Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شركات تحذر بريطانيا والاتحاد الأوروبي عشية مباحثاتهما بشأن أيرلندا

من المقرر أن يعقد اللورد فروست اجتماعاً مع ماروس سيفكوفيتش المفوض الأوروبي لشؤون "بريكست" بشأن البروتوكول

كانت المملكة المتحدة قد قررت من طرف واحد إرجاء تنفيذ بعض البنود الأشد صرامة التي يشتمل عليها البروتوكل (رويترز)

حذرت الشركات العاملة في أيرلندا الشمالية من أن المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي يقومان باختبار "إيمان" قطاع الأعمال في الإقليم بصفقة "بريكست"، وذلك قبل انطلاق المباحثات الرئيسة التي تأتي في إطار المساعي الرامية للتوصل إلى صيغة عمل تضمن نجاح اتفاقية خروج بريطانيا من الاتحاد.

وقالت مجموعة العمل التجارية الخاصة ببريكست في أيرلندا الشمالية عشية انعقاد اجتماع اللجنة الأوروبية – البريطانية المشتركة، إن المباحثات السابقة لم تؤدِ إلى نتيجة وكانت أشبه بـ"فرصة ضائعة"، منبهة إلى أن الوضع سيتفاقم سوءاً إذا لم يتم اتخاذ الخطوات العملية الكفيلة بمعالجة الصعوبات.

وكان اللورد (ديفيد) فروست وزير الـ"بريكست" قد اعترف خلال نهاية الأسبوع الماضي بأن بروتوكول أيرلندا الشمالية الذي جاء ثمرة مفاوضات قادها بوريس جونسون، قد ألحق قدراً أكبر من المتوقع من الضرر بحركة التجارة بين المملكة المتحدة وأيرلندا الشمالية.

يُذكر أن المملكة المتحدة حثت الاتحاد الأوروبي على إبداء المزيد من المرونة نظراً لوقوع مشاكل تتعلق بإمدادات البضائع والاحتياجات الأخرى في أيرلندا الشمالية، مما حمل بعض الموردين على التوقف عن مزاولة عملهم في أيرلندا الشمالية بشكل كامل. وتُضاف هذه الصعوبات الى الاستياء السائد في أوساط مجتمع الوحدويين من الوضع القائم، ولاسيما أن هؤلاء يطالبون ببقاء أيرلندا الشمالية جزءاً لا يتجزأ من المملكة المتحدة.  

وقال متحدث باسم مجموعة العمل التجارية هذه: "لا يمكننا أن نتحمل ضياع فرصة أخرى على يدي اللجنة المشتركة كما حصل في وقت مبكر من العام الحالي." وأضاف أن برتوكول أيرلندا الشمالية " يؤثر في الوضع من دون أي شك، و سيزداد هذا التأثير مع دخول متطلبات أكثر صرامة حيز التنفيذ اعتباراً من أكتوبر (تشرين الأول)".

معروف أن الاتفاقية تشتمل على اعتبار أن خط الحدود إقليم أيرلندا الشمالية وبريطانيا يمتد عبر البحر الأيرلندي، وذلك بهدف ترك الحدود بين الإقليم وجمهورية أيرلندا مفتوحة. وإذ كانت الشركات التجارية تدعم إلى حد بعيد هذا الحل معتبرة أنه الأفضل من بين مجموعة من الخيارات السيئة المطروحة، فإن التعليقات الأخيرة الصادرة عن مجموعة العمل توحي بأن النوايا الحسنة لا تبقى بالضرورة على حالها إلى مالانهاية، بل إنها قد تنفد.

ويواجه اللورد فروست قبل الاجتماع المزمع عقده يوم الأربعاء المقبل عبر الفيديو بينه وبين ماروس سيفكوفيتش المفوض الأوروبي لشؤون بريكست، مطالبات من جانب الاتحاد الأوروبي بالتزام  المملكة المتحدة تنفيذ ما وافقت عليه سلفاً في إطار الاتفاقية، وذلك في الوقت الذي تعلو فيه الأصوات في أيرلندا الشمالية محذرة من أن الوضع غير مقبول ولا يمكن أن يبقى على ما هو عليه.   

وكانت المملكة المتحدة قد قررت من طرف واحد إرجاء تنفيذ بعض البنود الأشد صرامة التي يشتمل عليها البروتوكل، مثل فرض ضوابط على موردي المواد المختلفة لمخازن السوبر ماركت، ويعتبر الاتحاد الأوروبي أن هذا التأجيل  مخالف للقانون.

وقد وجهت بعض الشخصيات من الاتحاد الأوروبي انتقادات للمواقف البريطانية التي شهدت تبدلاً جذرياً في غضون 6 أشهر، إذ ادعت لندن بادئ الأمر أن الاتفاقية ستعود بالخير على أيرلندا الشمالية، ثم أخذت تعتبرها غير سليمة في شكلها الحالي وفي حاجة إلى التعديل عملياً.  

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويقول مسؤولون في بروكسل إن صبر الاتحاد الأوروبي أخذ ينفد وذلك نظراً إلى أن المملكة المتحدة لم تتقيد ببنود الاتفاقية التي وقعتها. وفي المقابل، أعرب اللورد فروست عن رأيه في أن سايمون كوفيني وزير خارجية جمهورية أيرلندا قد انصرف إلى التركيز على توجيه "رسائل عبر وسائل الإعلام" إلى الجمهور البريطاني بدلاً من تكريس وقته لمحاولة العثور على حل.

يُشار إلى أن الجانبين قد عكفا على إجراء مباحثات فنية من دون توقف في الأشهر الأخيرة في سياق المساعي للتوصل إلى حل، غير أنهما لم يعثرا على تسوية حتى الآن.

في هذه الأثناء، قال كليمنت بيون، وهو الوزير الفرنسي لشؤون الاتحاد الأوروبي، إن الوزير البريطاني قد "شكّك" في سلامة البروتوكول الذي كان الطرفان قد وقعاه سابقاً.

هكذا يكون الوزير الفرنسي قد كرر وجهة النظر المألوفة في أوساط الأوروبيين عموماً ومفادها أن بروتوكول أيرلندا الشمالية لم يكن عبارة عن مشكلة وإنما هو في الحقيقة "حل لمشكلة لم نكن نحن مسؤولين عن خلقها".

من ناحيته، قال اللورد فروست يوم الإثنين الماضي: "لقد قدمنا سلفاً اقتراحاً إلى الاتحاد الأوروبي، وهو اقتراح لا يعتمد فقط على عملية المواءمة، أي فقدان السيطرة على قوانينا. وسيسرنا على الدوام التحدث إلى الاتحاد الأوروبي حين يكونون جاهزين."      

وقال ناطق باسم مجموعة العمل التجارية الخاصة ببريكست في أيرلندا الشمالية: "نشعر أن التزايد الذي شهدناه في التواصل والتداول خلال الأسابيع والاشهر القليلة الماضية هو أمر مشجع، غير أننا في حاجة للعثور على مبرر لإيماننا بهذه العملية وذلك من خلال طرح الحلول."

"لاينبغي فقط أن نتأكد من أن مواقفنا مفهومة، بل أيضاً أن كلاً من المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي على استعداد للعمل معا  بهدف معالجة التأثير الناجم عن البروتوكول."

"نريد أن نضمن للترتيبات التجارية، التي تتم بموجب البروتوكول، أن تنجح في خدمة مصلحة الأعمال التجارية في أنحاء أيرلندا الشمالية،  الآن وفي المستقبل."

"نحن بحاجة إلى بعض المكاسب السريعة التي يمكنها أن تخفف الاحتقان في الوضع الراهن في أيرلندا الشمالية من أجل بناء الثقة وجعل المجتمعات المختلفة تدرك أن أصواتها مسموعة، غير أنه يلزمنا أيضاً ايجاد حلول طويلة المدى يجري تصميمها وطرحها جنباً إلى جنب بحيث يكون من الممكن للتجارة أن تواصل تدفقها المعتاد."

"سيوفر البروتوكول العديد من الفرص، نظراً إلى أنه يتيح الوصول إلى أسواق كل من المملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، وتستفيد بعض الشركات سلفاً من هذه الفرص. لكن اقتصادنا ككل يقتضي منا وضع حد للمشاحنات التجارية، وتحقيق أولوياتنا الرئيسة لجهة الاستقرار  واليقين والبساطة  والقدرة على تحمل التكاليف، إذا كنا لنحافظ  على تنافسية الأعمال التجارية لدينا  وعلى النفقات التي ستتحملها العائلات في أنحاء أيرلندا الشمالية منخفضة."    

© The Independent

المزيد من دوليات