Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المأساة الاقتصادية لجيل عالق

يعاني ملايين الناس صحة متدهورة ومشاكل في الوظيفة وتدهورا ماليا كي يستطيعوا الجمع بين رعاية آبائهم وأبنائهم سوية

لا مال يكفي لتغطية رعاية الأبوين والأطفال سوية، وقد يكون المستقبل يكون أشد قتامة! (موقع "إيميتايت.كوم")

ثمة "جيل عالق" حُشِر بين مشكلة شيخوخة السكان من جهة وإنجاب أطفال في مرحلة متأخرة من العمر من الجهة الثانية. وعلى مدار سنوات طويلة، عانى ذلك الجيل من التجاهل لمشكلة انضغاط أفراده بين الجمع بين رعاية آباء متقدّمين في العمر، وتربية صغار أنجبوهم في مرحلة متأخرة نسبيّاً من حياتهم. وبشكل مستمر، تتصاعد أعداد ذلك الجيل. ويدفع أفراده ثمن تلك الوضعية، ليس من النواحي العاطفية والجسدية والمهنية وحدها، بل المالية أيضاً. وألقى تقرير صدر مؤخراً عن "المكتب الوطني للإحصاءات" في بريطانيا، الضوء على المشاكل التي يعانيها أفراد ذلك الجيل الذي بات عددهم يفوق المليون شخص، وصاروا على حافة الانهيار.

ويُسجّل مقدّمو الرعاية من "الجيل العالق"، مشاكل تتراوح بين اضطراب الصحة العقلية إلى الصراع من أجل تدبير الأمور الماليّة، بنسبة تفوق بقية السُكان.

وإذ يُشار إليهم غالباً بمصطلح "المتساقطون من الفجوات"، فإن تضحياتهم حاضراً تزيد بشكل دراماتيكي إمكانية ان يصبحوا مشردين في أواخر أعمارهم.

ثمن الرعاية

مع ارتفاع متوسط العمر عند الحصول على طفل للمرّة الأولى، يكون الوالدان أكبر سناً بكثير عندما يصبح الأبناء قادرين الاستقلال، ولكن الأبناء سوف يستغرقون وقتاً أطول كي يغادروا بيوت عائلاتهم. وبحسب "مركز أبحاث السياسات الاجتماعية" في "جامعة لوبورو"، ارتفعت تكلفة تربية الطفل الواحد لغاية عمر 18 عاماً إلى أكثر من 155 ألف جنيه استرليني للزوجين و187 ألف جنيه أسترليني للوالد المنفرد/ الوالدة المنفردة. وكلما طالت مدّة بقاء الطفل مع والديه زادت تكلفة مكوثه. وحتى عندما يعمل الوالدان بدوام كامل مقابل ما يساوي متوسّط الأجور في المملكة المتحدة، فإنهما سيعجزان عن توفير تلك التكاليف بنسبة تتراوح بين 11 في المائة و15 في المائة.

وقد أظهرت نتائج دراسة أجرتها "جمعية سكيبتون" للبناء في نهاية العام الماضي أن حوالي 2.7 مليون من أولياء الأمور لديهم أبناء بالغون يعيشون معهم في المنزل، وأن 40 بالمائة من هؤلاء الأبناء يقدمون إلى آبائهم مساهمات ماليّة. كما يذكر "المكتب الوطني للإحصاءات" في بريطانيا، أنّ عدد الأفراد الذين تترواح أعمارهم بين 18 عاماً و30 عاماً ويعيشون مع والديهم، قد ارتفع بنسبة 6 في المائة أثناء السنوات العشر الأخيرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جهة أخرى، فإن اثنين من كل خمسة بريطانيين يعيلون والديهم في حاضراً أو في المستقبل. ويعتقد ثلث البالغين البريطانيين أن إجمالي تكاليف رعاية الوالدين المتقدمين في السن سوف يتراوح بين ألف جنيه استرليني وخمسة آلاف جنيه استرليني تتوزّع بين المساعدة المنزليّة وإجراء تعديلات منزلية. والحقيقة أن تكلفة رعاية شخص يعاني الخرف تبلغ 32,250 جنيه استرليني في سنويّاً، ويمكن أن تتجاوز مائة ألف جنيه استرليني إذا طال عمر المصاب بذلك المرض. ومن المتوقع أن يعاني 2 مليون شخص الخرف في بريطانيا بحلول عام 2050.

المخاطرة بالمستقبل

لا تقتصر معاناة أفراد "الجيل العالق" على مدى توفّر المال في الحياة اليوميّة فحسب، بل غالباً ما تعني وضعيتهم أن التحضير لمستقبلهم الخاص يصير أمراً مستحيلاً. وتشير أرقام "المكتب الوطني للإحصاءات" إلى أن أكثر من 40 بالمائة من أفراد هذا الجيل يواجهون صعوبات ماليّة أو "يتدبرون أمرهم بالكاد" بالمقارنة مع رُبْع إجمالي أفراد المجتمع. وفي السياق ذاته، من المتوقع أن يعجز 40 بالمائة من أفراد "الجيل العالق" عن ادخار أي أموال للتقاعد الخاص، كما أنهم سيجدون صعوبة في أن يدفعوا ما يكفي لجعلهم مؤهلين لنيل أموال من "صندوق التقاعد الوطني"، وهو أمر أساسي للحصول على مستحقات تقاعدهم.

وعلق ستيفن كاميرون، مدير التقاعد في شركة "ايجون" على أرقام "المكتب الوطني للإحصاءات"، مشيراً إلى "تعرض أكثر من 1.3 مليون شخص في المملكة المتحدة لضغوطات كبيرة ناجمة عن تحمّل مسؤولية مزدوجة في العناية بأبنائهم ورعاية آبائهم المرضى أو المعاقين أو المتقدمين في السن. لا شك في أن مجتمعنا يشيخ ومتوسط الأعمار يزداد، ويحتّم ذلك علينا تحديد كيفيّة رعاية كبار السن والمسؤولين عن هذه الرعاية وتمويلها. تظهر البيانات أن كبار السن يحصلون على رعاية تطوعيّة، إلى جانب ما يأتي من الرعاية الحكوميّة. ويستدعي الأمر نفسه وفاء الحكومة بالوعد الذي قطعته على نفسها بإبرام اتفاق لتمويل الرعاية الاجتماعيّة، وهو أمر يواجه تباطؤات في خضم التخطيط لـ"بريكست"، كي يصبح الأفراد قادرين على التخطيط لتكاليف الرعاية الاجتماعية والتخفيف من الأعباء الزمنية والمالية التي يواجهها أفراد "الجيل العالق" في الوقت الحالي".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد