Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

طبول حرب الرقائق الأميركية - الصينية تقرع أبواب بريطانيا

"إنفيديا" تنقض على "آرم" بـ 40 مليار دولار للفوز بعملاق المملكة المتحدة

أكدت "إنفيديا" أنها لن تغير نموذج "آرم" (رويترز)

كسرت ثلاث من أكبر شركات الرقائق في العالم صفوفها لمنح "إنفيديا" 40 مليار دولار لانقضاضها على "آرم" مجموعة أشباه الموصلات في المملكة المتحدة، في دفعة كبيرة لاستحواذ العملاق الأميركي المثير للجدل. ودعمت كل من "برودكوم" و"ميديا تيك" و"مارفل" أول عملاء شركة "آرم" التي تتخذ من كامبريدج مقراً لها، صفقة الاستحواذ علناً، وتأتي خطوة شركات الرقائق في وقت حرج بالنسبة إلى شركة "إنفيديا" إذ تستعد هيئة مراقبة المنافسة في المملكة المتحدة لإصدار حكمها، وهي مراجعة ألقت بظلال من الشك على عملية الاستحواذ الجارية.

وأصبحت أشباه الموصلات ساحة المعركة الجيوسياسية الجديدة، إذ تكافح الولايات المتحدة والصين من أجل التفوق التكنولوجي، وتوجد تقنية "آرم" في معظم الهواتف الذكية، بما في ذلك تلك التي تصنعها الشركات الصينية مثل "هواوي"، والتي تم حظرها في الولايات المتحدة بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي.

وتخشى الصين، التي تمتلك مشروعاً مشتركاً مع "آرم"، أن تمنع الحكومة الأميركية تصدير المكونات المصنعة هناك، وتجادل كل من "إنفيديا" و"آرم" بأن معظم التكنولوجيا مصنعة خارج الولايات المتحدة.

وتعد الصفقة جزءاً من صراع عالمي على السلطة بين عمالقة التكنولوجيا الأميركيين في واشنطن وبكين، وأعربت شركة "كوالكوم" المنافسة وعملاقا التكنولوجيا "غوغل" و"مايكروسفت" عن مخاوفها من أن تقيد "إنفيديا" بإمداد منافسيها بتكنولوجيا "آرم"، ما يرفع الأسعار. وفي الوقت نفسه، تدخل الولايات المتحدة في سباق تسلح تقني مع الصين، إذ يتصارع كلاهما لتعزيز الإمداد المحلي من الرقائق الدقيقة.

وكانت الحكومة البريطانية قد تدخلت في الصفقة في أبريل (نيسان) الماضي، عندما أحالها وزير الثقافة أوليفر دودن للمراجعة لأسباب تتعلق بالأمن القومي والمنافسة، وتجري مراجعتها في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين.

الصفقة قد تكون كارثة لبريطانيا

"آرم" التي تبيعها شركة "سوفت بانك" اليابانية، لديها نموذج ترخيص محايد، إذ تقدم تصاميمها المتطورة لأكثر من 500 شركة تصنع رقائقها الخاصة، وقد أكدت "إنفيديا" أنها لن تغير نموذج "آرم".

وكانت عملية استحواذ "سوفت بانك" على شركة "آرم" البالغة قيمتها 24 مليار جنيه استرليني (33.3 مليار دولار) قد تعرضت في عام 2016 لانتقادات شديدة، واعتبرت بمثابة تمرير لجواهر التاج البريطاني إلى مستثمر خارجي، لكن الصفقة الأخيرة أثارت مزيداً من القلق، وسط مخاوف من أن "إنفيديا" قد تحد من نمو "آرم" لمصلحتها الخاصة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال هوك تان، الرئيس التنفيذي لشركة "برودكوم" لـ "صنداي تايمز"، إن عملاق الرقائق الذي تبلغ قيمته 135 مليار جنيه استرليني (190 مليار دولار)، قد أكد أن "إنفيديا" للصناعة ستزيد من الاستثمار الإجمالي في تكنولوجيا "آرم"، وأنها "ستستمر في إتاحة هذه التكنولوجيا على أساس عادل ومعقول وغير تمييزي".

في حين قال ريك تساي، رئيس شركة "ميديا تيك" التايوانية، أكبر مطور لشرائح الهاتف المحمول في العالم، إن صناعة أشباه الموصلات "ستستفيد من الجمع بين إنفيديا وآرم "، مضيفاً، "نعتقد أن الاندماج سيُمكن ميديا تيك والمشاركين الآخرين في الصناعة من جلب مزيد منتجات تنافسية وشاملة في السوق".

