Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حكومة لبنان مرهونة بموافقة عون عقب مباحثات الحريري مع السيسي

القاهرة تؤكد دعمها المسار السياسي لرئيس الحكومة المكلف

اختتم رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري جولة قبل نهائية لمعركة التشكيل الحكومي الممتدة مع أطياف المشهد السياسي اللبناني، وذلك على "أرض محايدة" بحسب توصيف بعض المراقبين، حيث أجرى الحريري زيارة خاطفة إلى العاصمة المصرية القاهرة التقى خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قبل ساعات من عرض التشكيلة الوزارية على الرئيس اللبناني ميشال عون.

وأكد السيسي دعم مصر الكامل "للمسار السياسي لسعد الحريري من أجل استعادة الاستقرار في لبنان"، بحسب بيان في ختام اللقاء بقصر الاتحادية، شارك فيه سامح شكري وزير الخارجية، واللواء عباس كامل رئيس الاستخبارات العامة المصرية.

وتحدد احتمالان لا ثالث لهما لما قد تسفر عنه جولة المقترح الوزاري، ما بين الرضوخ لضغوطات السياسي الطامح جبران باسيل، أو تغليب المصلحة الوطنية اللبنانية بقبول وزارة الحريري لسد الباب أمام تمديد حالة الفراغ الحكومي والدوران في حلقة مفرغة يحذر معها المتشائمون من مسار أزمتي السلطة والاقتصاد في البلد العربي من "تعطيل" التوافق على شخص الحريري "المقبول" إقليمياً ودولياً، في سبيل رهانات الانتخابات البرلمانية المقبلة ومن ثم الرئاسية التي يطمح باسيل أن يكون "حصانها الداكن Dark horse".

دلالات زيارة القاهرة

وذكر بيان صادر عن الرئاسة المصرية أن السيسي أكد "دعم مصر الكامل للمسار السياسي للحريري الذي يهدف لاستعادة الاستقرار في لبنان والتعامل مع التحديات الراهنة، فضلاً عن جهود تشكيل الحكومة، مع أهمية تكاتف مساعي الجميع لتسوية أي خلافات في هذا السياق لإخراج لبنان من الحالة التي يعاني منها حالياً، بإعلاء مصلحة لبنان الوطنية، بما يساعد على صون مقدرات الشعب اللبناني الشقيق ووحدة نسيجه الوطني"، على حد وصف البيان.

ويرى المحلل السياسي اللبناني فادي عاكوم أن الحريري قام اليوم "بزيارة الفرصة الأخيرة" لتشكيل الحكومة، معتبراً أن ترشيحه جاء "بمباركة مصرية بالأساس" وتوافق عربي ودولي وبخاصة مع باريس، مشيراً في تصريح خاص إلى أن "مصر تحاول التواصل مع جميع الفرقاء اللبنانيين من دون استثناء وتقف على مسافة واحدة من كافة الأطراف، وذلك جاء من خلال خطوات عدة لتعزيز الحضور المصري في المشهد اللبناني بتوافق ودعم دبلوماسي وسياسي فرنسي".

إلى ذلك، استقبل شكري رئيس الوزراء اللبناني المُكلف، حيث أكد دعم مصر للبنان الشقيق للخروج من الوضع الحالي، و"ضرورة تغليب كافة الأطراف اللبنانية للمصلحة العليا للبنان بمنأى عن أي مصالح ضيقة"، بحسب تغريدة للمتحدث باسم الخارجية المصرية.

 

قصر بعبدا: توافق أو اعتذار 

وفور عودته من مصر توجه الحريري مباشرة إلى القصر الرئاسي اللبناني في بعبدا، حيث التقى الرئيس ميشال عون.

وبعد لقاء استمر دقائق خرج الحريري وصرح للصحافيين "قدمت للرئيس عون حكومة من 24 وزيراً اختصاصياً بحسب المبادرة الفرنسية، ومبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وهذه الحكومة بالنسبة لي قادرة على وقف الانهيار في البلد، متمنياً جواباً من الرئيس عون غداً لنبني على الشيء مقتضاه". وغادر الحريري بعد تصريحه، ولم يرد على سيل الأسئلة من المراسلين في قصر بعبدا.

