Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السعودية مستثمر رئيس في صندوق بنية تحتية بالخليج

يستهدف دعم مشاريع أساسية مستدامة في المنطقة

تحول إقتصادي في الخليج نحو الاستثمار في قطاع البنية التحتية المستدامة (اندبندنت عربية )

وافق صندوق الاستثمارات العامة السعودي على الالتزام بضخ 160 مليون دولار، تعادل خُمس قيمة صندوق خليجي البالغة 800 مليون دولار، الذي سيتم إنشاؤه لدعم الاستثمار في مشاريع البنية التحتية عبر دول الخليج.

ومع هذا الاستثمار، سيصبح صندوق الثروة السيادي السعودي مستثمراً رئيساً في صندوق البنية التحتية الذي دشنته "إنفستكورب" البحرينية و"أبردين ستاندرد إنفستمنتس". 

وقالت "إنفستكورب" في بيان، الخميس، إن صندوق "شراكة أبردين ستاندرد إنفستكورب للبنية التحتية" تلقى تعهدات رأسمالية من صندوق الاستثمارات العامة، البالغ حجمه 430 مليار دولار، بما يصل إلى 20 في المئة من إجمالي حجم الصندوق قبيل إغلاقه الأول المزمع. 

ولم يحدد البيان حجم الصندوق، لكن صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية ذكرت الأربعاء، نقلاً عن مصادر لها، أنه قد يصل إلى 800 مليون دولار، وأن إغلاقه الأول المتوقع الإعلان عنه في وقت مبكر من الأسبوع المقبل، سيكون 250 مليون دولار.

وبحسب البيان، تلقى الصندوق الجديد أيضاً تعهداً آخر بقيمة 90 مليون دولار من "البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية". 

مؤسسات عالمية 

وأضاف البيان أنه من المتوقع أن ينضم إلى الصندوق مؤسسات استثمار عالمية أخرى، بما في ذلك صناديق تقاعد وشركات تأمين وأوقاف ومكاتب عائلية وعملاء من القطاع الخاص.

ويهدف صندوق "شراكة أبردين ستاندرد إنفستكورب للبنية التحتية" للإسهام في التعافي الاقتصادي بعد جائحة كورونا، والإصلاحات في دول منطقة مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط وشمال أفريقيا الأوسع نطاقاً، عبر الاستثمار في مشاريع بنية تحتية أساسية مستدامة.

وكانت شركتا "أبردين" و"إنفستكورب" أعلنتا عن الصندوق قبل عامين، بهدف توجيه الاستثمار إلى قطاعات الرعاية الصحية والتعليم والمرافق في الشرق الأوسط. كما عين وزير الدفاع البريطاني السابق "مايكل فالون" رئيساً للصندوق الشهر الماضي. 

تنويع الاقتصاد 

وتزداد أهمية صندوق الاستثمارات العامة السعودي، كمصدر لرأس المال بالنسبة لمديري الصناديق في الشرق الأوسط، إذ يشرع في خطة لدعم تنويع الاقتصاد السعودي بعيداً من الاعتماد على عوائد النفط.

المحرك الرئيس 

ووفق البيان، فإن صندوق الثروة السيادية للسعودية يعتبر المحرك الرئيس الذي يقود التحول الاقتصادي في السعودية كجزء من أهداف رؤية 2030، فيما يتماشى هذا الاستثمار مع مهمة الصندوق المتمثلة في بناء شراكات اقتصادية استراتيجية، وإطلاق العنان للفرص الاقتصادية الواعدة، واستخدام رأس المال الصبور لدعم قطاعات ذات إمكانات النمو الكبيرة على المدى الطويل.

ووافق الصندوق السيادي السعودي، في فبراير (شباط) الماضي على أن يكون مستثمراً رئيساً في صندوق ائتماني خاص بقيمة 300 مليون دولار، تديره "إن بي كيه كابيتال بارتنرز"، كما أنشأ أيضاً صندوقاً بقيمة 1.1 مليار دولار لدعم شركات رأس المال الاستثماري التي تستثمر في المملكة.

ويسعى الصندوق المشترك لشركتي "أبردين ستاندارد" و"إنفستكورب" إلى المشاركة في التحول والانتعاش الاقتصادي في السعودية وباقي دول مجلس التعاون الخليجي، ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من خلال الاستثمار في مشاريع البنية التحتية الأساسية المستدامة.

ومع الالتزام بمبادئ الحوكمة البيئية والاجتماعية وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة في صميم فلسفتها، تتمثل مهمة شراكة "أبردين ستاندارد" و"إنفستكورب" في تقديم حلول في مجالات الرعاية الصحية والتعليم والمياه والنقل والبنية التحتية الرقمية، التي سيكون لها تأثير إيجابي في المجتمعات والأجيال القادمة، بحسب بيان الشركة. 

بدوره، قال الرئيس التنفيذي المشارك لدى "إنفستكورب" حازم بن قاسم، "أوجدت البيئة الاقتصادية المضطربة والصعبة الراهنة فجوة بين الحاجة إلى تطوير أو ترقية البنية التحتية الحيوية والموارد المتاحة لمشاريع كهذه". 

وأضاف، "نعتقد أن الاستثمار في البنية التحتية أمر بالغ الأهمية لدعم النمو الاقتصادي على المدى الطويل، وتمثل الشراكة مع صندوق الاستثمارات العامة فرصة للاستفادة من مواردنا وخبراتنا العالمية في تعزيز القيمة المستدامة لجميع أصحاب المصلحة". 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويعتبر صندوق البنية التحتية جزء من خطط "إنفستكورب" التي بدأت نشاطها قبل 40 عاماً لتصبح أكبر مدير استثمار بديل في الشرق الأوسط بأصول 35.4 مليار دولار، لزيادة الأصول الخاضعة للإدارة إلى 50 مليار دولار، فقد قال الرئيس التنفيذي المشارك حازم بن قاسم لـ "بلومبيرغ" في وقت سابق من هذا الشهر، إن الشركة تخطط أيضاً للبدء في جمع التمويل لمصلحة صندوق استثمار سعودي قيمته 500 مليون دولار في وقت لاحق من هذا العام.

علاوة على ذلك، تقوم "إنفستكورب" حالياً بجمع التمويل لمصلحة صندوق أسهم خاصة في أمريكا الشمالية بقيمة مليار دولار، من أجل القيام بعمليات شراء أكبر هناك، وذلك بحسب ما أفاد أشخاص مطلعون "بلومبيرغ" في مارس (آذار). يُذكر أن شركة "إنفستكورب" تتجه حالياً لشطب أسهمها من بورصة البحرين. 

جهود التحول 

أما سامي النفاتي، الشريك الإداري للصندوق المشترك بين "أبردين ستاندارد" و"إنفستكورب"، فقال إن "صندوق الاستثمارات العامة هو أحد أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم، وهو المحرك الأساس لدعم جهود التحول الاقتصادي للسعودية ضمن رؤية 2030، ونحن سعداء بشراكتنا معه". 

وأضاف النفاتي، "حددنا فرص استثمار مهمة في قطاع البنى التحتية في المملكة والمنطقة، ونحن نعتمد على شبكتنا التي لا تضاهى من العلاقات والخبرة العالمية لتعزيز الاستثمار الأجنبي والإقليمي والمحلي في البنية التحتية المستدامة التي تحافظ على البيئة وتخدم المجتمعات والأجيال القادمة". 

وحددت "أبردين" التي تدير 607 مليار دولار من الأصول، و"إنفستكورب" البنية التحتية الاجتماعية باعتبارها قطاعات رئيسة من المتوقع أن تتلقى زيادة في الاستثمار في أعقاب خطط التنمية الاقتصادية الإقليمية.  

وكانت جائحة كورونا وضعت العديد من أنظمة الرعاية الصحية الإقليمية تحت الضغط، مما وجه تركيز انتباه الحكومات على أهمية تعزيز أنظمة المستشفيات وموظفيها.

وبالمثل، أصبح تطوير الخدمات الرقمية في جميع أنحاء المنطقة أكثر أهمية نظراً لأن الشركات اضطرت إلى التكيف مع قيود فيروس كورونا، كما كان تطوير التعليم والإسكان الاجتماعي من الأولويات، لكن التقدم كان ينقصه.