Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"فتح" تتهم "حماس" بالسعي إلى إعادة تفاهمات 2018 مع إسرائيل

تعتبر الحركة ذلك تكريساً للانقسام في حين يؤكد متابعون أن الوسطاء كانوا على تواصل دائم مع السلطة الفلسطينية

لقاء قيادتي "فتح" و"حماس" بالوسطاء المصريين لدى زيارتهم قطاع غزّة (اندبندنت عربية)

في اتفاق وقف العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014، كانت حركة "فتح" جزءاً منه، حينها أعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس التوصل إلى قرار وقف إطلاق النار، بينما في القتال العسكري الأخير خلال مايو (أيار) الماضي لم تشارك "فتح" بشكل مباشر في قرار التوصل إلى الهدوء بين الجانبين، الأمر الذي أثار غضبها ورأت أنه يكرس الانقسام على اعتبار أنها تدير "منظمة التحرير" الممثل الشرعي للفلسطينيين.

وفي الواقع لم يجر الاتفاق على تفاهمات وقف القتال العسكري بين إسرائيل و"حماس" في مايو الماضي، وكل ما في الأمر كان مجرد وقف إطلاق النار من دون شروط، على أن يجري ترتيب تفاهمات إعادة الهدوء لاحقاً وبمشاركة جميع الفصائل الفلسطينية.

"حماس" تكرس الانقسام

وبالفعل، ففي 10 يونيو (حزيران) الماضي دعت مصر الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة "فتح" إلى العاصمة القاهرة لمناقشة تفاهمات وقف القتال العسكري، إلى جانب درس قضايا أخرى، لكن تم تأجيل الاجتماع قبل بدايته لخلافات سياسية بين وفدي "حماس" و"فتح"، حينها شرعت الأولى في إدارة الموقف لوحدها، وعلى إثر ذلك زار وفد "حماس" القاهرة أكثر من مرة لتثبيت وقف إطلاق النار وترتيب تفاهمات تخفيف معاناة قطاع غزة بما فيها الحصار، من دون مشاركة "فتح" أو حتى اطلاعها على ما جرت مناقشته والتوصل إليه برعاية مصرية، وهذه الخطوة دفعت الحركة إلى اعتبار ذلك تكريساً للانقسام الفلسطيني، وأن "حماس" لا تعترف بـ "منظمة التحرير" كممثل شرعي، وتعمل على أخذ قطاع غزة بعيداً من الوحدة الفلسطينية، وحلم إقامة الدولة الذي يحارب من أجله محمود عباس.

وفي هذا الشأن، يقول أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح ماجد الفتياني، إن "حماس" تسعى إلى عودة الأمور في القطاع لما كانت عليه قبل العدوان الإسرائيلي، وتحاول تطبيق تفاهمات عام 2018 التي جرى التوصل إليها مع تل أبيب أثناء الاحتجاجات الشعبية على الحدود (مسيرات العودة)، من دون أن تكون السلطة الفلسطينية مشرفة على ذلك.

ويشير الفتياني إلى أن الاتفاق الذي تحاول "حماس" التوصل إليه مع إسرائيل يأتي في إطار تكريس الانقسام السياسي والانفصال الجغرافي ومواصلة الحصار على غزة، ولا يلبي مطالب الوحدة الوطنية التي نحاول التوصل إليها.

تعزيز الحصار

ويدور الحديث في الساحة السياسية حول سعي "حماس" إلى كسر حصار غزة وإعادة إعمارها، وتحسين حياة الناس المعيشية والاقتصادية، لذلك تحاول التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل لتطبيق ذلك، وهو ما قاله رئيسها في غزة يحيى السنوار عقب وقف القتال العسكري، "إنهم يسعون إلى كسر الحصار الكامل وبات ذلك قريباً، وإذا لم يتم ذلك فإن الانفجار قادم لا محالة، وأن حماس والفصائل كافة مستعدة للتوقيع على التهدئة، من دون ربط هذا الملف بالأسرى المحتجزين لديها".

ويقول الفتياني إن المعادلة الأساسية لرفع المعاناة عن شعب غزة وعودة الحياة إلى طبيعتها في القطاع تحصل من خلال إنهاء الانقسام ورفع الحصار الظالم، ويتحقق ذلك بالعودة إلى وحدة الوطن الإدارية والسياسية والأمنية، وليس توقيع اتفاق مع إسرائيل في إطار تكريس الانقسام.

وبحسب الفتياني فإن "حماس" تهدف من اتفاقها مع إسرائيل إلى تعزيز الحصار ومواصلته كونها مستفيدة منه مالياً، وتترجم معادلة "إن عدتم عدنا" بمعنى توجيه رسالة إلى إسرائيل بضرورة السماح بإدخال المال والوقود إلى غزة، وبالتالي تلتزم "حماس" بالهدوء، في حين أنها لا تسعى إلى تحقيق وحدة وطنية وشراكة فلسطينية تذهب في نهايتها إلى برنامج سياسي واحد يناهض سياسة تل أبيب.

"حماس" تنادي بالوحدة وليس العكس

ويرد على ذلك عضو المكتب السياسي في حركة حماس سهيل الهندي، بأن حديث قيادات "فتح" عن محاولة حركته تكريس الانقسام يُعد اصطياداً في الماء العكر وغير صحيح، وموقف الحركة واضح بأن الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس جزء واحد من الأراضي الفلسطينية، ولا يمكن القبول بدولة في غزة أو من دونها، وكذلك لن يكون هناك دولة في الضفة الغربية أو من دونها.

ويضيف أن "اتهام حماس بالانفصال أو تكريس الانقسام غير دقيق، لأننا نسعى إلى مشاركة حقيقية مع حركة فتح وننادي بذلك في كل وقت، ولا زال موقفنا مؤيداً لإجراء انتخابات حرة نزيهة تضمن المشاركة السياسية لجميع الفصائل وتنهي آثار الخلافات السياسية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي رده على عودة "حماس" لتفاهمات 2018 مع إسرائيل، أشار الهندي إلى عدم وجود ذلك، وكل ما في الأمر هو رغبة الحركة في إنهاء الحصار، لافتاً إلى عدم وجود اتفاقات مع تل أبيب ولا توقيعات على أية معاهدات، وأن لغة الحوار معها هي النار التي تجبرها على تنفيذ شروط ومطالب سكان القطاع.

وبحسب الهندي فإن "حماس" معنيّة بتوحيد الشعب الفلسطيني وإنهاء الانقسام ورفع الحصار وتحقيق الوحدة الوطنية، وأي حديث غير ذلك فهو غير دقيق وافتراء، موضحاً أن "فتح" غير جاهزة لإدارة القطاع وتتهرب من ذلك منذ العام 2017.

الوسطاء على تواصل مع السلطة الفلسطينية

وعلى أي حال، تعتبر "فتح" نفسها أنها غير مشاركة في محادثات كسر الحصار عن غزة، خصوصاً وأن "حماس" شكلت لجنة إدارية لإدارة القطاع، وكذلك ترى نفسها بعيدة من تثبيت وقف إطلاق النار.

لكن بعض المتابعين يؤكدون أن الوسطاء الذين أشرفوا على وقف القتال العسكري كانوا على تواصل دائم مع السلطة الفلسطينية قبل وبعد التوصل إلى قرار إعادة الهدوء، إذ زار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن رام الله في مايو الماضي، والتقى مع عباس لإطلاعه على ترتيبات وقف القتال، وكذلك التقى وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال زيارته الأراضي الفلسطينية والإسرائيلية مع المسؤولين الفلسطينيين بمن فيهم أبو مازن، وشاركهم ملفات تفاهمات غزة.

وفي غزة أيضاً، كان رئيس "فتح" أحمد حلس على رأس الوفد الذي اجتمع مع وزير الخارجية المصري رفقة الفصائل الفلسطينية كافة، لكن الحركة تعتبر أن اجتماعات "حماس" مع المصريين، التي جرت بعد ذلك، محاولة منها لإدارة الموقف لوحدها، وسعيها إلى إعادة تفاهمات 2018 وليس الذهاب لقرار الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام.

المزيد من تقارير