Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ميليشيات موالية لإيران تقصف قاعدة أميركية في شرق سوريا والتحالف الدولي يرد

البيت الأبيض يقول إن هدف الضربات هو الحد من خطر التصعيد... والكاظمي يندد بها ويعتبرها "انتهاكاً سافراً للسيادة"

أطلقت ميليشيات موالية لإيران، مساء الاثنين، قذائف مدفعية عدة على قاعدة عسكرية أميركية في حقل العمر النفطي في محافظة دير الزور، بشرق سوريا، من دون أن يسفر القصف عن ضحايا، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأوضح المتحدث باسم التحالف الدولي، الكولونيل واين ماروتو، في تغريدة، أنه "قرابة الساعة 19:44 بالتوقيت المحلي (16:44 ت غ) استهدف هجوم بصواريخ عدة القوات الأميركية في سوريا، ولا إصابات، والعمل جارٍ على إحصاء الأضرار".

وفي تغريدة ثانية، أعلن ماروتو، أن القوات الأميركية كانت في حالة "دفاع عن النفس"، و"ردت بقصف مدفعي للمواقع التي أطلقت منها الصواريخ".

بدورها، أكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) القصف من دون أن تحدد مصدره. 

واستهدف التحالف الدولي للتصدي للمتشددين بقيادة واشنطن "بالمدفعية الثقيلة" مدينة الميادين التي تسيطر عليها الميليشيات الموالية لإيران في الريف الشرقي لدير الزور، وفق ما أفاد به مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، وكالة الصحافة الفرنسية.

بين بغداد وواشنطن

في السياق، وبعد ساعات من تنديد رئيس الوزراء العراق، مصطفى الكاظمي، الاثنين 28 يونيو (حزيران)، بالضربات الأميركية على فصائل عراقية مدعومة من إيران، معتبراً أنها "انتهاك سافر لسيادة العراق". وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، إن الضربات الجوية تهدف الحد من خطر التصعيد.

وكشفت ساكي عن أن البيت الأبيض أخطر أعضاءً معنيين بالمسألة في الكونغرس قبل الضربات، ولا يزال على اتصال بالحلفاء في المنطقة.

وقال الكاظمي في بيان صادر عن مكتبه، "يجدد العراق رفضه أن يكون ساحة لتصفية الحسابات، ويتمسك بحقه في السيادة على أراضيه، ومنع استخدامها كساحة لردود الفعل والاعتداءات"، داعياً إلى "التهدئة وتجنب التصعيد بكل أشكاله".

وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، خلال زيارة إلى روما بعد ظهر الاثنين، "تبعث خطوة الدفاع عن النفس هذه للقيام بما يلزم لمنع أي هجمات أخرى برسالة مهمة وقوية" إلى الفصائل المستهدفة.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد أعلنت، الأحد، أنها شنت غارات جوية موجهة استهدفت "منشآت تستخدمها ميليشيات مدعومة من إيران" على الحدود السورية - العراقية، مشيرةً إلى أن هذه الضربات أذن بها الرئيس جو بايدن في أعقاب الهجمات المستمرة على المصالح الأميركية، في حين أعلن الحشد الشعبي العراقي المدعوم من طهران مقتل عدد من عناصره في الضربات، متوعداً بالرد.

الجيش العراقي دان بدوره الضربات الأميركية، ووصفها بأنها "انتهاك للسيادة"، في انتقاد نادر لعمل عسكري أميركي.

وقال المتحدث باسم الجيش، يحيى رسول، على حسابه على "تويتر"، "ندين الهجوم الجوي الأميركي الذي استهدف ليلة أمس (الأحد) موقعاً على الحدود العراقية السورية، بما يمثل انتهاكاً سافراً ومرفوضاً للسيادة العراقية وللأمن الوطني العراقي وفق جميع المواثيق الدولية".

رداً على استهداف مصالح واشنطن

وفي بيان، الأحد، أعلن المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، أنه "بتوجيه من الرئيس بايدن، شنت القوات العسكرية الأميركية في وقت سابق هذا المساء غارات جوية دفاعية دقيقة ضد منشآت تستخدمها ميليشيات مدعومة من إيران في منطقة الحدود العراقية - السورية".

وأضاف أن الضربات تأتي في أعقاب "هجمات جماعات مدعومة من إيران، تستهدف المصالح الأميركية في العراق". وقُتل خمسة عناصر على الأقل من فصائل موالية لإيران في الضربات الجوية وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان، الاثنين.

وقال كيربي، "بالنظر إلى سلسلة الهجمات المستمرة التي تشنها جماعات مدعومة من إيران، والتي تستهدف المصالح الأميركية في العراق، وجه الرئيس بمزيد من العمل العسكري لتعطيل وردع هجمات كهذه".

وتابع أنه "تم اختيار هذه الأهداف لأن هذه المنشآت تستخدمها ميليشيات مدعومة من إيران تشارك في هجمات بطائرات بلا طيار ضد أفراد ومنشآت أميركية في العراق".

الأهداف

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشار البنتاغون إلى أن الهجمات الأميركية استهدفت مرافق تشغيل وتخزين أسلحة في موقعين في سوريا وموقع في العراق. وقال إن المنشآت المستهدفة كانت تستخدمها كتائب "حزب الله" العراقي، وكتائب، "سيد الشهداء".

وأكدت الولايات المتحدة أن العملية تمت بما يتماشى مع القانون الدولي، وأنها تصرفت "وفقاً لحقها في الدفاع عن النفس. وكانت الضربات ضرورية لمواجهة التهديد ومحدودة النطاق بشكل مناسب".

وهذه الضربات الجوية هي ثاني هجوم أميركي من نوعه على فصائل مدعومة من إيران في سوريا منذ تولي بايدن منصبه.

أصابت الأهداف المقصودة

وجاءت الهجمات حتى في الوقت الذي تتطلع فيه إدارة بايدن إلى إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران. ويقول منتقدو بايدن، إنه لا يمكن الوثوق بإيران، ويشيرون إلى هجمات الطائرات المسيرة كدليل آخر على عدم قبول إيران ووكلائها على الإطلاق بوجود عسكري أميركي في العراق أو سوريا.

وقال مسؤولان أميركيان، تحدثا لوكالة "رويترز"، شريطة عدم الكشف عن هويتهما، إن الفصائل المدعومة من إيران شنت ما لا يقل عن خمس هجمات بطائرات مسيرة على منشآت يستخدمها عسكريون أميركيون ومن قوات التحالف في العراق منذ أبريل (نيسان).

وصرح مسؤولون بأن الجيش الأميركي شن الهجمات بطائرات "إف-15" و"إف-16". وقالوا إن الطيارين الذين نفذوا هذه الهجمات عادوا بسلام. وقال أحد المسؤولين لـ"رويترز"، "نقدر أن كل ضربة أصابت الأهداف المقصودة".

خمسة قتلى و"الحشد" يتوعد

من جانبه، أعلن الحشد الشعبي العراقي، المدعوم من إيران، في بيان، الاثنين، مقتل عدد من عناصره في الضربات الأميركية، قائلاً إنها "استهدفت مقار اللواء الرابع عشر" على الحدود العراقية السورية، ومتوعداً بالرد على الهجمات.

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن "طائرات مجهولة استهدفت تحركات للحشد الشعبي العراقي قرب الحدود مع العراق وداخل الأراضي السورية".

وأفاد المرصد عن مقتل سبعة مقاتلين على الأقل جراء الضربات الأميركية التي استهدفت "مقار عسكرية وتحركات للميليشيات العراقية الموالية لإيران داخل الأراضي السورية". 

من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، إن "ما تقوم به الولايات المتحدة يزعزع أمن المنطقة"، معتبراً أن "أحد ضحايا زعزعة الاستقرار في المنطقة ستكون الولايات المتحدة نفسها".

وكانت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري قد أشارت إلى وقوع قصف جوي على الحدود السورية - العراقية في منطقة البوكمال بريف دير الزور الشرقي.

وكانت المصالح الأميركية في العراق هدفاً لهجمات متكررة في الأشهر الأخيرة، ونسب الأميركيون هذه الهجمات التي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها إلى فصائل موالية لإيران في العراق.

والمنطقة القريبة من مدينة البوكمال السورية، كانت قد تعرضت لضربات أميركية، في فبراير (شباط) الماضي، استهدفت فصائل مسلحة مدعومة من إيران.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار