Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

موسكو تواجه وضعا وبائيا خطيرا وأوروبا تعيد فتح أبوابها

الإدارة الأميركية تشتري 200 مليون جرعة إضافية من لقاح "موديرنا" ودراسة تظهر وجود كورونا في الولايات المتحدة منذ ديسمبر 2019

يتحسّن الوضع الصحي في الاتحاد الأوروبي الذي يعيد فتح أبوابه أمام السياح الأميركيين، فيما تستعد فرنسا للتوقف عن فرض الكمامات في الهواء الطلق، بينما بات التطعيم إلزامياً لجزء من سكان موسكو.
وصادق الاتحاد الأوروبي على أول خطة للإنعاش الوطني في البرتغال الأربعاء 16 يونيو (حزيران) الحالي، على أن تُقرّ أيضاً في إسبانيا.
وإذا كان الوباء يتراجع في الغرب، بعدما أودى بحياة 3.8 مليون شخص على الأقل في كل أنحاء العالم، فإن الوضع يتدهور في روسيا، حيث جعل رئيس بلدية موسكو التلقيح ضد "كوفيد-19" إلزامياً للعاملين في قطاع الخدمات لمواجهة الارتفاع "الخطير" في عدد الإصابات.
ومع اقتراب العطلة الصيفية، أعطى مفوضو دول الاتحاد الأوروبي الـ27، الضوء الأخضر لإضافة الولايات المتحدة إلى قائمة الدول والأقاليم التي يمكن دخول مسافريها، حتى لو لم يحصلوا على اللقاح، إلى بلدان التكتل، كما أوضحت مصادر أوروبية لوكالة الصحافة الفرنسية.
وتم توسيع قائمة الدول المستثناة من الحظر المرتبط بالسفر، لتشمل ألبانيا ومقدونيا الشمالية وصربيا ولبنان والولايات المتحدة وتايوان وماكاو وهونغ كونغ.
وكان الاتحاد الأوروبي أغلق حدوده الخارجية للسفر غير الضروري منذ مارس (آذار) الماضي، ووضع قائمةً تُحدَّث دورياً تشمل الدول غير الأعضاء التي يُسمح للمقيمين فيها بالسفر إلى القارة العجوز.
أرقام محزنة
ويمكن إضافة الدول في حال سجّلت أقل من 75 إصابة بفيروس كورونا في أوساط كل مئة ألف من سكانها على مدى 14 يوماً. ويبلغ هذا المعدّل 73.9 في الولايات المتحدة التي اجتازت عتبة 600 ألف وفاة الثلاثاء (15 يونيو).
وقال الرئيس جو بايدن إنها "أرقام محزنة"، داعياً الأميركيين إلى تلقّي اللقاح "في أقرب وقت ممكن".
وأعلنت شركة التكنولوجيا الحيوية الأميركية "موديرنا" الأربعاء (16 يونيو) أن واشنطن اشترت 200 مليون جرعة إضافية من لقاحها المضاد لـ"كوفيد-19". ويرتفع بذلك إجمالي طلبات البلاد من هذا اللقاح إلى 500 مليون.
وأشارت "موديرنا" في بيان إلى أن نحو 217 مليون جرعة سُلّمت بالفعل إلى السلطات الأميركية، فيما من المقرر تسليم 100 مليون جرعة إضافية في الفصل الرابع من عام 2021 و90 مليوناً في الربع الأول من عام 2022.
وقال ستيفان بانسيل، رئيس الشركة في بيان "نقدّر التعاون مع حكومة الولايات المتحدة بشأن هذه الجرعات الإضافية من لقاح موديرنا المضاد لكوفيد-19، والذي يمكن استخدامه للتطعيم الأولي، بما في ذلك للأطفال، أو كجرعة داعمة في حال أصبح ذلك ضرورياً من أجل مواصلة مكافحة الوباء".
كما يتضمن العقد الجديد "إمكانية شراء لقاحات أخرى مرشحة من موديرنا ضد كوفيد-19"، بحسب الشركة.
وتطوّر الشركة حالياً نسخة من لقاحها معدّلة خصيصاً ضد "متحوّر بيتا" الذي ظهر أولاً في جنوب أفريقيا، وتدرس تأثير جرعة ثالثة من لقاحها الأولي في الاستجابة المناعية. وتم الإعلان عن نتائج إيجابية أولية في مايو (أيار) الماضي، بعدما جرى اختباره على أربعين شخصاً.