وقال مات مورفي، الرئيس التنفيذي لشركة "مارفل"، وهي شركة مصنعة للرقائق تبلغ تكلفتها 45 مليار دولار لمراكز البيانات وشبكات الهاتف المحمول، للصحيفة نفسها، إن المخاوف التي أثارتها شركة "كوالكوم" وغيرها كانت "حقيقية ومشروعة"، لكنه أضاف، "لم أر أي عدم رغبة من إنفيديا لمعالجتها، أنا أعوّل على مختلف الهيئات التنظيمية والهيئات الحكومية... لضمان ذلك"، ومع ذلك، أضاف مورفي أنه "لن يكون حزيناً" إذا تم حظر الصفقة وظلت "آرم" مستقله.

ومن بين منتقدي الصفقة هيرمان هاوزر، الذي ساعد في إخراج "آرم" من "أكورن كومبيوترز" في عام 1990، وقال إن الصفقة ستكون كارثة بالنسبة إلى بريطانيا.

"جاكوار" توقف إنتاجها

وفي سياق حرب الرقائق القائمة في العالم، أجبر نقصها شركة تصنيع السيارات "جاكوار لاند روفر" على الضغط على الفرامل ووقف إنتاجها في مصنعها السلوفاكي، موطن "ديفندر" الأكثر مبيعاً، ومن المرتقب أن يوقف عملاق السيارات إنتاجه في ويست ميدلانز في المملكة المتحدة موقتاً هذا الأسبوع في نيترا، حيث تبني الشركة 150 ألف سيارة على الطرق الوعرة سنوياً، ويعد الإعلان عن وقف الإنتاج الأحدث في مسلسل نقص الرقائق الذي أوقف عديداً من صُناع السيارات في العالم عن العمل، إذ أثر النقص في الرقائق على مصنع "هيل وود" في ميرسيسايد في الأسابيع الماضية، في وقت تسبب النقص في الرقائق في تعطيل صناعة السيارات على مستوى العالم، ما أثر على توريد الأجزاء من المصابيح الأمامية إلى الشاشات.

وسعت "جاكوار لاند روفر"، المملوكة لمجموعة "تاتا" الهندية، في الأشهر الماضية للضغط على الحكومة للمساعدة في تخفيف النقص باستخدام القنوات الدبلوماسية للاعتماد على الموردين، وأشارت إلى ضغط جو بايدن على صانعي الرقائق، وقالت "جاكوار" إنها "تعدل جداول الإنتاج في بعض مصانعها لتخفيف الاضطراب".

وكانت شركة "جاكوار" قد توقعت، في مايو ( أيار) الماضي، أن تنمو لتصبح شركة يبلغ حجم مبيعاتها السنوية 30 مليار جنيه استرليني (41.6 مليار دولار)، وأرباحاً تبلغ 3 مليارات جنيه استرليني (4.1  مليار دولار) في غضون خمس سنوات، بعد التغيير الذي أدى إلى فقدان الآلاف من الوظائف في بريطانيا وإلغاء استثمارات سابقة، إلى جانب التزام الشركة الموديلات الكهربائية.

وكانت شركة صناعة السيارات ومقرها ويست ميدلاندز، أكبر شركة توظيف للسيارات في بريطانيا، قد أعلنت في مايو الماضي عن زيادة مبيعاتها في الصين بأكثر من الضعف بين يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار)، الربع الأخير من عامها المالي. وتمثل المبيعات في الصين التي بلغت 111 ألف وحدة زيادة سنوية بنسبة 23 في المئة، وشكلت أكثر من 25 في المئة من جميع عمليات التسليم.

أرباح أساسية

مع ذلك، فقد ترك ذلك الصين سوق النمو الوحيد لـ "جاكوار لاند روفر" في عام متأثر بالوباء، إذ انخفض إجمالي عمليات التسليم للعام بأكمله بنسبة 13 في المئة إلى 439 ألفاً، ما يجعلها شركة إنتاج أصغر من شركة "تيسلا". وكانت هذه الأحجام تعني انخفاضاً مشابهاً في الإيرادات إلى 19.7 مليار جنيه استرليني (27.3 مليار دولار)، إذ حققت أرباحاً أساسية قدرها 662 مليون جنيه استرليني (918.7 مليون دولار).

وكانت "جاكوار لاند روفر" قد توقعت أنها ستحقق أرباحاً أساسية تبلغ حوالى 840 مليون جنيه استرليني (1.1 مليار دولار) على مبيعات تبلغ 21 مليار جنيه استرليني (29.1 مليار دولار) في العام حتى مارس المقبل، وترتفع إلى 3 مليارات جنيه استرليني (4.1 مليار دولار) على مبيعات بقيمة 30 مليار جنيه استرليني (41.6 مليار دولار) بحلول السنة المالية حتى 31 مارس 2026.