Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لقاء ثان بين حفتر والسيسي بالقاهرة في أقل من شهر

مصدر رسمي لـ"إندبندنت عربية": الزيارة هي الثانية المعلنة وجرت لقاءات أخرى... وخبراء: تأكيد على إصرار مصر في رهانها على القوات المسلحة الليبية

الرئيس السيسي استقبل المشير خليفة حفتر للاطلاع على مستجدات الأوضاع في الساحة الليبية (الحساب الرسمي للمتحدث باسم رئاسة الجمهورية على فيسبوك)

لم يمض شهر حتى حلَّ للمرة الثانية المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي، ضيفاً على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بقصر الاتحادية في القاهرة، لبحث تطورات الملف الليبي على الصعيدين السياسي والميداني، وفق بيان المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية.

فلقاء السيسي وحفتر، اليوم الخميس، الذي ضمَّ رئيس جهاز الاستخبارات المصري، اللواء عباس كامل، كاللقاء السابق، يأتي كثاني زيارة من نوعها للمشير الليبي، بعد زيارة في 16 أبريل (نيسان) الماضي، كانت أول وجهة خارجية لحفتر، منذ إطلاق عملية "طوفان الكرامة"، في الرابع من أبريل (نيسان)، لتحمل في طياتها رسائل مباشرة إلى الخارج والداخل الليبي، وفق تعبير مصدر حكومي مصري رفيع تحدث لـ"اندبندنت عربية".

الاطلاع على مستجدات الأوضاع
قال بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية، إن "الرئيس السيسي استقبل المشير خليفة حفتر، للاطلاع على مستجدات الأوضاع على الساحة الليبية".

وحسب راضي، في بيان له، فإن "السيسي أكد لضيفه، دعم مصر جهود مكافحة الإرهاب والجماعات والميليشيات المتطرفة لتحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا، وكذلك دور المؤسسة العسكرية الليبية لاستعادة مقومات الشرعية، وتهيئة المناخ للتوصل إلى حلول سياسية وتنفيذ الاستحقاقات الدستورية، على نحو يلبي تطلعات الشعب الليبي نحو الحياة الآمنة الكريمة وبناء المستقبل الأفضل".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 كما أكد الرئيس المصري على "دور المؤسسة العسكرية في القضاء على كل أشكال الإرهاب والميليشيات والجماعات المتطرفة".

وذكر المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن المشير حفتر "أشاد من جانبه بدور مصر في دعم الشعب الليبي على كل المستويات"، مؤكداً "قوة العلاقات التاريخية التي تربط بين الدولتين والشعبين"، ومشيداً بجهود "مصر في مكافحة الإرهاب ودعم الحلول السلمية للأزمات العربية وترسيخ مؤسسات الدولة الوطنية ودعم الاستقرار والأمن للشعوب العربية".

واستعرض حفتر "الجهود الليبية للتصدي إلى التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي الليبي، التي تهدف إلى تهريب السلاح والمقاتلين والإرهابيين الأجانب إلى داخل ليبيا".

دلالات الزيارة
في الوقت الذى تواصل فيه (قوات الجيش الليبي، والقوات التابعة لحكومة الوفاق) معاركهما على الأرض، إلا أن أيا منهما لم يحرز تقدماً حقيقياً ضد الآخر، ففي ميدان المعركة لا يبدو أي منهما قادراً على حسم المعركة حتى الساعة، إذ يحافظ كل من قوات حكومة الوفاق الوطني، وتلك التابعة إلى المشير خليفة حفتر على مواقعه، وكر وفر في مواقع أخرى.

وكشف مصدر دبلوماسي، رفيع المستوى، أن زيارة حفتر اليوم لمصر، لم تكن الثانية من نوعها التي يجريها المشير الليبي إلى القاهرة منذ إطلاق عملياته العسكرية، "بل هي الثانية المعلنة، وهناك لقاءات أخرى جرت في تلك الفترة"، وفق تعبيره.

وذكر المصدر، الذي فضَّل عدم ذكر اسمه، أن "توقيت إعلان الزيارة يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك وضوح الموقف المصري ورهانه على دعم القوات المسلحة الوطنية الليبية قوةً أساسية في المعادلة الليبية، وتأكيد عزم القاهرة المضي قدماً في دعمها لمكافحة الإرهاب والتطرف في ليبيا". مشيراً إلى أن "إعلان القاهرة الزيارة يعد رسالة واضحة، مفادها أننا هنا في الملف الليبي، ونتحرك على هذا المنوال".

من جانبه، قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إن "الإعلان عن زيارة حفتر في هذا التوقيت، يحمل في طياته عدة رسائل، أولاها تأكيد القاهرة حضورها في المعادلة الليبية، وتأكيد رؤيتها في ضرورة إقصاء الجماعات الإرهابية والمتطرفة من المشهد الليبي".