عودة الحياة إلى طبيعتها
وبفضل حملة التحصين في الولايات المتحدة، انخفض عدد الوفيات اليومية بشكل كبير وعادت الحياة إلى طبيعتها في معظم أنحاء البلاد.
ورُفعت الثلاثاء (15 يونيو) كل القيود تقريباً في ولايتَي كاليفورنيا ونيويورك، حيث تلقّى 70 في المئة من البالغين جرعة واحدة على الأقل من اللقاح.
وفي فرنسا، أعلن رئيس الوزراء جان كاستيكس الأربعاء أن وضع الكمامات في الخارج لن يكون إلزامياً، اعتباراً من الخميس (17 يونيو) إلا في ظروف معينة مثل التجمعات أو الأماكن المزدحمة أو الملاعب الرياضية.
كذلك، أعلن كاستيكس رفع حظر التجول المحدد عند الساعة 11:00 مساءً، اعتباراً من الأحد المقبل. وأوضح رئيس الوزراء الفرنسي عقب انعقاد مجلسَي الدفاع والوزراء أن هذا القرار اتُّخذ لأن الوضع الصحي "يتحسن بوتيرة أسرع مما كنا نتوقع". وأضاف أن حوالى 35 مليون فرنسي يُفترض أن يكونوا حصلوا على تطعيم كامل بحلول نهاية أغسطس (آب) المقبل، ويُفترض أيضاً أن تكون 40 مليون جرعة أولى أُعطيت بحلول التاريخ ذاته.
كما أعرب كاستيكس عن رغبته بأن يحصل 85 في المئة من الأشخاص فوق عمر الخمسين سنة والمسنين الذين يعانون أمراضاً، على جرعة واحدة على الأقل بحلول هذا الموعد.
وحتى الثلاثاء (15 يونيو)، تلقّى حوالى 30.7 مليون شخص في فرنسا، جرعة واحدة على الأقل وتم تحصين 16.7 مليون بشكل كامل.
تاج محل عاد أيضاً
وفي سائر أنحاء العالم، بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها أيضاً، فأُعيد فتح أبواب تاج محل، أبرز معلم سياحي في الهند، الأربعاء، إثر تراجع عدد الإصابات الجديدة بـ"كوفيد-19" بعد شهرين من الإغلاق بسبب موجة فيروسية قاتلة في البلاد.
وفي أغرا بولاية أوتار براديش حيث يوجد الضريح الأبيض المرمري الضخم، بدا بعض المرشدين السياحيين والتجار متفائلين بُعيد إعادة الافتتاح. وفي هذا اليوم الأول، سُجل إقبال ضعيف من الزوار، خصوصاً في ظل تحديد السلطات حدّاً أقصى للوافدين إلى المعلم بلغ 650 شخصاً في اليوم.
ويشهد عدد الإصابات اليومية الجديدة بفيروس كورونا تراجعاً في الهند منذ أسابيع، ما شجّع مدناً كبرى، من بينها العاصمة نيودلهي، والمركز المالي بومباي، على رفع القيود على التنقلات والنشاطات.
وسجلت الهند 62224 إصابة جديدة بـ"كوفيد-19" خلال الساعات الـ24 الأخيرة، وفق بيانات وزارة الصحة. وكانت الإصابات اليومية تفوق 400 ألف في مايو الماضي، في أوج الموجة الوبائية الثانية.

