Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هذه الشركة المغمورة التي تسببت باضطرابات الإنترنت حول العالم

لم يدم الانقطاع سوى ساعات قليلة ولكنه عطل موقعي الحكومة البريطانية و"نيويورك تايمز" وغيرهما فيما حقق سهم "فاستلي" قفزة مهمة

مكاتب الشركة المزودة بخدمات الحوسبة السحابية "Fastly" في سان فرانسيسكو  بكاليفورنيا (جوش ماركوس / اندبندنت)

في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء الماضي الواقع في 8 يونيو (حزيران)، تعطلت كل مواقع الإنترنت تقريباً بسبب شركة أميركية مغمورة إلى حد ما، توفر خدمات الحوسبة السحابية، تتخذ من سان فرانسيسكو مقراً لها، حيث تتوسط متجراً لبيع أدوات الغوص تعاقبت عليه أجيال، ومكتب بريد أقل قدماً منه بعض الشيء.

وسرعان ما دق ناقوس الخطر. أبلغ أكثر من 20 ألف مستخدم على منتدى "رديت" Reddit عن مشكلات في الوصول إلى الموقع الإلكتروني. وقال نحو ألفا شخص آخرين إن خدمات "أمازون" الشبكية تواجه مشكلات. وبطبيعة الحال، ما لبث العطل أن طرأ حتى انتشر هاشتاغ رسمي بعنوان #InternetShutdown  "انقطاع الإنترنت"، وشأنه تعليقات وردت على منصات اجتماعية لعلامات تجارية محاولة أن تركب موجة الفوضى التي عمت الإنترنت، مثل مصنع ألواح الشوكولاتة "كيت كات" KitKat ، الذي توجه إلى المستخدمين قائلاً، "أعتقد أنه وقت الاستراحة" (Guess it’s time to Have A Break) مع الإشارة إلى أن شعار هذه الشوكولاتة Have a Break Have a Kit Kat.

شركات وحكومات بدءاً بـ "باي بال" PayPal وأمازون" Amazon و"إتسي" Etsy  و"بنتريست" Pinterest، ومروراً بـ "نيويورك تايمز" New York Times و"سي إن إن"CNN ، وصولاً إلى المواقع الإلكترونية الرسمية الخاصة بالحكومة البريطانية، كانت جميعها معطلة. باختصار، لحق الضرر بآلاف الكيانات الإلكترونية حول العالم.

في نهاية المطاف، أميط اللثام عن هوية الجهة المذنبة، إنها "فاستلي" Fastly. تساعد الشركة الموفرة لخدمات الحوسبة السحابية في دعم ما يُسمى "الواجهة الخلفية" back end لكثير من مواقع الويب الرفيعة المستوى، وذلك عبر توصيل المحتوى بواسطة الخوادم إلى مختلف أنحاء العالم.

تقع الشركة في حي يُدعى "ساوث بيتش" في وسط مدينة سان فرانسيسكو الأميركية، وهو عبارة عن تجمع سكني مكشوف للرياح يتمركز إلى الغرب من إستاد جاينتس لمباريات البيسبول. تضم المنطقة المزيج المتناقض المعهود من الضرورات الأولى التي يشتمل عليها وسط المدينة في المرحلة الما بعد صناعية، صالة ألعاب رياضية لممارسة تمارين "كروس فيت"، وشركات تكنولوجيا يبدو وكأنها أخذت أسماءها باستخدام مقاطع لفظية عشوائية، فضلاً عن بضعة مبان سكنية متداعية نجت من أعمال تجديد في المنطقة.

وفق "فاستلي"، بدأت الشركة في وقت مبكر من الثلاثاء الماضي التحقق من مشكلة تتعلق بـ "نقاط التواجد" points of presence، اختصاراً "بي أو بي أس"، أي الأماكن التي تتصل فيها شبكات الاتصالات الرقمية المستقلة ببعضها بعضاً.

"حددنا إعدادات في الخدمة تسببت في أعطال عبر نقاط التواجد الثابتة على مستوى العالم، وعملنا على وقف عمل تلك الإعدادات"، كتبت الشركة على لوحة البيانات الخاصة بانقطاع الإنترنت على موقعها الإلكتروني، مضيفة "شبكتنا العالمية تعود إلى العمل"، وفعلاً بعد حوالى ساعتين انتهت المشكلة.

ولكن لم يتحقق ذلك قبل أن تتوقف أعمال تجارية عالمية بقيمة ملايين الدولارات. وفق وكالة التسويق "كونيكتف 3"، منيت المؤسسات الإخبارية وحدها بخسارات بلغت حوالي 300 ألف دولار من عائدات إعلانات "غوغل"، بينما خسرت نقاط رئيسة للتجارة الإلكترونية من قبيل "باي بال" و"أمازون" أضعافاً مضاعفة أخرى.

خلف ذلك التعطيل كله شركة مزودة لخدمات الحوسبة السحابية تعتبر أيضاً صغيرة نسبياً، مقارنة بشركات عملاقة على شاكلة "أمازون ويب سيرفيسز" Amazon Web Services.

في الواقع، كانت حادثة انقطاع الإنترنت برمتها بمثابة تذكير بمدى ترابط العالم الرقمي ببعضه بعضاً، ومدى انفصاله في المقابل عن نظيره المادي. مدفوعاً بالمشكلة الصغيرة المتمثلة في انقطاع الويب حول العالم، صعدت إلى سيارتي وقررت أن ألقي نظرة على "فاستلي" بأم عيني، ولكن عندما بلغت وجهتي، أجابني صوت عبر جهاز اتصال داخلي وأخبرني أن مكاتب "فاستلي" خالية من أي موظفين، "لا أحد هنا لتراه"، وصل إلى مسمعي. هكذا هي الحياة في عالم "كوفيد-19"، حيث ينهض الاقتصاد العالمي وينهار على أيدي مبرمجين ينجزون أعمالهم من المنزل جالسين أمام حواسيبهم بسروال النوم.

