Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المنظومة الصحية التونسية صامدة وفق تصريحات رسمية رغم استفحال الوباء

قد يتخطى عدد وفيات كورونا 20 ألفاً بنهاية أغسطس وفق أرقام رسمية

تونسيون يقفون أمام إحدى صيدليات العاصمة من أجل الخضوع للتحليل السريع لكورونا (اندبندنت عربية)

"المركب بدأ بالغرق والحالة الوبائية كارثية والمنظومة الصحية انهارت"، أثار هذا التصريح للناطقة الرسمية باسم وزارة الصحة التونسية نصاف بن علية، الهلع في البلاد، بينما أسرعت ليبيا إلى غلق حدودها مع تونس، فيما أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي مناشدات للمجتمع الدولي من أجل إنقاذ تونس المنكوبة.
واعتبر قسم من التونسيين تصرف الحكومة الليبية بمثابة نكران للجميل، بعد أن فتحت تونس أبوابها لليبيين في ذروة الحرب أيام الثورة هناك.
وعلل المتحدث باسم الحكومة الليبية مساء الخميس 8 يوليو (تموز) الحالي، قرار غلق الحدود، بإعلان وزارة الصحة التونسية انهيار منظومتها الصحية.
كما تلقى الرئيس التونسي قيس سعيّد، ظهر الجمعة، 9 يوليو، اتصالاً هاتفياً من رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، أكد خلاله أن قرار غلق الحدود مع تونس حتمته الظروف الصحية، وسيكون لفترة قصيرة، مضيفاً أن التنسيق قائم بين وزيري الصحة في البلدين.
كما أكد الدبيبة على أن ليبيا لن تدخر جهداً للوقوف إلى جانب تونس في مجابهة جائحة "كوفيد-19"، وتوفير معدات صحية، بخاصة لفائدة منطقة الجنوب التونسي.

موجة وبائية غير مسبوقة

من جانبها، أصدرت وزارة الصحة التونسية بياناً موجهاً إلى الرأي العام، ناقضت فيه تصريح الناطقة الرسمية باسمها. وأكد بيان الوزارة على أن "المنظومة الصحية لم تنهر، وستبقى صامدة في وجه كل الصعوبات والطوارئ بفضل مجهودات كل الطواقم الصحية، وأيضاً بفضل تكاتف المجتمع وتضامنه". وأضاف البيان أن "ما راكمته فرقنا الصحية في كل الخطوط من خبرات، وما تم توفيره من إمكانات إنعاش وأوكسجين، وما تم تركيزه وبرمجته من مستشفيات ميدانية، سمح للمنظومة الصحية بمواجهة التحديات الوبائية، ومواصلة التكفل بالمرضى، على الرغم مما تعانيه البنية التحتية من نقائص دامت لعقود". 

ضغط نفسي

 قال الدكتور نزار العذاري من مستشفى الرابطة العمومي في العاصمة، إنه "ما دامت المستشفيات تستقبل المرضى فهذا دليل على أن المنظومة الصحية لا تزال واقفة و لم تنهر"، لكنه حذر من "الانهيار الحقيقي إذا لم تتخذ التدابير اللازمة في الفترة المقبلة التي قد تشهد ذروة انتشار الوباء خلال فصل الصيف".
واعتبر العذاري أن "تصريح الناطقة الرسمية باسم وزارة الصحة، قد يكون ناجم من الضغط النفسي الذي تعيشه، ويعيشه كل المسؤولين، بخاصة الأطباء".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جهة أخرى، رأى العذاري أن "تطبيق الإجراءات المتمثلة في الحجر الصحي واستحداث مستشفيات ميدانية، من أهم النقاط التي يجب العمل عليها للخروج من هذه الأزمة".
من جهتها، انتقدت وزيرة الصحة السابقة سميرة مرعي في تدوينة لها، تصريح نصاف بن عليّة، داعيةً كل المسؤولين إلى "حسن اختيار تصريحاتهم أثناء هذه الحرب الكبرى ضد وباء كورونا، لأن كل خطاب رسمي له تبعات، ويؤدي إلى تداعيات خطيرة على مستوى المعنويات والنظام العام".
وأكدت مرعي، وهي طبيبة أيضاً، على أن "المنظومة الصحية الوطنية صامدة، ولن تنهار بفضل التضحيات... وسنبقى نعالج المصابين وننقذ أرواح المواطنين مهما كانت النقائص والصعوبات".
يُذكر أنه في اجتماع بين رأسي السلطة التنفيذية في البلاد، حمل الرئيس سعيّد الحكومة مسؤولية فشل إدارة الأزمة، مُقراً بجملة تدابير أهمها، تدخل الجيش في محاربة هذا الوباء بوتيرة أكبر.

حالة حرب

في سياق متصل، دعا الإعلامي التونسي محمد اليوسفي إلى "تفعيل الفصل 80 من الدستور، وتسليم قيادة الحرب ضد كورونا إلى المؤسسة العسكرية، وإعلان تونس بلداً منكوباً جراء الجائحة، وطلب مساعدات دولية عاجلة". وأضاف "أتحدث هنا عن دعوات واقتراحات قُدمت إلى رئيس الدولة من قبل أطراف سياسية وليست أمنيات". وتابع اليوسفي "نحن اليوم في وضع استثنائي والدستور يتيح لرئيس الجمهورية أخذ قرارات تحت الفصل 80".
واعتبر أنه "يجب أن ترافق هذه الدعوات مؤيدات قانونية لتطبيقها على أرض الواقع"، مضيفاً أن "المؤكد اليوم هو أن تونس في حالة حرب غير تقليدية واستثنائية، وهذه الدعوات تستمد مشروعيتها من ضرورة إيجاد مقاربة جديدة لحسن إدارة هذه الحرب، بخاصة بعد التصريح المثير للجدل للناطقة الرسمية لوزارة الصحة".
وزاد "اليوم يوجد إقرار جماعي بفشل إدارة الأزمة من طرف الحكومة ووزارة الصحة، بالتالي لابد من إيجاد حلول جديدة لتدارك الوضع، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه"، مواصلاً "عملياً المؤسسة العسكرية منخرطة في جهود الدولة لمحاربة الوباء، بالتالي لا نتحدث هنا عن عسكرة الدولة بقدر ما نتحدث عن إدارة للمعركة يتم خلالها توظيف المؤسسة العسكرية، بخاصة بعد الأخبار الجيدة التي تأتينا من الجنوب التونسي حول سرعة نسق التلقيح بعد تولي الجيش للعملية".
يُذكر أنه بعد قرار رئيس الجمهورية بتدخل الجيش في عملية التلقيح في محافظة تطاوين جنوب تونس، تم تطعيم 4000 شخص خلال اليومين الأخيرين، بعدما تم سابقاً تطعيم 8000 في 117 يوماً، من قبل المنظومة التي وضعتها وزارة الصحة.
وتشهد تونس موجةً وبائية غير مسبوقة تتميز بانتشار واسع للسلالتين المتحورتين "ألفا" و"دلتا" في جل المحافظات، وارتفاع نسق الإصابات وعدد الحالات في المستشفيات، وأيضاً ارتفاع قياسي في عدد الوفيات التي بلغت 16 ألفاً. وقد يتخطى عدد الوفيات بنهاية أغسطس (آب) المقبل، الـ 20 ألف حالة وفق أرقام رسمية.

المزيد من صحة