الوضع "خطير" في روسيا
وفي إسبانيا، وعد رئيس الوزراء بيدرو سانشيز الأربعاء، بإلغاء قريب لإلزامية وضع الكمامة في الخارج.
في المقابل، أمر رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين الأربعاء، بجعل التطعيم إلزامياً بالنسبة إلى سكان العاصمة العاملين في قطاع الخدمات، متحدثاً عن ارتفاع "خطير" في عدد الإصابات.
وكتب سوبيانين في مدونة "علينا ببساطة القيام بكل ما يلزم لإجراء عمليات تطعيم واسعة ضمن أقصر مدة ممكنة ووقف هذا المرض الفظيع والحؤول دون وفاة آلاف الأشخاص".
وتابع "في ما يتعلّق بالوضع الوبائي الصعب جداً، تبنّى كبير أطباء الدولة المسؤول عن مدينة موسكو مرسوماَ اليوم (16 يونيو) بشأن التطعيم الإلزامي للعاملين في قطاع الخدمات".
بعيد ذلك، أعلنت منطقة موسكو اعتماد إجراء مماثل. بالتالي، يُطلب من موظفي قطاع النقل والمتاجر والمطاعم وأماكن العبادة وصالونات التجميل وقطاعات الصحة والتعليم والمصارف الى جانب مهن أخرى أن يتلقّوا اللقاح.
وبررت سلطات موسكو هذا الإجراء بأن أكثر من 70 في المئة من الإصابات في الأيام العشرة الماضية سُجلت لدى السكان العاملين.

وأحصت روسيا الأربعاء 13.397 إصابة جديدة بـ"كوفيد-19" خلال 24 ساعة، من بينها 396 وفاة.
وحتى الآن، تلقّى 13 في المئة من السكان جرعة واحدة على الأقل، مع تشكيك الروس بلقاح "سبوتنيك-في" المحلي.
في غضون ذلك، أعطت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الأربعاء، الضوء الأخضر لتطبيق خطة البرتغال لإنعاش اقتصادها الوطني بتمويل أوروبي من خلال صندوق إنقاذي بمئات مليارات اليورو تم إقراره لاحتواء تداعيات فيروس كورونا.
وخلال زيارتها إلى البرتغال، باشرت رئيسة المفوضية تفعيل خطة التحفيز الاقتصادي البالغة قيمتها 750 مليار يورو التي كانت موضع مناقشات صعبة حتى إقرارها في يوليو (تموز) 2020.
وقالت فون دير لاين وإلى جانبها رئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا، الذي تتولّى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي "إنها أول خطة وطنية تدعمها المفوضية، هنا في (العاصمة البرتغالية) لشبونة".
ومن لشبونة، تتوجّه فون دير لاين إلى إسبانيا ومنها إلى اليونان ثم الدنمارك الخميس وبعدها لوكسمبورغ في جولة ستقودها إلى غالبية الدول الأعضاء في التكتل.

دراسة حديثة

وأظهرت دراسة جديدة نُشرت الثلاثاء، أن فيروس كورونا كان موجوداً في الولايات المتحدة على الأقل منذ ديسمبر (كانون الأول) 2019، أي قبل أسابيع من الإعلان عن رصد أول إصابة على الأراضي الأميركية في يناير (كانون الثاني) 2020.

وأظهرت دراسة حكومية، أن سبعة أشخاص على الأقل أصيبوا بفيروس كورونا في خمس ولايات أميركية قبل أسابيع من إعلان هذه الولايات عن أولى حالات الإصابة فيها.

وقال الباحثون، إن العينات الإيجابية جاءت من ولايات إلينوي وماساتشوستس ومسيسبي وبنسلفانيا وويسكونسن.

وأجرت المعاهد الأميركية الوطنية للصحة تحاليل لـ24 ألف عينة أُخذت من متطوعين في البلاد بين الثاني من يناير و18 مارس (آذار) 2020.

ورُصدت أجسام مضادة لفيروس "سارس-كوف-2" لدى تسعة مرضى عبر اختبارين مصليين مختلفين للحد من احتمالات الحصول على نتائج خاطئة.

ولا تظهر الأجسام المضادة التي تعمل على "تحييد" قدرة الفيروس على إصابة الخلايا التي تترصدها هذه الاختبارات إلا بعد أسبوعين من الإصابة.

والعينات الإيجابية الأولى أخذت من متطوعين في ولايتي إيلينوي وماساتشوستس في السابع من يناير والثامن منه على التوالي، ما يشير إلى أنهم أصيبوا بالفيروس في أواخر ديسمبر.

واللافت أن هؤلاء الأشخاص لم يكونوا في مدينتي نيويورك أو سياتل اللتين يعتقد أن الفيروس دخل إلى البلاد من بوابتيهما.

وشدد كيري ألتهوف بروفيسور علم الأوبئة في جامعة جونز هوبكنز على أن "اختبارات رصد الأجسام المضادة تتيح لنا فهماً أفضل لكيفية تفشي "سارس-كوف-2" في الولايات المتحدة خلال بدايات الجائحة في البلاد، حين كانت الفحوص محدودة".

