Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا فشلت زيارة السراج الأوروبية؟

حرب طرابلس هي معركة كسر عظم والحديث عن موقف دولي لوقفها انتهى بلا رجعة والمنتصر في طرابلس هو من سيرسم خارطة الطريق لليبيا خلال السنوات القريبة المقبلة

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج في باريس (أ. ب)

زار رئيس حكومة الوفاق فايز السراج أوروبا لثلاثة أيام، جال خلالها على عدد من عواصمها، للبحث عن حل سلمي لأزمة العاصمة طرابلس، كانت بدأت مع إطلاق الجيش الوطني عملية عسكرية لدخولها في أبريل (نيسان) 2019. وشملت الزيارة روما وباريس وبرلين ولندن، أي العواصم الأكثر نفوذاً وتأثيراً في القرار الأوروبي والدولي.

وصف مراقبون زيارة السراج إلى أوروبا وتحديداً الى ألمانيا وفرنسا أمس وأول من أمس، بـ"الزيارة الفاشلة" على اعتبار أنه لم يحصل على تأييد صريح، ودعوة البلدين له بالعودة إلى المسار السياسي، وفقاً لاتفاق أبو ظبي، الأمر الذي يرفضه السراج لأنه يعني العودة إلى الحوار مع المشير خليفة حفتر، بصفته القائد العام للجيش الوطني الليبي.

بينما لم يكن الدعم السياسي الذي كررت كل من لندن وروما تقديمه له، كافياً وبالحجم الذي سعى السراج إلى تحقيقه من الزيارة، فقد تلخص برفض العمليات العسكرية والدعوة إلى العودة لطاولة الحوار السياسي.

قرارات غاضبة 

ما يؤكد فشل جولة السراج على القارة العجوز، ردة فعل حكومته فور عودته من الزيارة، حين أصدر وزير الاقتصاد والصناعة في حكومة الوفاق علي العيساوي، اليوم الخميس 9 مايو (أيار) 2019، قراراً بوقف التعامل مع مجموعة شركات أوروبية، أبرزها شركة "توتال" النفطية الفرنسية.

وشمل القرار عدداً من الشركات الأجنبية لمخالفتها قانون النشاط التجاري الليبي، بحجة انتهاء التصاريح الممنوحة لها، على الرغم من أن تاريخ بعضها انتهى منذ سنتين أو أربع سنوات، ولم تعتبره حكومة الوفاق طيلة هذه الفترة مخالفة. 

كما نص القرار على وقف التعامل مع شركة "ألكاتيل وتاليس وبروجيه" الفرنسية العملاقة، كما أوقف أيضاً التعامل مع شركة "سيمنس" الألمانية الرائدة في قطاع الكهرباء، والمشرفة على غالبية مشاريع الطاقة في ليبيا".

رسالة صغيرة لروما

وتضمن القرار أيضاً وقف عمل بعض الشركات العاملة في قطاع النفط بحقول "الزويتينة" وبعض الحقول البحرية وغيرها، وذلك أيضاً بحجة انتهاء الإذن الممنوح لها، على الرغم من الطابع السياسي الواضح عليه، ومن بينها شركة إيطالية واحدة هي شركة "بوتشيلي"، في رسالة واضحة للإيطاليين بأن الأمر مرهون بموقفهم، وقد يشمل شركات أكبر قد تكون "إيني" من بينها.

الوقت الضائع

 الصحافي والمحلل السياسي الليبي محمود المصراتي وصف بدوره زيارة السراج لعواصم أوروبية فاعلة، بـ "محاولة استغلال الوقت بدل الضائع لإنقاذ حكومته وميليشياته من تمدد الجيش الليبي"، معتبراً أنها زيارة فاشلة وذلك لأن "الموقف الدولي قبل معركة طرابلس لم يعد كما كان قبلها، نظراً إلى إدراك العالم أن الجيش الوطني يقاتل ميليشيات إجرامية ومتطرفة في العاصمة الليبية، وأن السبيل الوحيد لإنقاذ ليبيا، هو سيطرة الجيش الوطني على طرابلس".

 المصراتي قال إن "السراج أدرك بعد العودة إلى طرابلس أن عليه مواجهة مصيره لوحده، وأن الدعم الدولي الذي كان يعوّل عليه بات من الماضي، بعدما كشفت الأيام السابقة عن نوعية المقاتلين في صفوف السراج لقتال الجيش الليبي، وتحالفهم المؤلف من العصابات الإجرامية والقاعدة وداعش".

ويرى مراقبون أن زيارة السراج الأوروبية، وما خرجت به من نتائج، أكدت مرة جديدة أن معركة طرابلس العسكرية هي معركة كسر عظم حقيقية في ليبيا، وأن الحديث عن موقف دولي لوقف هذه الحرب انتهى بلا رجعة، والمنتصر في طرابلس هو من سيرسم خارطة الطريق لليبيا خلال السنوات القريبة المقبلة.

المزيد من العالم العربي