Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تظاهرة في تونس رفضا لقمع قوات الأمن

تقدمها صحافيون وناشطون في المجتمع المدني وطالبت بالمحاسبة

شهدت المسيرة حضوراً شبابياً عبّر عن حالة الغضب من ممارسات أجهزة الأمن (اندبندنت عربية)

تجمع مئات الصحافيين وناشطي المجتمع المدني، الجمعة، أمام تمثال العلامة عبدالرحمن بن خلدون وسط العاصمة تونس في مسيرة احتجاجية على الممارسات القمعية لقوات الأمن بحق المدنيين وتغاضي الحكومة والقضاء عن محاسبة المعتدين والتشجيع على الإفلات من العقاب.

الجمعيات والمنظمات وهيئات المجتمع المدني لم تنتظر تقارير الطب الشرعي وتبريرات الحكومة، وانطلقت في تحركات شعبية ضد الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان والحريات العامة التي شهدتها تونس في الأشهر القليلة الماضية والاعتداءات المتكررة على الصحافيين ووسائل الإعلام.

الأمم المتحدة تستنكر

أمام هذه الممارسات الخطيرة حث مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في تونس، السلطات، على فتح تحقيقات إدارية وقضائية جدية وشفافة ومحايدة تأخذ بالاعتبار روايات كافة الأطراف بخصوص انتهاكات حقوق الإنسان أثناء الاحتجاجات، وختم التحقيقات في أقرب وقت.

وعبرت المفوضية عن قلقها إزاء تواتر الانتهاكات، التي كان عدد من عناصر قوات الأمن طرفاً فيها، مؤكدة أن المحاسبة الفعلية للمسؤولين عن هذه الانتهاكات من شأنها وضع حد للإفلات من العقاب، والذين يعتقدون أنهم فوق القانون.

واستعرض البيان جملة من الأحداث التي عاشتها تونس منذ بداية السنة، وسجلت خلالها "انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان"، ومن بينها تلك التي مورست على عدد من المحتجين من ضمنهم قُصّر في مراكز الاحتفاظ من قبل قوات أمنية في مختلف أنحاء البلاد عقب احتجاجات يناير (كانون الثاني) الماضي، والاحتجاجات التي شهدتها منطقة سيدي حسين السيجومي في العاصمة إثر وفاة مواطن يوم 8 يونيو (حزيران) الحالي في "ظروف غير واضحة" بعد إيقافه، وتعرض قاصر إلى نزع ملابسه بالقوة وفي وضح النهار من قبل عناصر أمنية أثناء تلك الاحتجاجات.

واعتبر المكتب أن هذه الانتهاكات تكشف عن اختلال متواصل في أجهزة الأمن الداخلي يتطلب إرادة قوية من السلطتين التنفيذية والقضائية للإصلاح لتكريس المحاسبة وفقاً للقانون.

مشاركة مكثفة 

وصف نقيب الصحافيين محمد مهدي الجلاصي التحرك الذي بدأ، الجمعة، بأنه الخطوة الأولى في سلسلة من التحركات، مشيراً إلى أن احتجاجاً آخر سينظم في 26 يونيو في كل المدن التونسية بمناسبة اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب للمطالبة بوقف التنكيل والاعتداءات التي تعرض لها الشباب في الأحياء الشعبية والإفلات من العقاب.

وقال إن "وزارة الداخلية رفضت التعاون مع القضاء وامتنعت عن مد الفرق المختصة بالبحث في هذه الجرائم بأسماء رجال الأمن الذين قاموا بارتكاب هذه الجرائم، وقد رأينا إرادة سياسية واضحة لحماية المعتدين".

شباب غاضب 

المسيرة شهدت حضوراً شبابياً مكثفاً عبر عن حالة الغضب والاحتقان ضد ممارسات أجهزة الأمن. ووصفت المشاركة رفقة الشابي حضور هذا العدد الكبير بأنه رسالة إلى الجميع بأن "زمن إغلاق أفواه الشباب الذي عرف الحرية وحارب من أجلها انتهى، ولن يعود". وأضافت، "الشباب اليوم يسأل رئيس الحكومة هشام المشيشي ماذا تريد؟ نحن مستعدون للبقاء في الشوارع حتى إسقاط حكومتك المعادية للشعب والمكلفة تنفيذ سياسات أحزاب على حساب المصلحة الوطنية".

وشهدت المسيرة مشاركة مكثفة من أعضاء الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان. وقالت عضو الرابطة، نورس الدقي، إن المسيرة والمشاركة المكثفة رسالة للحكومة بأن التغطية على الجرائم والإفلات من العقاب لن يمر من دون محاسبة، مطالبة بتحرك حقوقي دولي لإجبار الحكومة على محاسبة المعتدين وتطبيق القانون.

اتحاد العمال يحذر الحكومة 

وقال القيادي في الاتحاد العام التونسي للشغل، سمير الشفي، لـ"اندبندنت عربية"، إن هذه المسيرة هي رسالة القوى المدافعة عن الحرية والديمقراطية في تونس للأطراف السياسية والحكومية بأن كرامة التونسيين خط أحمر، والعنف مرفوض ومدان، مؤكداً أن تنديد المجتمع المدني ومشاركة الشباب مطلوبان لكبح جماح هذا الانحراف الخطير الذي يمس الحقوق الأساسية التي ينص عليها الدستور.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونبه الشفي إلى أن تونس تمر بأزمة عميقة جداً، داعياً كل القوى الحية في المجتمع إلى إعادة ترتيب الأولويات حتى تكون في مستوى تطلعات الشعب.

واعتبر الشفي أن المطلوب اليوم العمل لتأسيس أمن جمهوري، وهناك العديد من الخطوات التي قطعت لتحقيق ذلك، لكن التجاوزات تضرب في الصميم مبدأ الأمن الجمهوري.

واعتبر الشفي أنه يجب عدم شيطنة المؤسسة الأمنية لأنها من المؤسسات الاستراتيجية في الدولة، ومن الضروري وجود جهاز أمن جمهوري قوي ومنضبط.

ضبط النفس 

قوات الأمن التي انتشرت بكثافة في وسط تونس العاصمة حافظت على ضبط النفس، ولم تنجر لرد الفعل على الرغم من الكثير من الشعارات الاستفزازية، وهو ما اعتبره المواطن حسن العبيدي أنه يعكس أن الأمن لا يريد الدخول في مواجهات جديدة مع المتظاهرين ويحاول الابتعاد عن توتير العلاقات مع الإعلام والشارع الغاضب من تصرفات بعض عناصره.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير