Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الكائنات الفضائية... هل حقا تزور كوكب الأرض؟

تقرير البنتاغون لم يؤكد وجودها كما لم يحسمه بالنفي وهذه مواقف الرؤساء الأميركيين منهم

خلاف بشأن وجود الكائنات الفضائية وزياراتها لكوكب الأرض (الصورة تخضع لحقوق الملكية الفكرية – مواقع التواصل الاجتماعي)

المعلومات الأكيدة الوحيدة رسمياً وعلمياً أن الكائنات الفضائية الوحيدة التي نعرف بوجودها في هذا الكون هي الكائنات التي تسكن كوكب الأرض، أي البشر والحيوانات والنباتات الأرضية، أما بخصوص التخمين بوجود كائنات حية أخرى تعيش في الفضاء، فهذا ما يوافق عليه العلم على أساس أنه لا بد من وجود كواكب من بين مليارات المجرات توجد فيها ظروف تسمح بالحياة عليها، لكن أن نكون قد التقينا هذه الكائنات أو زارتنا على كوكبنا الأزرق أو تلقينا منها إشارات ورسائل، فهذا ما لم يؤكده أي تقرير علمي أو رسمي صادر عن مؤسسة تعمل على اكتشاف الفضاء حول العالم. لكن البشر يحاولون فعلياً التواصل مع الكائنات الفضائية في حال وجدت، وقد أُرسلت محطة "فوايجور" إلى الفضاء الواسع عام 1978 حاملة رسائل بكل لغات العالم ومقاطع موسيقية ورسوماً وإشارات وصوراً، لعلها تقع في يد كائنات فضائية تبحث بدورها عن كائنات فضائية أخرى، فتجدنا بطريقة ما.

التقرير الأميركي المبهم

جاء التقرير الذي صدر عن البنتاغون الشهر الماضي، الذي انتظره ملايين البشر المهتمين بموضوع الكائنات الفضائية، وصدر بعد إصرار الكونغرس الأميركي على نشر المعلومات المتوفرة لدى وكالة "ناسا" حول الكائنات الفضائية، جاء هذا التقرير صادماً لمنتظريه، إذ لم يقدم معلومات جديدة، إلا بنشر عدد من الفيديوهات المصوّرة من قبل طيارين في الجيش الأميركي لأجسام طائرة غير محددة الشكل والهوية وتطير بسرعة فائقة، إلا أن التقرير اعتبرها "ظواهر غير محددة" ولم يشر إلى أنها مركبات قادمة من الفضاء.

التقرير أنجزه مكتب المخابرات الوطنية بالمشاركة مع مجموعة عمل خاصة بـ"الظواهر الجوية المجهولة الهوية" بإشراف من سلاح البحرية الأميركية، وتم تقديمه إلى الكونغرس. وبالطبع نفى التقرير وجود كائنات فضائية على كوكب الأرض أو في القاعدة "51" في صحراء نيفادا، كما يدعي كثير من الناس ومنهم علماء فلك وعلماء في استكشاف الفضاء. والجدير بالذكر أنه كان قد دُعي في يوليو (تموز) 2019 إلى مسيرة جماعية لاقتحام المنطقة "51" والاطلاع على الكائنات الفضائية، ولما وصل عدد المؤيدين إلى مليون شخص قالت المتحدثة باسم القوات الجوية الأميركية، "سوف نمنع أي شخص من محاولة القدوم، لأن المنطقة منطقة تدريبات مفتوحة للقوات المسلحة الأميركية، ولن نسمح باقتحامها".

وكان التقرير الذي نشرته الحكومة الأميركية الجمعة 25 يونيو (حزيران) 2021، قد عرض 144 واقعة يعود بعضها إلى عام 2004، وصفتها بـ"ظواهر جوية مجهولة" عجزت هيئات الدفاع والمخابرات الأميركية عن تحديد طبيعتها. وخلص التقرير إلى عدم الوصول إلى أي دليل على وجود كائنات فضائية، لكن في الوقت نفسه لم يتمكن من توضيح الظواهر الغامضة التي رصدها بعض الطيارين العسكريين الأميركيين. ومن أجل تشجيع الطيارين على الإبلاغ عن هذه الظواهر من دون مخاوف بأن يتعرضوا للسخرية، لم يعد الجيش الأميركي يصفها بأنها "أجسام طائرة مجهولة" بل بـ"ظواهر جوية غير محددة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

عقائد وإيمان حول العالم

الرفض الرسمي والحكومي لمقولات وصول الكائنات الفضائية إلى كوكب الأرض، الذي يعتبره المؤمنون بوصول الكائنات الفضائية تستراً على الحقيقة، يلقى معارضة كبيرة ممن يسمون "اليوفولوجيون"، أي المؤمنون بوجود الكائنات الفضائية (اليوفولوجي هو علم الأجسام الطائرة المجهولة الهوية)، ومن هؤلاء من يؤمن بأن الكائنات الفضائية بنت الأهرامات المصرية، بل وصرّح رجل الأعمال الأميركي المهووس بالفضاء، إيلون ماسك، الذي ما زالت شركته تجري تجارب لإقامة رحلات فضائية سياحية إلى الفضاء، أن الكائنات الفضائية زارت الأرض وساعدت البشر على التطور وبنت الحضارات القديمة ومنها المصرية وتحديداً الأهرامات، بل وأعلن في إحدى المقابلات ممازحاً أنه هو نفسه كائن فضائي.

