Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"كوفيدار" مبادرة طبية تونسية تتكفل بمصابي كورونا في منازلهم

تعاملت مع أكثر من 1500 حالة وسط مطالبات بدعمها لتخفيف الضغط عن المؤسسات الصحية

يمكن لأي تونسي تساوره شكوك حول إمكانية إصابته بفيروس كورونا، الاتصال بالرقم الأخضر المجاني 80106860 (رويترز)

مبادرة إنسانية لمكافحة جائحة كورونا في تونس، أطلقها عدد من الأطباء والصيادلة التونسيين في الداخل والخارج، منذ ديسمبر (كانون الأول) 2020، في عدد من ولايات الجمهورية، وتقوم على التكفل بالمصابين بفيروس كورونا، وتقديم الرعاية المجانية لهم في منازلهم.

التشخيص المبكر

وأكد الناطق الرسمي باسم هذه المبادرة، شكري الجريبي، أن "الهدف من المبادرة، هو تخفيف الضغط الكبير على المؤسسات الصحية في تونس، التي تواجه صعوبات ونقصاً كبيراً، خاصة في أسرّة الإنعاش".

وشدد الجريبي على أهمية التشخيص المبكر للإصابة بفيروس كورونا، والاعتناء بالمصابين في منازلهم للتخفيف من الضغط على المستشفيات.

وحول كيفية تواصل المبادرة، مع المصاب بفيروس كورونا، قال الجريبي إن "مَن تساوره شكوك حول إمكانية إصابته بفيروس كورونا، يمكنه أن يتصل بالرقم الأخضر المجاني 80106860، ثم من خلال تطبيق تحديد الموقع، يتم إشعار أقرب طبيب منخرط في المبادرة لمقر إقامة المتصل، الذي يقصد مقر سكن المريض، حيث تتم تشخيص حالته، وتقديم الوصفة الطبية، ثم يتكفل الجهاز شبه الطبي بمتابعة وضع المصاب عن قرب في منزله، طيلة 10 أيام، مع إمكانية التواصل عند الحاجة مع الطبيب الذي يتابع الحالة".

وأبرز الناطق الرسمي باسم المبادرة، أنه "يتم تقسيم المتصلين بالرقم الأخضر، إلى ثلاث فئات: فئة أولى، وهي الفئة المستبعد أن تكون مصابة، لأن الأعراض المذكورة لا تتطابق في تلك المرحلة مع إمكانية الإصابة، على أن تتم متابعة الحالات في مراحل متقدمة للتأكد من خلو المعنيين من الفيروس، ثم فئة ثانية، تشمل حاملي أعراض مؤكدة للإصابة بالفيروس، وهي الفئة التي تتكفل بها المبادرة، وفئة ثالثة تتكون من الذين تعكرت حالتهم الصحية ومن الضروري تحويلهم بأقصى سرعة إلى المستشفى. وتتدخل المبادرة هنا من خلال إحالة المصابين من هذه الفئة إلى المستشفيات".

المبادرة تقوم على التبرعات

وحول مصادر تمويل المبادرة، أكد الجريبي، أنها "تقوم على عدد من المتطوعين، الذين تقدموا بتبرعات مادية وتجهيزات طبية"، داعياً إلى مزيد من التبرع حتى تستطيع "كوفيدار" توفير خدماتها لأكبر عدد من المصابين بكورونا في المناطق الداخلية.

وكشف عن أن "120 طبيباً وممرضاً يتعاملون الآن مع هذه المبادرة، التي تعاقدت مع منظمات ناشطة في مجال الرقابة المالية من أجل الشفافية في التصرف في ما يتم جمعه من أموال".

ودعا المتحدث باسم المبادرة، عموم التونسيين إلى "دعم المبادرة بالتبرعات من أجل توسيع مجال تدخلها، بالتالي تمكينها من دعم جهود الدولة في مجال الحد من انتشار هذا الوباء وإنقاذ الأرواح البشرية".

التكفل بأكثر من 1500 مصاب

وختم الجريبي قائلاً، إن "أكثر من 1500 مصاب بكورونا تم التكفل بهم في منازلهم بمساعدة من مبادرة (كوفيدار)، وأكثر من 97 في المئة منهم، تعافوا تماماً، دون أن يتحولوا إلى المستشفيات"، مشيراً إلى "التفاعل الإيجابي من الجهات الرسمية أو من المصابين أنفسهم ومن عائلاتهم".

ولقيت المبادرة استحسان التونسيين، خاصة ممن انتفعوا بخدماتها، مشيدين بجهود الأطباء في التخفيف من الضغط على المؤسسات الصحية التونسية، التي باتت مهددة بالانهيار، جراء الانتشار الرهيب للفيروس في مناطق عدة، تم تصنيفها "مناطق حمراء"، نظراً لارتفاع معدلات الإصابة بها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


علاج ومتابعة ونصائح

المواطنة التونسية سنية (46 عاماً)، التي تقطن في محافظة بن عروس (تونس الكبرى)، هي واحدة من الذين انتفعوا بخدمات هذه المبادرة، وثمنت مجهود الكادر الطبي وشبه الطبي الذي قصد مقر إقامتها، ورعاها عن كثب طيلة الأيام العشرة المطلوبة للعلاج.

وأكدت سنية أنها أصيبت في بداية شهر فبراير (شباط) الماضي، فاتصلت بالرقم الأخضر المجاني، ليقصد طبيب مقر إقامتها ويشخص الإصابة، ويقدم لها وصفة طبية. وأضافت أنه تمت متابعة حالتها بمعدل خمس زيارات خلال عشرة أيام.

وأكدت المواطنة التونسية أهمية هذه المبادرة، "وخاصة أن الأطباء يعملون على طمأنة المصاب بالفيروس، كما يقدمون النصائح الضرورية له في التعامل مع وسطه العائلي"، داعيةً إلى "مزيد من الدعم لهذه المبادرة".


انطلاق المبادرة في محافظة باجة

في موازاة ذلك، أعلن إلياس عمار، المدير الجهوي للصحة في محافظة باجة، عن انطلاق مبادرة "كوفيدار" لتخفيف الضغط الكبير عن مستشفيات الجهة، التي لم تعد قادرة على استيعاب مصابي كورونا.

وبين عمار أن "16 طبيباً وعدداً من ممرضي الجهة، سيشاركون في المبادرة"، مضيفاً أنه "تم توفير 20 مكثفاً للأوكسجين، لاستعمالها في بيوت المصابين، ويتم توفير مكثفات أخرى".

في ذروة انتشار فيروس كورونا الذي حصد أرواح أكثر من 14 ألف تونسي وتونسية، ومع تأخر وصول اللقاحات بالحجم الكافي للتقليل من انتشار العدوى، تبرز أهمية هذه المبادرات الإنسانية التي تزرع بذور الأمل في نفوس يائسة في تونس، بسبب الوباء والأزمات المتعددة الأبعاد التي تعيشها البلاد، ما أثر على المزاج العام للتونسيين.

المزيد من صحة