فتحت الحروب والنزاعات التاريخية باباً لمسار رياضي جديد، فبعدما كانت حياة المقاتلين تنتهي عقب عودتهم من المعارك، مصابين بعاهات يصعب شفاؤها بالكامل، كانت الرياضة تأخذ الحصة الأكبر من العلاج لإعادة تقوية الأعضاء التي أصابها العطب، والنفوس التي أرهقها منظر الموت.
باتت هذه العادة جارية في كثير من إمبراطوريات الحرب القديمة حتى تحوّلت تلك الرياضات التي يؤديها المحاربون المتقاعدون، بطولة تضم مئات الدول التي تشارك بذوي الاحتياجات الخاصة لديها من مختلف القارات، لتصبح روما المنطلق الأول منذ عام 1986 بعدد محدد من اللاعبين، تحت مسمّى "الألعاب البارالمبية"، فعالمية تجمع كل اللاعبين من ذوي الاحتياجات الخاصة في أنحاء العالم لبطولات تعقد كل أربعة أعوام.
ونجح عدد من الدول العربية في حصد ميداليات ذهبية في الألعاب الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة في أكثر من دورة، مثل تونس ومصر والكويت من الخليج، في حين فازت دبي لتكون المقر الرئيس للجنة البارالمبية الآسيوية في الدورة الحالية.
ومن احتضان المقر، تختتم "بطولة فزاع الدولية" لذوي الإعاقة في النسخة الـ11 بمسابقة "رفعات القوة"، وهي لعبة رفع الأثقال وفق التوصيف الرسمي لها في المسابقة بدبي، دورتها اليوم 24 من يونيو (حزيران) الجاري، بمشاركة 62 دولة و300 مشارك، للتأهل لدورة الألعاب البارالمبية الدولية التي ستعقد في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل بطوكيو.
التوقعات لطوكيو
ووصف رئيس اللجنة البارالمبية الآسيوية الإماراتي ماجد العصيمي التكهنات النهائية للمتأهلين من "بطولة فزاع" المقامة بـ"الضبابية"، مضيفاً "فرضت الجائحة قيودها في عدد من البلدان أو المدن، فالإغلاق الشامل على سبيل المثال، حال دون ممارسة البعض للرياضة خارج محيطه. وفي ظل ظروف الوباء، خرجت أمور عن السيطرة وتبدّلت أمور أخرى، ضمنها استحواذ اليأس على البعض من اللاعبين، ما أدى إلى تراجعهم. في المقابل، شهدت الحال إصرار البعض الآخر على الصمود والوصول إلى النهائيات".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولفت إلى أن مشهد سيناريو البطولة في طوكيو سيكون مغايراً تماماً لما كانت عليه البطولة السابقة التي أُقيمت في البرازيل، "كل شيء سيكون مختلفاً. إنها المرة الأولى التي تقام فيها البطولة بلا جمهور، وإن كانت البطولة بلا نكهة، إلا أن عزاءنا في ذلك، مصلحة اللاعبين واستمرارهم".
الاستثمار في رياضات ذوي الاحتياجات الخاصة
وبخصوص تحويل هذه الرياضة إلى استثمار، أوضح العصيمي أنها "خطط طموحة، ويشهد على ذلك ما وصلت إليه كرة القدم الأميركية. تعدّت الحاجز لتصبح مصدر دخل للاستثمار بعوائد مضمونة، وذلك بحاجة إلى توثيق العلاقة مع الرعاة، إذ نعمل حالياً على تجربة اللجنة الأولمبية والبارالمبية الدولية، من خلال الإنفاق على إقامة الألعاب بنظام ’باك تو باك‘. بموجب ذلك، تستفيد البارالمبية من 80 في المئة من معلنين الأولمبياد بحيث تتمتع البارالمبية بالهالة التي تكفل وصولها إلى أكبر عدد من الجمهور".
وحمّل المجتمع والمراكز المتخصصة والحكومات والإعلام مسؤولية الشراكة في قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة، لافتاً إلى أن "سلطة الإعلام هي رأس الهرم، فمن خلالها يتوسع الوعي ونصل إلى الهدف".
وأردف العصيمي الذي تستمر دورة رئاسته حتى عام 2032، أن أقصى ما يطمح للوصول إليه أن "يكون العالم بيئة صديقة متكافئة الفرص بالنسبة إلى هذه الفئة".