وإيلون ماسك ليس الوحيد في ما يقوله، بل هناك مئات الناس الذين رووا حكايات متشابهة عن اختطافهم من قبل كائنات فضائية، وإجراء فحوصات لهم وتجارب على أجسادهم من قبل كائنات وصفوا شكلها. وهذه القصص تكررت بشكل كبير تحديداً في الولايات المتحدة. وقد تحوّل الإيمان بوجود الكائنات الفضائية إلى ديانة وهي "الرائيلية" في فرنسا عام 1974، وانتشرت في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وكوريا الجنوبية. وترى هذه الديانة أن هناك كائنات فضائية وصلت إلى الأرض من آلاف السنين وأسهمت في تطور الجنس البشري، وقد ظنها الناس ملائكة أو آلهة كانت تسمى "إلوهيم" وهي تراقب سكان الأرض من بعيد وتساعدهم.

تقارير وتصاريح العلماء المشوشة

لكن على الرغم من التعتيم على وجود كائنات فضائية تراقب الأرض أو تزورها، فقد صدر خلال الأسبوع الماضي تقرير علمي ألماني مفاده أن "منذ نحو قرن من الزمن، بدأت البشرية في إرسال موجات راديو إلى الفضاء، وأن هذا الإشعاع وصل إلى نجوم وكواكب يمكن تتبع الأرض انطلاقاً منها".

وكتب موقع "فيلت دير فيزيك" الألماني في 26 يونيو تعليقاً على هذا التقرير بأنه "يمكن لعلماء الفضاء من حضارات أخرى خارج الأرض رصد كوكبنا كما المجموعة الشمسية برمتها، وسيكون محتوى الأكسجين العالي في الغلاف الجوي إشارة واضحة إلى وجود الحياة على الأرض بالنسبة إليهم. وباستخدام أجهزة حساسة بشكل مناسب، يمكن أيضاً اكتشاف المواد غير الطبيعية مثل مركبات الكربون الفلورية. ومن خلال ذلك سيفهمون وجود حضارة تعتمد التكنولوجيا على كوكب الأرض".

ويقدّر الباحثون أن 29 من الكواكب التي يحتمل أن تكون صالحة للسكن وتقع في مجموعات شمسية قريبة من الأرض، هي في وضع جيد لمشاهدة دوران الأرض، وكذا التنصت على البث الإذاعي والتلفزيوني البشري.

وما يجعل "اليوفولوجيين" متأكدين من وجود الكائنات الفضائية من دون شك في ذلك هو مجموعة من التصريحات المهمة، التي أدلى بها رؤساء أميركيون وعلماء مشهود لهم بطول الباع في الأبحاث الفضائية، فعلى سبيل المثال يضيء الباحث العلمي، أحمد المسلماني، في موقع "سيونتيفك أميركان"، على مثل هذه التصريحات، على سبيل المثال تصريح كيفن كنوث، أستاذ الفيزياء في جامعة "ألباني" الأميركية، في مؤتمر "الأجسام الغامضة" بأن، "هناك كائنات فضائية، وتُخفي حكومة الدول ذلك عن مواطنيها، والمعلومات في متناول دائرة صغيرة من الأشخاص، وهي سرية للغاية".

وفي مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" أعلن عالم الفيزياء، حائيم إيشيد، الذي كان يترأس سابقاً إدارة الفضاء في وزارة الدفاع الإسرائيلية، أن الكائنات الفضائية طلبت عدم الكشف عن وصولها إلى الأرض، وبأن "الرئيس الأميركي دونالد ترمب كان على وشك كشف الستار عن وجودهم، لكن الكائنات طلبت منه الانتظار، حتى لا يصاب الناس بالرعب، فهم لا يريدون نشوب حالة من الهستيريا الجماعية، بل يريدون أن ندرك ونقبل بوجودهم معنا على كوكب الأرض بهدوء". وأكد البروفيسور، الحائز درجات وجوائز علمية من إسرائيل وخارجها في علوم الفضاء، أنه لو قال مثل هذه الأمور قبل خمس سنوات، لقالوا لقد فقد الرجل عقله، وكان نُقل إلى مستشفى الأمراض العقلية، مشيراً إلى أن الأوساط الأكاديمية بدأت بالتفكير بطريقة مختلفة.

