Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لبيد وريفلين يسعيان إلى ضمان تحقيق المطالب الإسرائيلية في الاتفاق النووي

ترى تل أبيب في إيران و"حزب الله" تهديداً استراتيجياً خطيراً ما يدفعها إلى محاولة التأثير في المحادثات

الرئيس الإسرائيلي المنتهية ولايته رؤوفين ريفلين (رويترز)

بعد تحذير مسؤولين أمنيين وعسكريين إسرائيليين من نفاد الوقت أمام تل أبيب لمنع ما أسموه "الخطر الاستراتيجي" الذي يحمله "الاتفاق النووي" على إسرائيل، يسعى الرئيس الإسرائيلي المنتهية ولايته، رؤوفين ريفلين، ووزير الخارجية، رئيس الحكومة البديل، يائير لبيد، إلى التأثير في الموقف الأميركي من خلال لقائهما الرئيس الأميركي، جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، كلاً على حدة.

وأجرى لبيد وريفلين جلسات تشاورية مع مسؤولين أمنيين، عسكريين وسياسيين في إسرائيل، في مقدمهم رئيس الحكومة، نفتالي بينيت، قبل سفرهما. وتمت بلورة موقف محدد لإسرائيل من الاتفاق النووي الإيراني، وما تخطط له في مواجهة ما تعتبره "تهديداً استراتيجياً خطيراً على أمنها" من قبل "حزب الله" في الشمال وحركة "حماس" في غزة برعاية وهيمنة إيرانية، وفق تعبير الإسرائيليين.
ووصل ريفلين إلى واشنطن، خصيصاً للقاء بايدن، وبحسب ديوان الرئاسة في إسرائيل، فإن الرئيس الأميركي وجه له دعوة لهذا اللقاء لسماع رأيه حول مختلف القضايا الأمنية، وليكون لقاء وداع له قبل تركه منصب رئيس الدولة.
أما لبيد فسيلتقي نظيره الأميركي بلينكن في روما، وسينقل التحذير الإسرائيلي من المخاطر الاستراتيجية التي يشكلها الاتفاق النووي على إسرائيل، إضافة إلى التأكيد على ما يعتبره "حق تل أبيب في استخدام معظم الوسائل المتوفرة لديها لمنع هذا الاتفاق".
ويضع الإسرائيليون ملف تعزيز قوة "حزب الله"، خصوصاً مشروع الصواريخ الدقيقة في ذات مستوى أهمية مناقشة الموضوع النووي، بحيث سيعبّرون أمام الأميركيين عن قلقهم من استمرار تعزيز قوة "الحزب" تحت رعاية إيران، والتبعات الإقليمية الخطرة لذلك.
في الجانب الفلسطيني، حيث عاد ملف غزة وتبادل التهديدات إلى الواجهة، في وقت تُكثَّف فيه الجهود للتوصل إلى تسوية تضمن استمرار الهدوء وتنفيذ صفقة الأسرى، يعتبر الإسرائيليون بناء الثقة، شرطاً لعملية سياسية، وسيدعو ريفلين إلى التوصل إلى اتفاق تبادل أسرى مع "حماس" وفق الشروط الإسرائيلية. كما سيتطرق ريفلين ولبيد، كل من مكانه إلى ضرورة منع نقل الصراع إلى المحكمة الجنائية الدولية باعتبار ذلك "خطوةً مدمرة للعلاقات بين الشعبين".
وكان ريفلين استبق لقاءه مع بايدن بلقاء ممثلي الجالية اليهودية في نيويورك، ليشدد أمامهم على ضرورة "استمرار دعم العالم اليهودي والجالية اليهودية - الأميركية لإسرائيل".

لغم متفجر

  خلال مناقشة الملف النووي الإيراني، قبيل سفر ريفلين ولبيد، اعتبر الإسرائيليون الاتفاق الموقت بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبين حكومة إيران، "لغماً موقتاً" من شأنه أن يقلص نطاق الرقابة ونقل المعلومات التي تُجمع عبر كاميرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي وضعت في المنشآت النووية.
ويرى الإسرائيليون أن كل الخطوات التي تقوم بها إيران حالياً، هي محاولة للوصول إلى اتفاق يكون أفضل من الاتفاق الأصلي بالنسبة إليها.

كما يعتبر الإسرائيليون أن ما يجري الحديث عنه بشأن رفع العقوبات، يحمل تنازلات كبيرة يقدمها الأميركيون. ورأوا أن قول وزير الخارجية الأميركية بلينكن، إن مئات العقوبات ستبقى سارية المفعول حتى بعد التوقيع، ما هو إلا دلالة على ما قدمته الولايات المتحدة من تنازلات واعترافاً أميركياً بأن عناصر "السلوك السيء"، أي "تطوير الصواريخ الباليستية والدعم للميليشيات في الشرق الأوسط" لم تُطرح إطلاقاً للبحث أثناء المفاوضات في فيينا، مثلما ادعت إيران بحزم.
ويتابع الإسرائيليون عن كثب سير المفاوضات في فيينا، ويرى مسؤولون سياسيون أنه تم الاتفاق فيها على معظم المواضيع الاقتصادية، وأن معظم العقوبات التي ستُرفع ترتبط في معظمها بصناعة النفط.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتدعي التقارير الإسرائيلية، التي ستُعرض على المسؤولين الأميركيين، أن الإيرانيين ضاعفوا في الأشهر الأخيرة إنتاجهم من النفط، وتم تحميل ناقلات عدة تنتظر فقط الضوء الأخضر كي تنطلق. والرابح الأول من الاتفاق، بعد إيران نفسها، ستكون الصين، التي ستحصل على النفط بأسعار متدنية بفضل اتفاق المساعدة المدنية والعسكرية الذي وقعته مع طهران بقيمة 400 مليار دولار لمدة 25 سنة.
وسيحاول ريفلين إقناع بايدن بضرورة الإصرار على رقابة مشددة وعقوبات قاسية جداً، في حال خرقت إيران الاتفاق، على الرغم من أن الإسرائيليين على قناعة بعدم نجاح جهود الرئيس المنتهية ولايته.

وجهة إيران

وفي سياق عمل الإسرائيليين على الملف الإيراني، لم يخف بعض مسؤوليهم عدم قدرتهم على معرفة ما الذي تخطط له إيران بالضبط، وإلى أين وجهتها: اتفاق سريع أم التخطيط لمناورة؟
وبحسب ما يعرضه الإسرائيليون من تقارير لدعم ومساندة موقفهم تقوم إيران بتخزين النفط في صهاريج في البحر وعلى اليابسة وفي مخازن في الصين والهند. والتقديرات بأن لديها نفطاً متاحاً بكمية تبلغ ما بين 70 و200 مليون برميل، يمكن ضخه للزبائن خلال مدة تتراوح بين 10 و20 يوماً. كما زادت إيران بصورة كبيرة إنتاج نفطها إلى أكثر من حوالى 2.4 مليون برميل للتصدير اليومي.

هذه المعطيات التي تتبناها إسرائيل، تعتبرها استعداداً لرفع العقوبات عن قطاع النفط والتوقيع على الاتفاق الجديد، وهذا ما يزيد من القلق الإسرائيلي.

وأكد رئيس الأركان الإسرائيلي، أفيف كوخافي، بعد انتهاء زيارته إلى واشنطن، أنه نجح في "إقناع الأميركيين بضرورة اختبار طرق وإمكانات لمنع حصول إيران على قدرات نووية عسكرية وتوسيع التعاون العملياتي بين الجيشين الإسرائيلي والأميركي".

وبحسب بيان الجيش الإسرائيلي حول زيارة كوخافي، أوضح الأخير أن "الحلف الاستراتيجي والعسكري مع الولايات المتحدة يشكل دعامة بالغة الأهمية لأمن إسرائيل القومي. وبأن التعاون بين الجيشين يعزز القوة والمصالح المتبادلة الآخذة بالتعزز في السنوات الأخيرة".

المزيد من الشرق الأوسط