحقق مصالح الجميع بشكل عادل. وأوضح وزير خارجية الصين تفهم بلاده التام للأهمية القصوى لنهر النيل لمصر، ومن ثم مواصلة الصين اهتمامها بالتوصل لحل لتلك القضية على نحو يلبي مصلحة كل الأطراف.

المزيد من تقارير