وذكرت مصادر لبنانية لـ"اندبندنت عربية" أن المواقف الدولية لن تحتمل رفض التشكيلة الوزارية، لأن دعم لبنان في ظل وضعه الاقتصادي المتدهور بات مشروطاً بتجاوز تشكيل الحكومة وإنهاء حالة الفراغ الجزئي الراهنة التي يمكن أن تتسع لتشمل بقية "الرئاسات الثلاثة" ولمدة لا يمكن التنبؤ بها. وأوضحت المصادر أن المترقب هو إما "اعتذار الحريري حال رفض مقترحه أو قبول المقترح بتوافق يسمح ببدء صفحة جديدة عوضاً عن الدخول في متاهة جديدة لن يستفيد منها سوى تيار باسيل الذي يسعى إلى حجز مقاعده في الانتخابات النيابية وصولاً إلى سدة الحكم بقصر بعبدا".

وأوضح عاكوم أن الزيارة أسفرت عن تقديم ترشيح بالتشكيلة الحكومية مكونة من 24 وزيراً إلى رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، بعد ساعات من وصوله إلى بيروت قادماً من القاهرة، لكن "هناك حالة ترقب وحذر شديدين بقصر بعبدا الرئاسي نتيجة احتمال عدم قبول الرئيس عون بالتشكيلة تحت تأثير مواقف باسيل الساعية لضمان كتلته النيابية، لكن في نهاية الأمر التشكيل سيخضع للتباحث والتوافق بانتظار قرار عون".

ويرى المحلل السياسي اللبناني أن الوضع الراهن يمثل "شخصنة" للصراع السياسي التقليدي في لبنان بين باسيل والحريري تحديداً، حيث يريد الأول فرض وجوده السياسي مستقبلاً بتحدي التوافق الوطني والإقليمي والدولي على شخص الحريري.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تحديات استراتيجية في بلاد الأرز

وقالت نانسي زيدان، الباحثة المصرية في العلوم السياسية، إن لبنان يواجه شبح "الدولة الفاشلة" وتهديد "الانهيار الاقتصادي" نتيجة للوضع السياسي الراهن، موضحة أن مصر بإمكانها مساعدة لبنان على النهوض مجدداً من خلال دعمه اقتصادياً بخبراتها التنموية التي تراكمت خلال السنوات الأخيرة، فضلاً عن تعزيز فرص استفادتها القصوى من مواردها، لا سيما الغاز من خلال دور مصر التأسيسي لمنتدى غاز شرق المتوسط الذي يسمح ميثاقه بقبول دول إضافية للأعضاء المؤسسين للمشروع الإقليمي الذي انطلق قبل عامين من دون حضور لبناني نتيجة استمرار نزاعها البحري مع الجانب الإسرائيلي وتعطل المفاوضات غير المباشرة التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية.

وذكر السفير بسام راضي، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، أن الحريري أثنى على جهود مصر الحثيثة والصادقة لحشد الدعم الدولي للبنان على شتى الأصعدة في ظل استمرار التحديات الصعبة التي يواجهها الشعب اللبناني، بخاصة على المستوى السياسي والاقتصادي، مؤكداً اعتزاز لبنان بالعلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط الدولتين الشقيقتين، والتي تقوم على أسس من التضامن والأخوة، وتقدير بلاده للدور المصري الحيوي كركيزة أساسية في حفظ الاستقرار بها والمنطقة العربية ككل.

كما أوضحت الرئاسة المصرية أن اللقاء تناول "استعراض المشهد السياسي اللبناني، إضافة إلى سبل تعزيز أطر التعاون الثنائي القائمة بين البلدين، وكذا مناقشة تطورات أبرز الأوضاع الإقليمية".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي