Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خفايا مؤامرة إيرانية لاختطاف صحافية أميركية

تعد العملية جزءاً من جهود طهران المتصاعدة لمضايقة الناشطين الإيرانيين في الخارج ومراقبتهم

قالت مسيح علي نجاد الصحافية الأميركية من أصل إيراني إنها الشخص المستهدف من المؤامرة (رويترز)

كانت اللقطة على جهاز ضابط الاستخبارات الإيراني المزعوم تبث القشعريرة في الأبدان، وكانت تضم صوراً شخصية لاثنين من المنشقين الإيرانيين جرى القبض عليهما في الخارج. وبجوارها كانت صورة لصحافية أميركية يقول ممثلو الادعاء إن الضابط "كان ينوي اختطافها"، وقد كتب تحتها "هل ستأتي أم نأتي نحن إليك؟".

ويقول ممثلو ادعاء أميركيون، إن الشخص المستهدف هي مسيح علي نجاد الصحافية الأميركية من أصل إيراني التي تعمل لحساب الإذاعة الفارسية براديو "صوت أميركا" العاملة بتمويل من الولايات المتحدة، التي أغضبت إيران بانتقاداتها اللاذعة لقوانين فرض الحجاب في إيران.

مضايقة الناشطين الإيرانيين

وقالت علي نجاد، في مقابلة هذا الأسبوع عقب علمها أن ممثلي ادعاء اتحاديين أميركيين وجهوا اتهامات لأربعة إيرانيين بالتآمر لاختطافها "سرت القشعريرة في جسدي وبكيت. لكن هذه معركتي. لم أفعل شيئاً سوى التعبير عن آراء الناس".

ولم يجر الكشف عن شخصية علي نجاد في أوراق القضية، التي رُفعت عنها السرية، الثلاثاء، باتهام الإيرانيين الأربعة، لكنها أكدت لـ"رويترز" أنها الشخص المستهدف في المؤامرة.

وعرضت مقطع فيديو لوجود الشرطة بشكل شبه دائم خارج بيتها في نيويورك بهدف حمايتها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتضمنت أوراق الدعوى التي جرى الكشف عنها اللقطة التي قال ممثلو الادعاء إنها ضبطت على جهاز إلكتروني، وعليها كتابات باللغة الفارسية.

وتقول السلطات الأميركية، إن المؤامرة جزء من جهود متصاعدة من جانب إيران لمضايقة الناشطين الإيرانيين في الخارج ومراقبتهم واختطافهم.

ووصف سعيد خطيب زاده، متحدث الخارجية الإيرانية، اتهامات الاختطاف بأنها "لا أساس لها وسخيفة".

غير أن طهران قالت خلال العامين الأخيرين، إنها ستعزز عملياتها الاستخباراتية في الخارج رداً على العقوبات والتصرفات العسكرية الأميركية، مثل قتل الجنرال قاسم سليماني.

وقد استعان الإيرانيون الأربعة المتهمون في الدعوى بمخبرين خصوصيين في مانهاتن لمراقبة علي نجاد وأسرتها. وتقول السلطات الأميركية، إن ضباط الاستخبارات الإيرانية كانوا يتدبرون كيفية نقل علي نجاد سراً من نيويورك عن طريق البحر إلى أميركا الجنوبية.

عمليات متزايدة

يقول ممثلو الادعاء، إن شبكة ضباط المخابرات الإيرانية ذاتها استهدفت أربعة ناشطين آخرين على الأقل في كندا وبريطانيا والإمارات، واستعانوا بمحققين محليين من القطاع الخاص لتصوير مداخل بيوتهم، وتتبع أفراد أسرهم ومراقبة اتصالاتهم.

وتقول السلطات إنه قبل أن تبدأ مؤامرة اختطاف علي نجاد في 2020 بذل ضباط المخابرات عدة محاولات فاشلة لإغرائها بالتوجه إلى تركيا، وذلك بالضغط على أفراد من أسرتها لدعوتها لحضور مناسبة يلتئم فيها شمل العائلة.

وقالت علي نجاد، إن شقيقها حذرها من الخطة. وأضافت، "أخي فضحها وأُلقي القبض عليه" في إيران. مشيرة إلى أن "أفراداً آخرين من أسرتها ممن يعيشون في إيران أُرغموا على التنديد بها على الملأ".

شيء لا يتهاونون فيه

وقالت رؤيا بوروماند، المديرة التنفيذية لمركز عبد الرحمن بوروماند لحقوق الإنسان في إيران ومقره واشنطن، إن إيران صعّدت عملياتها في السنوات القليلة الماضية ضد معارضيها في دول غربية.

وأضافت أن وسائل التواصل الاجتماعي سمحت لهؤلاء الناشطين في الخارج بأن يلعبوا دوراً أكبر في تنظيم المقاومة لسياسات طهران، بما شكل تهديداً للحكومة.

فقد استغلت علي نجاد على سبيل المثال وجود خمسة ملايين متابع لها على "إنستغرام" في نشر مقاطع فيديو لنساء ينتهكن قانون تغطية الرأس الإيراني.

وقالت بوروماند، "أدى ذلك إلى تحد عدد كبير من الناس لضباط الحكومة في الشارع، وهذا شيء لا يتهاونون فيه".

وقالت السلطات الأميركية، إن روح الله زام، وهو صحافي إيران منشق كان يعيش في فرنسا عندما استدرجه ضباط المخابرات الإيرانية للسفر إلى الخارج في 2019.

وفي بيان عام وصف الحرس الثوري الإيراني هذه الخدعة بأنها "عملية معقدة باستخدام خداع المخابرات".

وأعدمت السلطات زام العام الماضي بتهمة التحريض على العنف في احتجاجات 2017.

وقالت بوروماند، إن انتشار زام على وسائل التواصل الاجتماعي ساعد المتظاهرين في تنظيم أنفسهم، والحصول على معلومات آنية دقيقة عما يحدث على الأرض. وأضافت "ثمة صلة بين ما يفعله هؤلاء الناس على وسائل التواصل الاجتماعي وعمليات التعبئة".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات