Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

النتائج الأولية لاستهداف الناقلات في الخليج: إيران وراء العملية

ترمب يحذر من عواقب وخيمة إذا قامت طهران بأعمال عدائية

ناقلة النفط النرويجية أندريا فيكتوري قبالة سواحل الفجيرة وهي إحدى الناقلات التي تعرضت لعملية تخريب (أ.ف.ب)

في موقف لافت رجّح مسؤول أميركي وقوف إيران وراء العمليات التخريبية التي استهدفت ناقلات النفط في الإمارات العربية المتحدة الأحد المنصرم.

المسؤول الاميركي الذي رفض الإفصاح عن اسمه، نقلت عنه صحيفة "وول ستريت جورنال" قوله "إن التقييم الأولي في تعرض 4 سفن لأعمال تخريبية في المياه الاقتصادية لدولة الإمارات قبالة سواحل إمارة الفجيرة، الأحد، يشير إلى احتمال تورط إيران في الهجوم الذي استهدف ناقلات النفط".

وكشف المسؤول، أن فريقا أميركيا يقوم بالمساعدة على معاينة السفن المتضررة، مشيراً إلى أن الأدلة المتوفرة لم تقدم حتى الآن إجابات حاسمة بشأن الهجوم.

وأكد أن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، حذر النظام الإيراني من "عواقب وخيمة" إذا قامت طهران بأعمال عدائية.

وكانت السعودية اعتبرت الهجمات على السفن "تهديداً خطيراً لأمن حركة الملاحة البحرية والأمن الإقليمي والدولي".

ونقلت وكالة الأنباء السعودية، الاثنين 13 مايو (أيار)، عن وزارة الخارجية، تضامن السعودية مع الإمارات في مواجهة الأعمال التخريبية التي استهدفت 4 ناقلات نفط قبالة ساحل الإمارات.

وأعلنت السعودية أن اثنتين من ناقلاتها النفطية كانتا من بين تلك السفن، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) الاثنين نقلاً عن وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح.

وكشف الوزير الفالح، أن الناقلتين كانتا في طريقهما لعبور الخليج العربي في المياه الاقتصادية لدولة الإمارات، بالقرب من إمارة الفجيرة عند أحد أكبر مراكز تزويد السفن بالوقود في العالم ويقع مباشرة خارج مضيق هرمز، وهو ممر حيوي لسوق النفط العالمي.

أضاف الفالح، أن إحدى الناقلتين كانت في طريقها "للتحميل بالنفط السعودي من ميناء رأس تنورة، ومن ثم الاتجاه إلى الولايات المتحدة لتزويد عملاء أرامكو السعودية".

وأكد الفالح عدم وقوع أي إصابات أو تسرب للوقود من جراء الهجوم "في حين نجمت عنه أضرار بالغة في هيكلَي السفينتين".

وقد عُلم أن الناقلتين السعوديتين تحملان اسمي "المرزوقة" و"أمجاد"، بينما تحمل الإماراتية اسم "ميشيل"، والنرويجية اسم "أندريا فيكتوري".

تطور خطير

وكانت دولة الإمارات أعلنت، الأحد، أنّ أربع سفن شحن تجارية من جنسيات عدة تعرّضت لـ"عمليات تخريبية" في مياهها قبالة إيران.

ولم تحدّد الإمارات طبيعة تلك الأعمال أو الجهة التي تقف خلفها. لكنها قالت إن "تعريض السفن التجارية لأعمال تخريبية وتهديد حياة طواقمها يعتبران تطوراً خطيراً"، كما أفادت وزارة الخارجية.

ودعت الإمارات المجتمع الدولي إلى "القيام بمسؤولياته" لمنع "أي أطراف تحاول المساس بأمن حركة الملاحة البحرية وسلامتها، ما يعتبر تهديداً للأمن والسلامة الدولية".

والإمارات عضو قيادي إلى جانب السعودية في التحالف العسكري الداعم للقوات الحكومية في اليمن المجاور في معاركها مع المتمردين الحوثيين المتهمين بتلقي دعم عسكري من إيران.

قلق إيراني

وأعربت إيران، الاثنين، عن "القلق" لتعرض سفن في الإمارات لأعمال "تخريبية" وحضّت على إجراء تحقيق.

ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي الحوادث في الإمارات بأنها "مقلقة ومؤسفة"، وطالب بتحقيق لكشف ملابساتها.

وفيما دعا المتحدث دول المنطقة إلى "توخي الحذر من مؤامرات لزعزعة الاستقرار من قبل عناصر أجنبية"، حذّر من "مغامرة لاعبين خارجيين" لعرقلة أمن الملاحة.

تجنب أي تصعيد

ويأتي الحادث في المياه الإماراتية في خضم التوتر المتصاعد بين إيران والولايات المتحدة.

وأرسلت الولايات المتحدة سفينة هجومية وبطاريات صواريخ "باتريوت" إلى الشرق الأوسط لتعزيز قدرات حاملة طائرات وقاذفات من طراز "بي-52" أُرسلت سابقاً إلى منطقة الخليج.

وبحث وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في بروكسل الاثنين، ملف إيران مع المسؤولين الفرنسيين والبريطانيين والألمان.

وكثّفت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضغوطها على إيران في الآونة الأخيرة متهمة إياها بالإعداد لهجمات "وشيكة" ضد مصالح أميركية في الشرق الأوسط.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن بومبيو سيلتقي مع الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرجي لافروف في منتجع سوتشي على البحر الأسود كما هو مقرّر يوم الثلثاء.

وقالت دول أوروبية الأسبوع الماضي، إنها تريد الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران ورفضت "إنذارات" من طهران بعدما تحلّلت من قيود مفروضة على برنامجها النووي وهدّدت بتحركات قد تشكل انتهاكاً للاتفاق.

جاء إعلان إيران يوم الأربعاء رداً على عقوبات جديدة فرضتها الولايات المتحدة بعدما انسحبت من الاتفاق قبل عام.

ودعت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي موغيريني، الاثنين، إلى تجنب أي تصعيد بشأن إيران. وقالت الاثنين إن الاتحاد يدعم تنفيذ الاتفاق النووي الدولي مع إيران دعماً كاملاً ويريد من القوى المتنافسة تجنب أي تصعيد آخر بشأن القضية.

وأضافت موغيريني للصحافيين قبل اجتماع لوزراء خارجية دول بريطانيا وفرنسا وألمانيا الموقعة على الاتفاق "سنواصل دعمه قدر ما نستطيع بكل الوسائل وبإرادتنا السياسية".

وفي هذا السياق، حذّر وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت، الاثنين لدى وصوله إلى بروكسل لحضور اجتماع وزراء الخارجية، من مخاطر نشوب صراع غير مقصود بين إيران والولايات المتحدة، قائلاً "نحن قلقون من خطر نزاع قد يندلع عن طريق الخطأ بسبب تصعيد غير مقصود من قبل كلا الطرفين. سنشارك هذه الأفكار مع شركائنا الأوروبيين ومع بومبيو".

وقال هنت للصحافيين إنه يجب ألا تُعاد إيران مرة أخرى إلى مسار إعادة التسلح النووي، موضحاً أنه "إذا باتت إيران قوة نووية، هذا يعني أنه قد يصبح لجيرانها رغبة في أن يكونوا قوى نووية أيضاً". وأضاف "إنها المنطقة الأقل استقراراً في العالم وسيكون ذلك خطوة كبرى في الاتجاه الخاطئ"، معرباً عن الحاجة إلى "مرحلة هدوء لنتأكد من أن الجميع يفهم ما يريده الطرف الآخر".

خطر جسيم

وندّد مجلس التعاون الخليجي "بالعمليات التخريبية" التي تعرضت لها سفن تجارية قرب المياه الإقليمية لدولة الإمارات.

وقال الأمين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني في بيان "مثل هذه الممارسات غير المسؤولة من شأنه أن يزيد درجة التوتر والصراع في المنطقة ويعرض مصالح شعوبها لخطر جسيم".

ودانت وزارة الخارجية المصرية أيضا في بيان "كل ما من شأنه المساس بالأمن القومي الإماراتي"، مؤكّدةً تضامنها مع الإمارات حكومةً وشعباً.

والأردن بدوره دان الهجوم، وعبّر الناطق الرسمي باسم وزارة خارجيته سفيان القضاة عن موقف بلاده "الثابت والرافض لأي عمل إجرامي يهدّد أمن وسلامة حركة الملاحة البحرية في الخليج العربي أياً كان مصدره".

كذلك دان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري "أعمال التخريب الإرهابية" التي تعرّضت لها البواخر، معتبراً أنها تهدّد سلامة الملاحة واستقرار الاقتصاد العالمي، وأنّها "اعتداء مباشر" على الدول العربية و"الأمن العربي المشترك".    

المزيد من العالم العربي