Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف تحول الهامشيون إلى وعاظ ونخب في "كلوب هاوس"؟

الغرف الجادة هي الاستثناء في تقدير متابعين لتجربة التطبيق ذائع الصيت في الخليج

"كلوب هاوس" أصبح منبراً مثيراً للجدل في الخليج. (رويترز)

من منا لم يتلق دعوة لدخول تطبيق "كلوب هاوس" ويجرب متعة المشاركة وإبداء رأيه في غرف التطبيق التي تعتمد على صوتك وفصاحة لسانك وما في عقلك من أفكار بكل شفافية، من دون استخدام فلاتر لصوتك أو لانسيابية أفكارك، وكأنك ضيف في برنامج تلفزيوني أو إذاعي على الهواء مباشرة، ما أغرى عدداً من المهمشين ليتخذوا المنصة منبراً للوعظ والجدل السقيم أحياناً.

يتناول التطبيق الذي حقق نمواً هائلاً منذ بداية العام الحالي 2021 بعد أن فاق عدد مستخدميه مليوني مستخدم، كل جديد في الوطن العربي، ما دفع إلى حظره في بعض تلك الدول، مثل سلطنة عمان التي قالت هيئة تنظيم الاتصالات فيها، إن حظر التطبيق كان لعدم حصوله على ترخيص من الهيئة، وهناك دول لم تعلن الحظر رسمياً لكنك لا تستطيع الدخول على التطبيق إلا باستخدام VPN، إلا أن ذلك لم يمنع الزيادة المطردة في أعداد المستخدمين، بفضل توفره على نظام "الأندرويد"، بعد أن كان محصوراً على نظام IOS الخاص بـ "آبل"، ما فتح الباب على مصراعيه للمهتمين، خصوصاً من سكان قارة أفريقيا، التي أعلن مطورو "كلوب هاوس" أن معظم مستخدمي التطبيق منها كانوا من جمهورية مصر العربية.

وفي السعودية نجح التطبيق في استقطاب رواد مواقع التواصل الاجتماعي ومسؤولين حكوميين، ما أعطاه جانباً من الرواج في المجتمع الذي يمثل فيه الشباب أغلبية، لكن هذا الشغف والوهج سرعان ما خفت نجمه في وقت قصير من عمر التطبيق.

لم تلبث موجة "كلوب هاوس" طويلاً، حتى بدأت حملات من بعض المشاهير تحذر منه وتطالب بحجبه في السعودية، بعدما خرج وسم في "تويتر" بعنوان #كلوب هاوس يسيء للمجتمع. ويغلب على المحتوى السعودي الحديث عن ريادة الأعمال والاستثمار والتوعية الصحية والتقنية، وهناك غرف ناقشت مواضيع أثارت السعوديين ضد التطبيق كمواضيع الإلحاد والشذوذ الجنسي وبيع الخمور.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفسر ماجد الجمعة، وهو ناشط سعودي بين المؤثرين في التطبيق الحملات ضد الأخير، بأنها تأتي في سياق التنافس مع بعض مشاهير المنصات الأخرى، لأنه يظهرك لمتابعيك كما أنت "ولأنهم لم يستطيعوا كسب متابعين في كلوب هاوس، حيث يعتمد التطبيق بشكل كامل على الأسلوب وطلاقة اللسان التي يفتقدها بعضهم لضعف المخزون المعرفي، وربما بعضهم يعتمد على كاتب محتوى أو شركات، ما جعلهم يهاجمون التطبيق"، على حد قوله.

 وأشار إلى أن فلسفة صناعة المحتوى في "كلوب هاوس" تحتاج إلى مهارة، وبعض المشاهير فضل الابتعاد عنه، "فهو بحسب قولهم يحرق محتوى شهر كامل على "يوتيوب" مثلاً في جلسة واحدة". 

"نقص واضح وفاضح"

المتابع لغرف التطبيق يلاحظ غلبة النقاش السياسي في الغرف الكويتية، فقد كتب ذعار الرشيدي في صحيفة "الأنباء" مقالاً له تحدث عن كثرة الغرف السياسية الكويتية وقال، "المشكلة لدينا في الكويت أن تناول الشأن السياسي أصبح فن من لا فن له، وشغل من لا شغل له، وأصبح باباً للاسترزاق عبر طرح مواضيع سياسية في غرف كلوب هاوس، التي تتحدث وتتناول الشأن المحلي بشيء من الجهل المفرط، ومشاجرة صوتية بين الأطراف، وأنت صح وأنا غلط".

ويضيف الرشيدي "خلال الفترة الماضية حضرت أكثر من غرفة في برنامج "كلوب هاوس"، بخاصة تلك التي تناولت الشأن السياسي المحلي، فوجدت أن معظم المتحدثين أو أصحاب تلك الدواوين (الكلوب هاوسية) يفتقرون للحد الأدنى من فن إدارة الحوار، ناهيك عن نقص واضح وفاضح في المعلومات، سواء حول مجلس الأمة أو الحكومة، ويستمرون في إلقاء الفتاوى السياسية الخاطئة".

