أحمر "خفيف" كان لون مؤشر السوق المالية السعودية في جلسة يوم الخميس 17 يونيو (حزيران) الحالي، في نهاية تعاملات أسبوع حافل بالأرقام المهمة، بينها تكوين عملاق كبير في السوق بدمج "المؤسسة العامة للتقاعد" في "المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية" وإنشاء واحدة من أضخم المحافظ الاستثمارية في السوق السعودية، بقيمة سوقية تصل إلى 93 مليار ريال (24.8 مليار دولار).
وأنهى "المؤشر" جلسة الخميس، على تراجع طفيف بـ"3 نقاط" عند 10853 نقطة، بتداولات بلغت قيمتها الإجمالية نحو 3.76 مليار دولار، وكانت جلسة أمس الأربعاء، شهدت ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.2 في المئة عند 10856 نقطة بتداولات بلغت قيمتها الإجمالية نحو 2.3 مليار دولار هي الأدنى منذ أسبوعين، فيما اعتبرت مؤشر إلى تماسك السوق من اتجاهه إلى انخفاضات كبيرة.
وشهدت الجلسة تنفيذ "فوتسي راسل" تغييراتها الدورية في السوق السعودية بحسب مراجعتها الربعية لمؤشراتها، وتمت إضافة "بن داود القابضة" إلى مؤشراتها، وستكون جميع التغييرات نافذة اعتباراً من يوم الاثنين 21 يونيو (حزيران) 2021.
وتصدّر سهم "العقارية" ارتفاعات يوم الخميس، بأكثر من 7 في المئة عند 21.44 ريال (5.71 دولار)، مسجلاً أعلى إغلاق منذ ستة أعوام، وسط تداولات بلغت نحو 25 مليون سهم، وسجّل سهم "إكسترا" أعلى إغلاق منذ الإدراج في السوق، عند 137.80 ريال (+ 2 في المئة)، كما ارتفع سهم "البحر الأحمر" بنسبة 3 في المئة عند 30.40 ريال (8.10 دولار)، وسط تداولات كثيفة على السهم بلغت نحو 12 مليون سهم هي الأعلى منذ أكثر من 14 عاماً. في المقابل تراجع سهما "مصرف الراجحي" و"سابك" بنسبة 1 في المئة عند 110 ريالات (29.33 دولار)، و 122.20 ريال (32.58 دولار) على التوالي، كما أنهت أسهم "سليمان الحبيب" و"ينساب" و"بن داود القابضة" و"المواساة" و"الأبحاث والإعلام" تداولاتها على تراجع بنسب تراوح بين 2 و3 في المئة وأغلق سهم "إس تي سي" عند 130.40 ريال (- 1 في المئة).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأوضح المحلل المالي أحمد العبدالله أن "السوق المالية السعودية تشهد تماسكاً كبيراً، يعززه استمرار النفط الخام في تحقيق ارتفاع متواصل في الأسعار منذ الأسبوع الماضي، وسط توقعات بأن يحقق النمو العالمي صعوداً أكثر من التقديرات التي أعطيت في الربع الأول من العام الحالي"، مشيراً إلى أن "نمو الطلب على النفط ستكون له آثار كبيرة في الأسواق الخليجية".
من جانبه، أوضح المصرفي والمحلل المالي ناصر المحمد، أن مصادقة مجلس الوزراء السعودي في جلسته الثلاثاء (15 يونيو)، على دمج "المؤسسة العامة للتقاعد" في "المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية" ستكون له آثار في السوق المالية، مبيّناً أن التأمينات من صنّاع السوق لما تمتلكه من قدرة مالية كبيرة، وقالت الرياض إن قرار الدمج يأتي في إطار حرص الحكومة على توحيد الجهود في الاختصاصات المتشابهة والاستفادة من الموارد المالية والبشرية في تطوير الخدمات ورفع كفاءة الأداء وزيادة مستوى الإنتاجية، لا سيما أن المؤسستين تعملان على تحقيق التغطية التأمينية وتوفير المعاشات التقاعدية للعاملين في القطاعين الحكومي والخاص.
وأضاف المحمد، "سينتج من الدمج إنشاء واحدة من أضخم المحافظ الاستثمارية في السوق السعودية، ومن أبرز مكونات هذه المحفظة حصة تصل إلى 13 في المئة من البنك الأهلي السعودي، و30 في المئة من البنك السعودي للاستثمار، ونحو 36 في المئة من التعاونية للتأمين، موضحاً أن الكيان الجديد سيكون من صنّاع السوق الكبار الذين تفتقر إليهم السوق، وستكون له آثار واضحة عند استكمال عمليات الدمج التي ستستغرق بعض الوقت".
ووفقاً لبيانات مؤسسة التأمينات، يبلغ عدد المشتركين في رأس العمل المشمولين بنظام التأمينات الاجتماعية، الذين يعملون في القطاع الخاص 8.32 مليون مشترك، حتى نهاية الربع الثاني من 2020. في المقابل، بلغ عدد المشتركين في المؤسسة العامة للتقاعد حتى نهاية الربع الأول من 2021 أكثر من 1.2 مليون مشترك في رأس العمل.
وأشار إلى أن الدمج على الجانب الاستثماري والمركز المالي للصندوق التقاعدي سيعزز الأخير عبر تعظيم العوائد الاستثمارية وخلق جهود تكاملية لتقوية القدرة في الأداء الاستثماري والتوزيع الاستراتيجي وتخفيض التكاليف.
