Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كلما أرادت واشنطن إيصال رسالة حلقت "بي 52" في السماء... تعرف على المقاتلة العملاقة

دخلت هذه المقاتلات الخدمة منذ أكثر من 60 عاماً ووصفت بأنّها الأكثر رعباً في القرن العشرين

تُعرف مقاتلات "بي 52" العملاقة بأنها "أكثر المقاتلات رعباً في القرن الـ20"، وبدا استقرارها في منطقة الشرق الأوسط دليلاً على التصعيد الأميركي ضد إيران، بالتزامن مع فرض عقوبات جديدة عليها.

"بي 52"... رسالة الأميركيين

هذه الطائرات دخلت الخدمة في الجيش الأميركي قبل أكثر من 60 عاماً، وشاركت منذ سنة 1955 بأهمّ حروب الولايات المتحدة، منها حرب فيتنام وأفغانستان والعراق والخليج، التي شهدت إطلاق نحو 40 في المئة من صواريخ قوات الائتلاف عبر مقاتلات "بي 52". كذلك، استُخدمت خلال الحملة الجوية ضدّ تنظيم "داعش"، ويُتوقّع أن تستمرّ في الخدمة حتى عام 2044.

قيل في وصف طائرات المصنّع الأميركي الضخم "بوينغ"، أنّه كلما أرادت الولايات المتحدة إرسال رسالة إلى الآخرين، تحلّق "بي 52" في السماء. ويقول الكابتن مك كيب من القوات الجوية الأميركية "هذه الطائرات ترمز إلى قوة الولايات المتحدة، وينتبه العالم إلى حضورها كلما حلقت في أماكن مختلفة".

وفي وقت تستخدم الجيوش المختلفة طائرات من دون طيار وتخوض البلدان المختلفة حروباً إلكترونية، فإن المقاتلة "بي 52" ما زالت تشكّل جزءًا أساسياً من المنظومة النووية الأميركية، هي التي أصبحت رمز قوة ردع الولايات المتحدة خلال الحرب الباردة.

مواصفات مميّزة

صُمّمت مقاتلة "بي 52" أساساً عام 1948، لتكون حاملة أسلحة نووية تُستخدم في مهمّات ردع خلال الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، إلا أنّها استُخدمت في مهمات أخرى وأصبحت قاذفة استراتيجية بعيدة المدى.  

يقدّر باع جناحها (أي المسافة بين جناحيها) بـ56 متراً، وطولها بـ49 متراً، بينما يبلغ ارتفاعها نحو 12.4 متراً. وبينما تزن 83250 كيلوغراماً، بإمكانها الإقلاع بوزن 219600 كيلوغراماً كحدٍّ أقصى.

تشغّل طائرات "بي 52" بواسطة ثمانية محرّكات عنفية مروحية (Turbofan engines)، موزّعة على الجانحين بالتساوي، إذ يحمل كلّ جانح توأمين من المحرّكات، تسمح للطائرة بالتحليق بسرعة 0.9 ماخ، أي نحو 960 كلم/الساعة، وذلك على ارتفاع 17 ألف متراً. وبإمكان هذه المقاتلات أيضاً التحليق بسرعة 0.5 ماخ (600 كلم/الساعة) على ارتفاع 50 ألف قدم، أي نحو 15.24 كلم فقط.

يتولّى قيادة "بي 52" طاقم من خمسة أفراد، وباستطاعتها نقل صواريخ نووية وذخائر تقليدية دقيقة التوجيه، وخلال صراع تقليدي، بإمكانها تنفيذ هجمات استراتيجية وتأمين دعم جوي قريب وحظر جوي، إضافة إلى تنفيذ عمليات هجومية مضادة جوياً وبحرياً. وتتميّز بكونها صاحبة القدرة الأكبر على حمل أوسع مجموعة من الأسلحة الموجودة في المخزون الأميركي. كذلك بإمكان طائرة "بي 52" مراقبة 364 ألف كلم مربع من سطح المحيط، خلال ساعتين فقط.

ثمانية طرز في عشر سنوات

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بين عامي 1952 و1962، صنّعت "بوينغ" 744 طائرة "بي 52" شملت ثمانية طُرُز، سّميت بالتسلسل من حرف A إلى H، وكان طراز "B-52A" نسخة اختبارية، بينما دخل طراز "B-52B" الخدمة الفعلية في القيادة الجوية الاستراتيجية للولايات المتحدة، كقاذفة نووية بعيدة المدى.

في الطرز "B-52C" إلى "B-52F"، اتسع مدى تحليق هذه المقاتلات بفضل تكبير سعتها التخزينية من الوقود وتجهيزها بمعدات تسمح بإعادة التزوّد بالوقود أثناء الطيران. كما عُدّلت لنقل أطنان من القنابل التقليدية.

أمّا الطراز "B-52G"، فجُهّز بسعة وقود أكبر وبمعدات لإطلاق صواريخ جو-أرض وصواريخ مضادة للسفن. وفي الثمانينات، جُهّز طرازا "B-52G" و"B-52H" بمعدات لنقل صواريخ كروز جوية برؤوس حربية نووية وتقليدية.

في عام 1957، أكملت ثلاث طائرات "بي 52" أوّل رحلة جوية حول العالم من دون توقّف، استغرقت 45 ساعة و19 دقيقة، احتاجت فيها الطائرات إلى التزود بالوقود ثلاث مرات فقط.

وباتت طائرات "B-52H" الوحيدة المتبقية في الخدمة منذ عام 1994، وهي قادرة على اجتياز مسافة 8800 ميلاً، أي نحو 14162.23 كيلومتراً، من دون الحاجة إلى التزود بالوقود.

المزيد من دوليات