لكنه أقر بأن هناك غرفاً "يديرها محترفون وضيوفها نواب أو نواب يمتلكون حسن إدارة الحوار وتقديم المعلومة بشكل صحيح وهذه الغرف استثناء لما أوردته".

 محاولة استنساخ "كلوب هاوس"

وصلت قيمة التطبيق السوقية 4 مليارات دولار، بحسب وكالة "رويترز" التي قدرت قيمته السوقية بنحو 100 مليون دولار أميركي بعد شهر واحد من إطلاقه.

وحاولت التطبيقات الأخرى بناء غرف مشابهة لـ"كلوب هاوس" أشهرها "تويتر"، إلا أنها لم تجد الإقبال نفسه.

ويذكر صانع المحتوى محمود المشاري أن "نضج كلوب هاوس كتطبيق وترتيب المتحدثين وكأنهم في مسرح، وسهولة استخدام التطبيق مقارنة مع غيره جعل من الصعب منافسته، فمصمموه لعبوا على السيكولوجيا وليس التقنية فقط".

وأشار إلى ميزة أخرى في التطبيق وهي عدم تسجيل ما يدور فيه، وقال "عدم إمكان سماع ما يجري في الغرف مرة أخرى، جعل الإقبال على محتواه كبيراً خوفاً من أن يفوت المهتمين شيئاً".

أفكار بلا زمام

وكغيره من منصات التواصل الاجتماعي الحرة التي لا يخضع المحتوى فيها للرقابة والتقييم، تجد في المنصة محتوى متنوعاً، فهناك الغرف المتخصصة بالتوعية الصحية والشأن السياسي والقضايا الفكرية والاجتماعية، وتقام فيه ورش عمل ودورات تدريبية.

 ويضم كذلك غرفاً للتسلية وقضاء الوقت والتعارف، فأغلب المواضيع موجودة، ولك الخيار في دخول الغرفة التي تناسبك. وتشير بدرية شُقيفي صاحبة نادي المبتدئين في اللغة الإنجليزية وهي تنظم دورات يومية في "كلوب هاوس" إلى إحساس الشخص بالمسؤولية الأخلاقية، وإمكان ربط التطبيق بمنصات أخرى، "عوامل مساعدة في التحقق من هوية مقدم المعلومة فالمتلقي أصبح أذكى مما سبق، فنجده دائم الشك والسؤال، ما يساعد في اختيار الفرد ما يتناسب مع احتياجاته". 

 ويتحدث جارح المرشدي أستاذ الإعلام المساعد بجامعة الملك سعود عن تجربته في استخدام تطبيق "كلوب هاوس" الممتدة لثلاثة أشهر فيقول "وجدت تنوعاً في مضامين الحوارات، فهناك مضامين نخبوية تناقش قضايا محددة في مجالات معينة كالقضايا السياسية والاجتماعية".

 وذكر أمثلة لنقاشات "كلوب هاوس" الثرية، مثل "النقاش حول العلاقات العربية الإيرانية تاريخياً، إذ طرحت أراء من قبل خبراء عسكريين استراتيجيين لهم باع طويل في هذا المجال، ما أسهم في رفع المستوى الثقافي، كذلك الغرف الصحية تناقش الأمور الصحية التي تهم عامة الشعب، مثل هذه المنصة تتأثر بالاتصال الثقافي الممارس فيها، ويعبر عن مستخدمين لهم ثقافات مختلفة ويتواصلون من أجل الحصول على معلومة".

وذكر المرشدي في الوقت نفسه أن هناك غرفاً تنشر الأفكار المنحرفة وتثير مواضيع تقود لجدل عقيم تسبب الشقاق والنزاع، "فهناك غرف كثيرة تناقش محتوى هابطاً، وتستخدم مفردات غير أخلاقية في مواضيع هامشية، ولا يوجد محتوى مفيد يخرج منه المستمع بأي حصيلة، وهذا المحتوى دفع عدداً من المستخدمين لمهاجمة المنصة أو اتهامها بأن محتواها ينشر الأفكار المنحرفة، وأنا مؤيد لمثل هذا الرأي لأن هناك مجموعات من المستخدمين تهاجم تطبيق "كلوب هاوس" لعدم سيطرته على الحوار وإثارة مواضيع يصل النقاش فيها للتطاول على رموز الآخرين بألفاظ غير مهذبة".

وأقر الأكاديمي السعودي بأن التطبيق في "إبراز عدة أسماء من المستخدمين المهمشين كقادة للرأي ومتصدرين للمشهد، وهم في ذلك لا يختلفون عن متصدري المشهد في "تويتر" و "سناب شات" فلا أجد أن أصحاب هذا الرأي أتوا بجديد حينما تجاهلوا وجود نظرية انتشار المبتكرات ونظرية ثراء الوسيلة، حيث تؤكد هاتان النظريتان أن لكل وسيلة مميزات تميزها عن غيرها".

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات