Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأميركيون يختارون مرشحهم لرئاسة بلدية نيويورك

منصب يعتبر الأصعب بعد الرئاسة ويجري انتخابه هذا العام وفق نظام تفضيلي جديد

أميركي يقترع في الانتخابات التمهيدية لرئاسة بلدية نيويورك (رويترز)

يدلي سكان نيويورك بأصواتهم الثلاثاء، 22 يونيو (حزيران)، في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي التي سيتم بناءً عليها اختيار المرشح الذي يتوقع تولّيه رئاسة بلدية كبرى المدن الأميركية في فترة ما بعد الوباء.

وسيختار الناخبون الديمقراطيون من بين 13 مرشحاً لشغل المنصب الذي يعتبر الأصعب بعد الرئاسة.

نظام انتخابي جديد

وفتحت أولى مراكز الاقتراع أبوابها أمام الناخبين في السادسة صباحاً (10:00 بتوقيت غرينيتش) على أن يغلق آخرها في التاسعة ليلاً (1:00 بتوقيت غرينيتش الأربعاء)، في وقت لا يزال "كوفيد-19" يرخي بظلاله على المدينة التي كانت بؤرة تفشي الوباء في بداياته في الولايات المتحدة، حيث أودى الفيروس بـ33 ألف شخص.

لكن عجلة الحياة عادت في نيويورك، حيث ألغيت جميع القيود تقريباً، فيما تلقّى 66 في المئة من البالغين جرعة واحدة على الأقل من اللقاحات.

ويتواجه تقدّميون ومعتدلون في اقتراع يزيد من ضبابية نتيجته نظام جديد للتصويت قائم على ترتيب الخيارات. ولن تكون معرفة الفائز ممكنة قبل أسابيع عدة.

لكن نظراً إلى كون نيويورك معقلاً للديمقراطيين، فإن فوز مرشح الحزب مضمون في انتخابات رئاسة البلدية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) على مرشح الجمهوريين أياً كان.

التحديات

ولدى خروجها من متحف متروبوليتان الذي تحوّل الثلاثاء إلى مركز للاقتراع، قالت إستر رومبوت، "لقد عانت المدينة كثيراً خلال الجائحة"، مشدّدةً على أن المهمة التي ستُلقى على عاتق رئيس البلدية الجديد لمرحلة ما بعد الجائحة "ستكون بالغة الصعوبة".

واعتبر خبير السياسة في جامعة كولومبيا لينكلن ميتشل أن "أموراً كثيرة على المحك"، مشيراً إلى مسائل تبدأ بالتعافي ما بعد الوباء وتصل إلى تغيّر المناخ.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكد الأستاذ في جامعة "باروش" دوغ موزيو أن "سكان نيويورك يشعرون بالقلق حيال (ارتفاع معدلات) الجريمة".

وازدادت نسب البطالة والتشرّد وعمليات إطلاق النار وجرائم القتل منذ تفشي الوباء، فيما أغلقت آلاف الأعمال التجارية أبوابها وهرب عشرات آلاف السكان الأكثر ثراءً، بينما لا يزال عدد من الموظفين يعملون من منازلهم.

وسلّط الوباء والاحتجاجات التي أشعلها مقتل جورج فلويد في مايو (أيار) 2020، والاعتداءات التي استهدفت الأميركيين من أصول آسيوية، الضوء على مدى غياب العدالة العرقية في المدينة التي تعدّ 8.5 مليون نسمة.

وسيتعيّن على أول رئيس بلدية جديد لنيويورك خلال ثمانية أعوام، التعامل مع فجوات في الموازنة بقيمة مليارات الدولارات متوقعة في كل من الأعوام المقبلة.

المرشحون

وستخلف الشخصية التي يتم اختيارها الديمقراطي اليساري المتشدد الذي لا يحظى بشعبية بيل دي بلازيو، الذي يشغل المنصب منذ يناير (كانون الثاني) 2014.

ويتصدّر المعتدل إريك آدامز، وهو شرطي سابق أسود البشرة ورئيس منطقة بروكلين، نتائج الاستطلاعات الأخيرة، فيما ركّز حملته الانتخابية على مسألة الجريمة.

كما نال رائد الأعمال في مجال التكنولوجيا أندرو يانغ، الذي سبق أن ترشح للرئاسة، المرتبة الأولى في أوقات كثيرة من الحملة الانتخابية.

أما كاثرين غارسيا (معتدلة) ومايا ويلي، المحامية من أصول أفريقية المتخصصة في الحقوق المدنية والتي تدعمها النائب ألكساندريا أوكاسيو- كورتيز، فتسعيان إلى أن تصبح إحداهما أول امرأة تظفر بمنصب رئيس بلدية نيويورك.

وأشار موزيو إلى أن غياب مرشح يحظى بأكثر من 30 في المئة في الاستطلاعات وانطلاق هذا الأسلوب الجديد في التصويت هذه المرة هو أمر "فريد في تاريخ المدينة".

النظام التفضيلي

وقالت سوزان غرين (74 سنة) بعيد إدلائها بصوتها، إن "نيويورك بحاجة إلى القانون والنظام"، وأوضحت "لقد شاهدت تغييرات جذرية لم تعجبني"، كاشفةً عن أنها صوّتت لصالح أندرو يانغ.

ولفت أستاذ العلوم السياسية في "سيتي كوليدج" في نيويورك جون كرينسكي إلى أنه في بلد يهيمن عليه الحزبان، فإن نظام التصويت التفضيلي الجديد "يفتح النظام السياسي بشكل يصبّ في مصلحة الديمقراطية".

ويجعل نظام التصويت الجديد، الذي يطلب من الناخبين ترتيب ما يصل إلى خمسة مرشحين بحسب الأفضلية، التوقعات شبه مستحيلة.

وما لم يفُز مرشح بأكثر من 50 في المئة من الأصوات، وهو سيناريو غير مرجح، يتم استبعاد المرشح الذي جاء في المركز الأخير، ومن ثم تتم إعادة توزيع الأصوات المدلى بها لصالحه على الخيار الثاني للناخبين، وهكذا دواليك حتى يتجاوز مرشح ما عتبة 50 في المئة.

وقد لا يؤدي ذلك إلى فائز واضح حتى منتصف يوليو (تموز). وأدلى أكثر من 191 ألف شخص بأصواتهم حتى الآن خلال فترة التصويت المبكر التي استمرت تسعة أيام وانتهت الأحد. ولا يزال يتعيّن تعداد عشرات آلاف الأصوات التي تم الإدلاء بها غيابياً.

وتزيد مسألة نسب المشاركة من ضبابية المشهد، إذ إنها ضعيفة تقليدياً. فعلى سبيل المثال، صوّت 14 في المئة من الديمقراطيين فقط في آخر انتخابات تمهيدية من هذا النوع جرت عام 2017.

المزيد من دوليات