هذا النوع من التصريحات تكرر بشكل أكثر دقة في مارس (آذار) 2017، مع العالم الأميركي الراحل، ستانتون فريدمان، الذي أشار إلى أن المخلوقات الفضائية زارت الأرض، ووفقاً لموقع "نوفيل أوردر مونديال"، فقد أكد فريدمان، "أن إخفاء الدليل على هذا الأمر، سببه أن البشر سيكون لديهم صعوبة بالغة في تقبل فكرة أن كائنات فضائية تزور كوكبهم. الأمر الذي قد يتسبب لهم بذعر شديد". مشيراً إلى "أن الكائنات الفضائية نفسها لو كانت تريد إظهار وجودها للناس لكانت قد فعلت ذلك دون تردد".

ولكن الفيديو الذي صُوِّر قبل وقت قصير من وفاة العالم بويد بوشمان في 7 أغسطس (آب) عام 2014، ولم يظهر إلا أخيراً، وكانت مدته 33 دقيقة، يشير إلى ما هو أكثر تفصيلاً، إذ يقدم وصفاً للكائنات الفضائية ويروي قصصاً عن حياتهم وطريقة عيشهم.

يقول بوشمان، إن "طولهم نحو 1.5 متر، ولديهم ثلاثة عظام بارزة على الظهر، وأضلاع أقل من البشر، وأصابع اليدين والقدمين مثل البشر"، كما قال "إن عمر بعضهم يمكن أن يمتد إلى 230 سنة". ويدعي بوشمان "أن المخلوقات الفضائية هم سكان كوكب يسمى Quintumnia، الذي يقع على بعد 68 سنة ضوئية من الأرض، ومع ذلك فالمسافة تأخذ منهم فقط 45 دقيقة للوصول إلى كوكب الأرض".

وحين استقبلت الأرض مجموعة انفجارات قادمة من أعماق سحيقة في عام 2018، قالت البروفيسورة شاهي شاترغن، الباحثة في جامعة كورنيل لصحيفة "اندبندنت" في يناير (كانون الثاني) 2018، "نحن على أعتاب اكتشاف تاريخي، ويبدو أن هناك كائنات فضائية أخرى تعيش معنا".

الرؤساء الأميركيون والكائنات الفضائية

كان عضو الكونغرس، تيموثي غود، قد صرّح بأن الرئيس أيزنهاور التقى الكائنات الفضائية في ولاية نيو مكسيكو عام 1954، وأنه عقد معهم معاهدة. ومثل هذه التصريحات تعمّق الاعتقاد لدى كثيرين بوجود الكائنات الفضائية، بل يروج هؤلاء المؤمنون بمعتقداتهم الفضائية بأن رغبة الرئيس جون كينيدي في كشف العلاقة الأميركية مع الكائنات الفضائية كانت سبباً في اغتيال الفضائيين له.

أما الرئيس جيمي كارتر فكان أول رئيس في العالم يقول، "إنه شاهد الكائنات الفضائية في جورجيا عام 1977". وأثناء حملته الانتخابية للرئاسة الأميركية صرح بأنه "سيعمل على نشر جميع المعلومات التي تملكها البلاد بشأن الأطباق الطائرة".

أما الرئيس رونالد ريغان الذي أتى بعد الرئيس كارتر فكان مؤمناً أيضاً بوجود الفضائيين، ووفقاً لكتاب ديفيد كلارك، الذي صدر عام 2015 بعنوان "الأطباق الطائرة.. رسومات من الأرشيف الوطني"، طلب ريغان من الزعيم السوفياتي، ميخائيل غورباتشوف، التصدي للمخلوقات الفضائية في حال مهاجمتها كوكب الأرض، وكان ذلك في قمة جنيف للسلام عام 1985، وحين عاد ريغان إلى الولايات المتحدة بعد القمة تحدث في الأمر ذاته.

الرئيس بيل كلينتون رفض آراء الرئيسين كارتر وريغان بشأن وجود الكائنات الفضائية، إلا أن زوجته هيلاري كلينتون صرحت في حملتها الانتخابية عام 2016 بأنها سوف تطلب من وكالة "ناسا" كشف حقيقة الكائنات الفضائية والمنطقة (51) في حال الفوز بالرئاسة، وفي مارس 2016 قالت في كلمتها بولاية نيو هامبشاير، "أعتقد أن الكائنات الفضائية زارت الأرض من قبل، وسوف أرسل فريق عمل متخصصاً إلى المنطقة (51) لكشف سرّ الحفرة العميقة في المنطقة المحظورة".

أما الرئيس أوباما فقد صرح في مقابلة تلفزيونية مع المذيع ستيفن كولبير، في ديسمبر (كانون الأول) 2020، تصريحاً مبهماً، فلا هو يبدي الجدية ولا يشير إلى المزاح والفكاهة، بقوله، "لقد سئلت عن وجود الكائنات الفضائية، ولكن الإجابة لا يمكنني قولها على الهواء".

أما الرئيس دونالد ترمب فلم يقدم إجابة حاسمة بشأن الفضائيين، وحين سأله ابنه الأكبر دونالد ترامب جونيور، لمناسبة عيد الأب في يونيو 2020 "هل ستسمح قبل مغادرتك الرئاسة بأن ترفع السرية عن الكائنات الفضائية؟" قال، "يجب أن أفكر في الأمر".

اقرأ المزيد

المزيد من علوم