 

ويضيف، "إن الهدف من العمليات العسكرية للجيش الليبي، الذي يقوده حفتر، هو تحرير طرابلس، وفرض سيطرة الشرعية على العاصمة، وطرد الميليشيات منها، فيما ردّ مسلحو العاصمة بشن غارات على مختلف مواقعه، معتبرين الخطوة محاولة انقلاب من جانب رجال الشرق الليبي".

وحسب بيومي، في حديث مع "اندبندنت عربية"، فإن "القاهرة تحاول، من خلال تواصلها مع الأطراف الليبية، إيجاد توافقات وطنية ليبية ليبية"، وتأكيد أن "الاستعانة بأطراف خارجية صاحبة مطامع واضحة في ليبيا لا تعمل سوى على زيادة تعقيد المشهد لا حله".

وذكر بيومي، "القاهرة تقول إنها موجودة وبقوة، ولن تتخلى عن ليبيا، وعلى من لا يزال مترددا في الملف الليبي أن يدرك بوضوح الموقف المصري وانحيازه إلى أولوية مكافحة الإرهاب والتطرف والميليشيات المسلحة في الأراضي الليبية".

وعن تعثر تقدم قوات الجيش الوطني التابعة للمشير حفتر، أوضح بيومي، أن "هذا هو الشق الآخر من الزيارة، والمتمثل في طلب دعم مصر القوات الليبية في معاركها الدائرة حول طرابلس"، موضحاً "أنه وبعكس ما كان متوقعاً فإن معارك طرابلس أكثر تعقيداً، وتواجه مقاومة قوية، بدعم من أطراف خارجية، وهو الأمر الذي يعكس زيارات حفتر المستمرة للقاهرة طلباً للدعم والمشورة".

بدوره أوضح السفير محمد حجازي لـ"اندبندنت عربية"، أن "الرؤية المصرية ترتكز على ضرورة تخليص المشهد الليبي من الجماعات المتطرفة والإرهابية، فلا مجال لمشهد تتحكم فيه بقوة هذه الجماعات"، مشيراً في الوقت ذاته إلى "أنه وإضافة إلى دعم القاهرة المسار السياسي للأمم المتحدة في ليبيا، فإن زيارات حفتر المستمرة للقاهرة، توضح أي الأطراف أقرب إلى الرؤية المصرية".

السراج يواصل جولته المعاكسة في أوروبا
ويجري هذا الأسبوع رئيس حكومة الوفاق الليبية، فايز السراج، جولة في أوروبا، سعياً لحشد الدعم في مواجهة هجوم خليفة حفتر على طرابلس. واليوم وخلال لقائه وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت، قال الأخير، إن "لا حل عسكرياً" للنزاع في ليبيا.

وخلال اجتماع عقده مع السراج في مقر رئاسة الحكومة البريطانية انضمّت إليه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أوضح هنت أنه بحث مع رئيس الحكومة الليبية المعترف بها دولياً "الهواجس المشتركة فيما يتعلّق بتدهور الوضع في ليبيا".

وفي تغريدة أطلقها قال هنت "لا حل عسكرياً. إن السبيل الوحيد للمضي قدماً هو التزام وقف إطلاق النار، والعودة إلى المفاوضات السياسية برعاية الأمم المتحدة، لكنّ يداً واحدة لا تصفّق".

ويخشى كثيرٌ من المراقبين من اندلاع حرب أهلية، قد تُشعل فتيل الحرب في ليبيا، وتعود بها إلى المربع الأول من الفوضى والاحتراب الداخلي، فضلاً عن مخاوف تتعلق بحياة المدنيين وعمليات خطرة لنزوحهم. إذ يتهم خليفة حفتر حكومة الوفاق، برئاسة السراج، بإيواء إرهابيين من القاعدة وتنظيمات متطرفة أخرى.

وتشهد ليبيا الغارقة في الفوضى منذ سقوط نظام معمّر القذافي عام 2011، اشتباكات دامية منذ شنّ المشير حفتر هجوماً في 4 أبريل (نيسان) للسيطرة على طرابلس، حيث مقرّ حكومة الوفاق المعترف بها دولياً.

ويدعم المجتمع الدولي في المقابل منذ نهاية 2015 حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج المنبثقة من اتفاق سياسي بين الفرقاء الليبيين برعاية الأمم المتحدة، ومقرها طرابلس.

وخلال الأيام الأولى من معارك حفتر باتجاه طرابلس، سعت بريطانيا إلى استصدار قرار عن مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف إطلاق النار في ليبيا، لكن جهودها باءت بالفشل وسط انقسامات في الهيئة الدولية.

وعقد البرلمان الليبي، ومقره طبرق شرقي البلاد منذ انتخابه في 2014، أولى جلساته الشهر الماضي في موقعه الجديد في بنغازي، وكما حال ليبيا برمّتها، ينقسم النواب بين مؤيدين حفتر، منهم رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، وآخرين مناوئين يقاطعون الجلسات البرلمانية.

اقرأ المزيد

المزيد من سياسة