Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إبراهيم رئيسي يدافع عن أدواره في "لجنة الموت"

الرئيس الإيراني المنتخب أكد أن امتلاك بلاده للصواريخ الباليستية غير قابل للتفاوض

الرئيس الإيراني المنتخب إبراهيم رئيسي في أول مؤتمر صحافي بعد انتخابه (أ ف ب)

أكد الرئيس الإيراني المنتخب إبراهيم رئيسي في معرض رده على سؤال بشأن عضويته في ما تصفه المعارضة بـ"لجنة الموت" التي أشرفت على إعدام الآلاف من المعارضين السياسيين في الثمانينيات، أنه كمدع عام عمل للحفاظ على حقوق الشعب واستتباب الأمن في المجتمع ويجب أن يحظى بالتقدير والتشجيع..".

وكان رئيسي يتحدث في أول مؤتمر صحافي بعد انتخابه رئيساً لإيران في اقتراع لم يكن حسمه صعباً عليه، بسبب إقصاء مرشحين معروفين بينهم الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، ورئيس البرلمان السابق علي لاريجاني ونائب الرئيس الحالي إسحاق جهانغيري.

ورئيسي من كبار المسؤولين في جهاز القضاء الإيراني، ارتبط اسمه بملف محاكمة الآلاف من السجناء السياسيين بعد انتهاء الحرب الإيرانية العراقية، إذ كان عضواً في لجنة شكلها مؤسس النظام الخميني، وأشرفت على محاكمة سجناء وإصدار أحكام إعدام سريعة.

ولم ينف رئيسي عضويته في تلك اللجنة ودافع عن أدائه بشدة، معتبراً أن ما صدر منه كان للدفاع عن البلاد.

ومن المقرر أن يتولى رئيسي (60 سنة)، وهو من غلاة المحافظين ومنتقد حاد للغرب، السلطة خلفاً للرئيس حسن روحاني في أغسطس (آب)، مع سعي إيران إلى إنقاذ الاتفاق النووي المبرم مع القوى الكبرى عام 2015، والتخلص من العقوبات الأميركية التي تسببت في تراجع اقتصادي حاد.

وقال رئيسي إن السياسة الخارجية لإيران لن تتقيد بالاتفاق النووي، مضيفاً في أول مؤتمر صحافي له منذ فوزه في الانتخابات التي جرت الجمعة، "إيران تريد التفاعل مع العالم، وأولوية حكومتي ستكون تحسين العلاقات مع جيراننا". مؤكدا أن برنامج الصواريخ الباليستية "غير قابل للتفاوض".

رفض المفاوضات بلا طائل

وجاء انتخاب رئيسي في وقت تجرى في فيينا منذ أبريل (نيسان) مفاوضات لتحديد كيفية عودة إيران والولايات المتحدة للالتزام بالاتفاق النووي الذي انسحبت منه واشنطن عام 2018، في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب. وخالفت إيران بعد ذلك قيود الاتفاق المتعلقة بتخصيب اليورانيوم، التي وضعت بهدف تقليل خطر إقدامها على تطوير أسلحة نووية، ونفت مراراً السعي إلى امتلاك أسلحة نووية.

وأكد رئيسي أن بلاده لن تسمح بـ"مفاوضات لمجرد التفاوض"، مضيفاً "على كل لقاء أن يحقق نتائج... لصالح الأمة الإيرانية".

وقال إن واشنطن انتهكت الاتفاق النووي، بينما أخفق الاتحاد الأوروبي في الوفاء بالتزاماته. وتابع، "أحث الولايات المتحدة على العودة لالتزاماتها بموجب الاتفاق، ويجب رفع كل العقوبات المفروضة على إيران".

مسائل "غير قابلة للتفاوض"

ويقول مسؤولون إيرانيون وغربيون على حد سواء، إن صعود رئيسي للسلطة لن يغير على الأرجح موقف إيران التفاوضي في محادثات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي. وللزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي بالفعل القول الفصل في كل القرارات السياسية الكبرى للبلاد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ورداً على سؤال لوسيلة إعلام أميركية عما إذا كان مستعداً لعقد لقاء ثنائي مع بايدن، اكتفى رئيسي بالقول "لا"، قبل الانتقال إلى السؤال التالي، علماً أن العلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين طهران وواشنطن منذ عام 1980.

وفي المقابل، قال البيت الأبيض، لا توجد خطط في الوقت الحالي للقاء بين الرئيس جو بايدن والرئيس الإيراني المنتخب حديثاً.

وقالت جين ساكي المتحدثة باسم البيت الأبيض، الاثنين، إن الوضع لم يتغير فيه شيء لأن الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي هو صانع القرار الأساسي في طهران.

وأضافت للصحافيين "ليست لدينا حالياً أي علاقات دبلوماسية مع إيران، ولا أي خطط للقاء على مستوى الزعماء". وتابعت "نرى أن صانع القرار هنا هو الزعيم الأعلى".

وذكرت أن المفاوضين اختتموا جولة سادسة من المحادثات حول كيفية عودة إيران والولايات المتحدة إلى الامتثال للاتفاق النووي المبرم عام 2015. ويمكن للاتفاق أن يؤدي إلى رفع العقوبات الغربية على إيران.

وقالت ساكي، إن البيت الأبيض يتطلع لمعرفة إلى أين وصلت المحادثات لكن لا يمكنه التكهن بموعد التوصل لاتفاق، أو ما إذا كانت هذه الفرضية قائمة في الأساس.

وفي سياق متصل، قال نيد برايس المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية الاثنين إن بلاده تعتبر أن العملية التي أفضت إلى انتخاب رئيسي رئيساً لإيران "مصطنعة للغاية"، مكرراً وجهة النظر الأميركية بأن الانتخابات الإيرانية الأخيرة لم تكن حرة ولا نزيهة.

وقال برايس للصحافيين عبر الهاتف "تهدف سياستنا تجاه إيران إلى تعزيز المصالح الأميركية وهذا بصرف النظر عمن يتم اختياره رئيسا لإيران في... عملية نعتبرها مصطنعة للغاية. لم تكن عملية انتخابية حرة ونزيهة".

الرد على اتهامات انتهاك حقوق الإنسان

وانتخب رئيسي بنحو 62 في المئة من أصوات المقترعين في الانتخابات التي شارك فيها 48.8 في المئة من إجمالي عدد الناخبين، وفق الأرقام الرسمية. وكانت نسبة المشاركة هذه الأدنى في انتخابات رئاسية تشهدها الجمهورية الإيرانية منذ تأسيسها عام 1979.

وأشاد رئيسي بـ"حضور كثيف" في مراكز الاقتراع "على الرغم من الحرب النفسية التي شنها أعداء إيران"، في إشارة إلى دعوات معارضين في الخارج وعلى مواقع التواصل، للامتناع عن التصويت.

ويخضع رئيسي لعقوبات أميركية بسبب مزاعم بعضها من الولايات المتحدة وجماعات حقوقية، بتورطه في مقتل آلاف السجناء السياسيين خارج نطاق القضاء في إيران عام 1988.

وفي تصريحاته، الاثنين، قال رئيسي إنه تجب مكافأته على الدفاع عن حقوق الشعب وأمنه. وأضاف أنه كرجل قانون "دافع دائماً عن حقوق الإنسان"، مشيراً إلى أن العقوبات الأميركية التي فرضت عليه جاءت بسبب قيامه بعمله كقاض، علماً أنه لم يسبق لرئيسي أن تناول هذه الاتهامات من قبل.

المزيد من الشرق الأوسط