Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"سوق الحوت"... قلب بنغازي ينبض مؤقتا في رمضان

عانى السكان لسنوات من سيطرة "داعش" على المدينة لما سببه من دمار وخراب

"سوق الحوت" سوق موسمية لا تنظم إلا في شهر رمضان (اندبندنت عربية)

تحيط الأبنية المدمرة تجمعاً كبيراً من الباعة وسكان مدينة بنغازي، الذين جاءوا للتسوق في "سوق الحوت"، كما اعتادوا أن يفعلوا مع إطلالة شهر رمضان من كل عام. إذ إن هذه السوق موسمية لا تقام إلا في رمضان، وهي مخصصة لبيع كل ما لذ وطاب من الخبز المصنوع منزلياً وكافة الأكلات الشعبية الليبية والحلويات التي تعد وتشتهر في هذا الشهر.

و"سوق الحوت" مجاورة لبحر بنغازي، الذي تشتهر به، لجمال شواطئه ومكانته التاريخية والعاطفية والوجدانية غريبة لدى سكان بنغازي، ربما لكونه النواة الأولى لتأسيس المدينة، وربما لأنه المكان الذي ارتبط بأسماء كبيرة في ذاكرة بنغازي. فمنه مر المفكر والأديب الصادق النيهوم والأديب خليفة الفاخري والشاعر علي الفزاني والشاعر محمد الشلطامي وغيرهم الكثير. والمقهى العتيق في هذه السوق كان صالوناً أدبياً لإدارة نقاشاتهم الفكرية، التي أثرت تاريخ المدينة.

خلال التجول بين الباعة، الذين يفترشون جانبي طريق "سوق الحوت"، تلمح السعادة وهي تقفز من وجوه العابرين من سكان بنغازي، بعد استعادة قلبها النابض بعد سنوات من سيطرة تنظيم "داعش" على المنطقة وتحصنه فيها. ما أدى إلى وقوع معارك شرسة مع الجيش، سببت كثيراً من الضرر في بنية المنطقة. وهو ضرر صعب تجاوزه في بنغازي، لأن غالبية مبانيها تاريخية، بنيت في العهدين العثماني والإيطالي. وسقوطها أو تضررها يعني تهاوي جزء من تاريخ المدينة.

لكن سكان بنغازي أصروا على إعادة الحياة إلى قلب مدينتهم، مثلما كان الحال في كل رمضان مر على المدينة. فنظفوا السوق ونصبوا الخيام وزينوا ميدان السوق بمبادرة من بعض شباب المدينة.

ويرى الإعلامي الليبي معتز بلعيد أن "إحياء سوق الحوت هو جرعة معنوية هامة لسكان بنغازي، بعد سنوات القهر والصراع ونزيف الدم مع تنظيم داعش".

ويضيف بلعيد "نتمنى في المرحلة المقبلة أن يعاد إعمار السوق على الطراز الذي كان عليه قبل الحرب. وهذا يستوجب جلب شركات خاصة إيطالية تعرف كيفية ترميم هذه المباني العتيقة، لأنها أصلاً من تصميم مهندسين إيطاليين في عهد الاستعمار".

أما أحمد المزوغي، أحد سكان المنطقة، فيقول إن عودة النشاط إلى السوق تعني عودة الحياة بالنسبة إلى السكان. فهي "مصدر للرزق والبهجة واستعادة طعم الفرح الذي حرم منه السكان سنوات بسبب الحرب والنزوح".

يُذكر أن "سوق الحوت" سبق أن دمرت في الحرب العالمية الثانية، تحديداً في العام 1942، بتعرضها لحوالي 1200 غارة جوية. إذ كانت مسرحاً للعمليات العسكرية بين الإيطاليين والبريطانيين، ثم بين دول المحور والحلفاء. لكن في زمن الملكية، أعيد بناء منطقة الحوت بعد الحرب مع الحفاظ على طرازها الإيطالي الكلاسيكي.

المزيد من العالم العربي