في مقهى قريب، نادل ودود بدا كأنه تحت تأثير المخدرات يُدعى كيفن، لم يستطع أن يصدق أن انقطاع الإنترنت يعزى إلى إحدى الشركات في هذا الشارع.

"حقاً؟ غير معقول!" ذكر النادل مستغرباً.

قال زبون قريب مني، "حدث ذلك العطل لأن كثيراً من الناس كانوا يشاهدون مواد إباحية على الإنترنت. عليك أن تزيد علامة أمان الاتصال https  قبل اسم الموقع في الويب كي يعمل مجدداً"، أضاف، مزحة صغيرة من مبرمج، قبل أن يقود سيارته من طراز "تيسلا" التي كانت مركونة في منتصف الطريق، معرقلة حركة المرور تماماً في زقاق أحادي الاتجاه. ما هي إلا لحظات، حتى مر في المكان نفسه رجل مشرد حافي القدمين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في الواقع، بعيداً من الأزمة، بدا أن الحادثة ساعدت شركة "فاستلي"، التي قفز سعر سهمها أكثر من 11 في المئة بعدما جذبت الحادثة الأنظار إليها. ربما ذكّر الانقطاع القصير الناس بمدى أهمية الإنترنت الحديثة وهشاشتها في آن، وغموضها على وجه التحديد. في الواقع، لا تدرك قيمة ما في متناولك إلى أن تصلك رسالة تشير إلى عطل في صفحة هذا الموقع أو ذاك.

وفي تصريح أدلى به إلى "رويترز"، قال بين وود، كبير المحللين في "سي سي إس إنسايت" للاستشارات، إن "حوادث مثل هذه تؤكد هشاشة الإنترنت واعتمادها على خليط من التكنولوجيا المتشرذمة. ومن المفارقات أن ذلك أيضاً يؤكد قوتها الكامنة ومدى سرعة تعافيها. حقيقة أن يتصدر هذا العطل عناوين الأخبار في شتى أنحاء العالم تثبت أنه حادثة نادرة من نوعها" وفق كلماته.

عندما هممت بمغادرة وجهتي، لاحظت أن إحدى الشركات المجاورة لـ "فاستلي" تدعى "تيك سوب غلوبال" techsoup Global [حرفياً حساء تكنولوجي عالمي]. إنه اسم ملائم تماماً لما شهدناه جميعاً في الصباح.

لا تنس، احرص على أن تتأكد من حفظ عملك دائماً على حاسوبك. لا تعرف أبداً متى ستعود مشكلة تدفق المعلومات لتظهر حول العالم أثناء نومك.

عند الحديث عن نطاق الانقطاع، ترد في لوحة معلومات "فاستلي" المواقع التالية كمناطق تعرضت لمشكلات، "آسيا/ المحيط الهادئ (أوكلاند (AKL)، بريسبان (BNE)، دبي (FJR)، هونغ كونغ (HKG)، ملبورن (MEL)، أوساكا (ITM)، بيرث (PER)، سنغافورة (SIN)، سيدني (SYD)، طوكيو (HND)، طوكيو (TYO)، ولينغتون (WLG)، سنغافورة (QPG)، طوكيو (NRT)). أميركا الجنوبية (بوينس آيرس) (EZE)، بوغوتا (BOG)، كوريتيبا (CWB)، ريو دي جانيرو (GIG)، سانتياغو  (SCL)، ساو باولو (CGH)، ساو باولو (GRU)، ليما (LIM)). أميركا الشمالية (آشبورن (BWI)، آشبورن (DCA)، آشبورن (IAD)، آشبورن (WDC)، أتلانتا (FTY)، أتلانتا (PDK)، بوسطن (BOS)، شيكاغو (CHI)، شيكاغو (MDW)، شيكاغو (ORD)، شيكاغو (PWK)، كولومبوس (CMH)، كولومبوس (LCK)، دالاس (DAL)، دالاس (DFW)، دنفر (DEN)، هيوستن (IAH)، جاكسونفيل (JAX)، كانساس سيتي (MCI)، لوس أنجلوس (BUR)، لوس أنجلوس (LAX)، لوس أنجلوس (LGB)، ميامي (MIA)، مينيابوليس (MSP)، مينيابوليس (STP)، مونتريال (YUL)، نيويورك (LGA)، نيوآرك (EWR)، بالو ألتو (PAO)، فينيكس (PHX)، بورتلاند (PDX)، سان خوسيه (S. JC)، سياتل (SEA)، سانت لويس (STL)، تورنتو (YYZ)، فانكوفر (YVR)). جنوب إفريقيا (كيب تاون (CPT)، جوهانسبرغ (JNB)). الهند (تشيناي (MAA)، مومباي (BOM) ونيودلهي (DEL)). وأوروبا (أمستردام (AMS)، كوبنهاغن (CPH)، دبلن (DUB)، فرانكفورت (FRA)، فرانكفورت (HHN)، هلسنكي (HEL) ولندن (LCY)، لندن (LHR)، لندن (LON)، مدريد (MAD)، مانشستر (MAN)، مرسيليا (MRS)، ميلان (MXP) ، أوسلو (OSL)، باريس (CDG)، ستوكهولم (BMA)، فيينا (VIE)، ميونيخ (MUC)".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من علوم