Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بورما تفرج عن صحافيين بعدما تحولت قضيتهما مسألة دولية

أطلق صراح وا لون وكياو سو بموجب عفو رئاسي ترافق مع حملة ضغط عالمية

الصحافيان البورميان وا لون وكياو سو أو بعد خروجهما من سجن إنسين في رانغون (أ.ف.ب)

أطلقت السلطات في بورما، الثلثاء 7 مايو (أيار)، سراح صحافيين في وكالة "رويترز" كانت حكمت عليهما بالسجن سبع سنوات بسبب تغطيتهما أزمة الروهينغا، وذلك بموجب عفو رئاسي شمل أكثر من ستة آلاف سجين، من بينهم الصحافيون إثر حملة عالمية دعت إلى الإفراج عنهما.

511 يوماً في الاعتقال

وسط حشد من وسائل الإعلام، خرج الصحافيان البورميان وا لون وكياو سو أو من سجن إنسين في رانغون، حيث أمضيا أكثر من 500 يوم قيد الاعتقال.

وعند خروجه، شكر وا لون (33 سنة) الناس من "حول العالم" لمطالبتهم بالإفراج عنه وعن زميله، مؤكّداً عودته إلى العمل قائلاً "إني بغاية الشوق للعودة إلى غرفة التحرير... أنا صحافي وسأواصل عملي".

وكان اعتقالهما أثار اهتماماً عالمياً منذ ديسمبر (كانون الأول) 2017، وأعتبر مؤشراً إلى تراجع حرية الصحافة في ظلّ حكم الزعيمة أونغ سان سو تشي، الحائزة جائزة نوبل للسلام.

وقال رئيس تحرير "رويترز" ستيفن آدلر "إننا في غاية السرور لأن ميانمار أفرجت عن صحافيينا الشجاعَين". وأضاف مرحباً بعودتهما "منذ اعتقالهما قبل 511 يوماً أصبحا رمزاً لحرية الصحافة حول العالم".

في المقابل، أوضح المتحدث باسم الحكومة زاو هتاي أنّ "القادة أخذوا في الاعتبار مصلحة البلاد على المدى الطويل"، مشيراً إلى أنّ أفراداً من عائلتَي الصحافيّين أرسلوا رسالة إلى سو تشي والرئيس وين مينت.

أمّا المتحدث باسم الجيش زاو مين تون فلم يدلِ بأيّ تعليق حول الإفراج عن الصحافيين، مكتفياً بالقول إن القضية "جرت طبقاً للقانون".

 

ردود فعل دولية

الإفراج عن الصحافيين لاقى ردود فعل دولية مرحبة. إذ أشادت الأمم المتحدة بالإفراج عنهما وحذّرت في الوقت نفسه من أنّ حرية الصحافة في بورما لا تزال مقيّدة بشدة.

ورأى عضو مجلس اللوردات البريطاني أرا دارزي، وهو أحد المقرّبين من سو تشي، أنّ إطلاق سراح الصحافيين بعد أيام قليلة من اليوم العالمي لحرية الصحافة، هو قرار "مناسب"، مضيفاً "العبرة بسيطة: الحوار ينجح حتى في أصعب الظروف".

كذلك وصف نائب الرئيس الأميركي مايك بنس هذا الخبر بـ "الرائع". وكتب في تغريدة "حرية الدين وحرية الصحافة ضروريتان لديمقراطية قوية". فيما رحّب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بالإفراج عن الصحافيين، داعياً في تغريدة إلى "إطلاق سراح الصحافيين الآخرين المسجونين" وضمان "حرية التعبير".

وقالت أودري أزولاي، المديرة العامة لليونسكو، إن "قرار العفو عن الصحافيين مثل خطوة إيجابية لمصلحة حرية الصحافة. لا تفتأ اليونسكو تؤكد ضرورة الحرص على تمكّن الصحافيين من أداء مهامهم من دون الخوف من التعرض لأعمال انتقامية، وذلك لما لعملهم من أهميّة في نظمنا الديمقراطية".

وأضافت أن "التفاني والشجاعة اللذين أظهرهما كياو سوي أو ووا لون جعلا منهما قدوة ومصدر إلهام لجميع الذين يكافحون من أجل حرية الصحافة".

وبُعيد اعتقالهما، أُدين الصحافيان بانتهاك "قانون الأسرار الرسمية" وحُكم على كل منهما بالسجن سبع سنوات. وقبيل توقيفهما، كانا يعدّان تقريراً حول مقتل 10 أشخاص من الروهينغا المسلمين في سبتمبر (أيلول) 2017 في ولاية راخين، حيث أجبر الجيش البورمي حوالي 740 ألف شخص، من أبناء هذه الأقلية المحرومة من الجنسية، على النزوح إلى بنغلادش. وقالت "رويترز" حينها إنّ الصحافيين أعتُقلا بسبب ما كتباه.

 

قضية عالمية دفاعاً عن حرية الصحافة

أثارت هذه القضية تنديداً دولياً وأصبحت مرادفة للحرب على حرية الصحافة، فضلاً عن إلحاقها ضرراً كبيراً بسمعة سو تشي كمدافعة عن حقوق الإنسان. وخلال فترة سجنهما، نال الصحافيان العديدَ من الجوائز والتكريمات بسبب أعمالهما، من بينها جائزة "بوليتزر المرموقة"، كما ظهرا على غلاف مجلة "تايم" بين شخصيات العام، ضمن فئة الصحافيين المستهدفين جراء عملهم.

وتكلّم العديد من النشطاء وخبراء القانون عن مخالفات كثيرة شابت محاكمة الصحافيّيْن، اللذين توكّلت المحامية البارزة أمل كلوني الدفاع عنهما. إذ أدلى ضابط شرطة بشهادة أمام المحكمة قال فيها إنّ رئيسه أمر مجموعته بالإيقاع بالصحافيين، الأمر الذي تجاهله القاضي.

ومع خروج الصحافيين من السجن، أعربت عائلتاهما عن سعادتهما المطلقة، وانتشرت على "تويتر" صورة تجمع وا لون بزوجته وطفلته، التي ولدت أثناء اعتقاله.

يشار إلى أنّ أونغ سان سو تشي، زعيمة حزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية، حقّقت فوزاً تاريخياً في انتخابات العام 2015، وأنهت عقوداً من الحكم المدعوم من العسكر في البلاد. إلا أنّ الأحلام بمستقبل جديد لبورما لم تعمّر طويلاً. وبعدما شنّ الجيش حملة ضدّ الروهينغا في ولاية راخين، قال محقّقو الأمم المتحدة إنّها ترقى إلى إبادة. غير أنّ بورما نفت تلك التهم، وقالت إنّها تصرّفت دفاعاً عن النفس ضدّ مسلحي الروهينغا الذين هاجموا ضباط شرطة وقتلوهم في أغسطس (آب) 2017.

المزيد من دوليات