وتؤكد الدراسة التي نشرتها صحيفة "كلينيكال إنفيكشوس ديزيزز" نتائج مماثلة خلصت إليها مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

انتكاسة لـ"أسترازينيكا" في تطوير علاج ضد كورونا

أعلنت شركة "أسترازينيكا" السويدية البريطانية للأدوية، الثلاثاء، تعرضها لانتكاسة في تطوير علاج ضد فيروس كورونا، لم تثبت فعاليته على الأشخاص المعرضين للفيروس. 

يعتمد العقار على العلاج عبر الأجسام المضادة، واسمه "أي زد دي 7742"، والهدف منه الوقاية من المرض وعلاجه.

وقالت الشركة في بيان "لم تحقق التجربة الهدف الأساسي المتمثل في منع ظهور إصابات بكوفيد-19 مصحوبة بأعراض بعد التعرض" للفيروس. 

كان العقار في المرحلة الثالثة من التطوير، أي في التجارب السريرية الواسعة النطاق من أجل اختبار سلامته وفعاليته. شارك في التجربة 1121 من البالغين الذين تزيد أعمارهم على 18 سنة، ولم يتلقوا اللقاح وخالطوا مصاباً خلال الأيام الثمانية السابقة.

وتمكن العقار من تقليل خطر الإصابة بالفيروس المصحوبة بالأعراض بنسبة 33 في المئة فقط.  وتتواصل التجارب من أجل تقييم تأثير العقار على المرضى قبل التعرض للفيروس، وعلى أولئك الذين أصيبوا به مع أعراض حادة.

وهذا العلاج تموله الحكومة الأميركية التي أبرمت في المقابل اتفاقاً مع الشركة للحصول على 700 ألف جرعة منه هذا العام.

ويبلغ إجمالي قيمة الاتفاقيات الموقعة مع الولايات المتحدة لتطوير العلاج والحصول على الجرعات في عام 2021 حوالى 726 مليون دولار. 

وأشارت "أسترازينيكا" في بيانها إلى أن المحادثات جارية "حول المراحل التالية مع الحكومة الأميركية".

مشكلات اللقاح

لا تزال "أسترازينيكا" تواجه مشكلات بشأن لقاحها ضد "كوفيد-19" الذي أوقفت عدة دول أوروبية استخدامه بعد رصد حالات نادرة تتعلق بتجلط الدم لدى الأشخاص الذين تم تطعيمهم به.

واعتبر مسؤول رفيع في وكالة الأدوية الأوروبية، الأحد، أنه سيكون من الأفضل وقف التطعيم بلقاح أ"سترازينيكا" المضاد لـ"كوفيد-19" لجميع الفئات العمرية بما في ذلك الذين تزيد أعمارهم على الستين سنة، عند توفر لقاحات أخرى.

لكن وكالة الأدوية الأوروبية نفت ذلك وقالت، الثلاثاء، إن تصريحات ماركو كافالييري التي نشرت الأحد في صحيفة "لا ستامبا" أسيء تفسيرها.

وقالت متحدثة باسم الوكالة "من الواضح أن نسبة المخاطر إلى الفوائد للأفراد الذين تزيد أعمارهم على 60 سنة أفضل".

وفي الوقت نفسه، أظهرت دراسة نشرتها، الاثنين، السلطات الصحية البريطانية، أن جرعتين من لقاحي "فايز- بايونتيك" و"أسترازينيكا- اكسفورد" تحولان دون دخول المستشفى بنسبة تفوق 90 في المئة بعد الإصابة بالمتحورة دلتا لفيروس كورونا التي ظهرت أولاً في الهند.

بريطانيا تسجل 10 وفيات جديدة

وأظهرت بيانات رسمية للحكومة البريطانية أن بريطانيا سجلت، الثلاثاء، عشر حالات وفاة جديدة بـ"كوفيد-19" في غضون 28 يوماً من ثبوت الإصابة بينما سجلت 7673 إصابة.

وكانت بريطانيا قد سجلت في اليوم السابق ثلاث حالات وفاة جديدة و7742 إصابة.

المزيد من صحة