Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مسؤول عسكري أميركي: الصين تستخدم "فخ الديون" بانتهازية في الشرق الأوسط

الجنرال الأميركي كينيث ماكنزي أكد أن رهان الحوثي على كسب الحرب بالمسيرات والانتهاكات في مأرب "لن ينجح"

المسؤول الأميركي أعلن اكتمال نصف انسحاب قواته في أفغانستان (رويترز)

شن قائد القيادة المركزية الأميركية كينيث ماكنزي حملة ضد ما سماه محاولات روسيا والصين الاستحواذ على مناطق نفوذ بلاده في المنطقة العربية بطريقة تتسم بالانتهازية، واتهم بكين على وجه الخصوص باستغلال حلفاء واشنطن عبر إيقاعهم في "فخ الديون".

وقال، "من الواضح أن الصين وروسيا تسعيان إلى نفوذ أكبر وعلاقات أقوى مع دول المنطقة، حيث تحاول كلتا الدولتين استغلال أي تراجع محسوس في انخراط الولايات المتحدة لإقامة علاقات انتهازية وتعزيزها".

ولفت في مؤتمر صحافي عقده يوم الاثنين 7 يونيو (حزيران) 2021، أن بلاده تراقب "انخراط الصين مع كل دولة تقريباً في المنطقة في عام 2020، مستخدمة الديون كفخّ لاستغلال بعض البلدان، ومن خلال مبادرة الحزام والطريق، والدبلوماسية الطبية مع لقاحهم المشكوك في فعاليته، لمحاولة توسيع نفوذها".

واعتبر أن روسيا تلعب هي الأخرى دوراً "في إثارة المشكلات أيضاً وبالقدر نفسه في المنطقة، وانخراطها في المنطقة يقوم غالباً على الانتهازية، وإلى حد كبير على أساس المنفعة. وتسعى إلى إيجاد طرق لوضع نفسها كبديل للغرب من خلال عرض التوسط في النزاعات الإقليمية وبيع الأسلحة وتقديم الخبرة العسكرية والمشاركة في المنظمات الإقليمية والمتعددة الأطراف لتعزيز مصالحها".

لا زلنا "الشريك المفضل"

لكن على الرغم من ذلك، يؤكد الجنرال الأميركي أن الولايات المتحدة في وضع جيد مع العديد من شركائها وحلفائها في المنطقة.

وتابع، "من واقع خبرتي الشخصية، فإن كل دولة في المنطقة تقريباً لا تزال تعتبر الولايات المتحدة الشريك المفضل لها. هذا صحيح حتى بين دول آسيا الوسطى، حيث تتمتع روسيا والصين بميزة القرب من أجل دعم جهودهما لتوسيع نفوذهما".

واعتادت أميركا وروسيا وأخيراً الصين، تبادل الاتهامات، خصوصاً بعدما تردد عن الانكفاء الأميركي في منطقة الشرق الأوسط وأجزاء من آسيا، في مقابل تمدد غريمة واشنطن التقليدية روسيا، والصين الصاعدة اقتصادياً، لكن دائماً ما نفت بكين وموسكو تلك التهم واعتبرتها في سياق الحرب النفسية والتنافس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي هذا السياق، جدد ماكنزي مضي بلاده في خطتها نحو الانسحاب من أفغانستان، "بشكل آمن وحذر للقوات الأمريكية بتوجيه من رئيسنا، وبالتنسيق مع حلفائنا وشركائنا في الناتو. لقد أكملنا حتى الآن نصف العملية التراجعية بأكملها، وسنلتزم بالموعد النهائي المحدّد للانسحاب الكامل من أفغانستان في سبتمبر (أيلول) المقبل".

إلا أن الاحتفاظ بسفارة لأميركا في كابول لا يزال خياراً مستمراً، في ظل تعهد بدعم قوات الأمن الأفغانية والقيام بعمليات مكافحة الإرهاب، مشيراً في إجابة على سؤال حول ما إذا كانوا يصدقون تعهدات طالبان التي يغريها الانسحاب الأميركي للاستحواذ على السلطة، بأن الأميركيين لا يراهنون على صدقية الحركة، إلا أن أمن أي سفارة في بلد ما يقع على عاتق البلد المضيف.

ثمة "أشياء نقوم بها" لردع إيران

وفي الشأن العراقي، ذكر أن الإيرانيين لم يعد بوسعهم نكران نشاطهم الخبيث في المنطقة، ولذلك فإن أولويات قواته هناك "ردع أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار، والتي تظل أكبر تهديد للاستقرار في الشرق الأوسط. أعتقد أن موقفنا في المنطقة كان له تأثير رادع على إيران وجعل من الصعب عليهم أن ينكروا دورهم في الأنشطة الخبيثة التي يقومون بها. ولقد أنجزنا ذلك من خلال وضعنا العسكري القوي الذي يشمل السفن والقوة الجوية وقدرات الدفاع الصاروخي الباليستي".

وألمح إلى "أشياء كثيرة نقوم بها بالتنسيق مع أصدقائنا في المنطقة، من شأنها أن تسهم في تحقيق هذه الغاية أيضاً"، لكن لم يسمها. وصارح الصحافيين بأنه لا يمكنه الخوض في تفاصيل كل المواضيع.

وكانت مواقع إيرانية استراتيجية تعرضت للاستهداف الفترات المتعاقبة الماضية، مما أحدث خسائر فيها وحرائق، لكن أحداً لم يتبن القيام بذلك، حتى وإن كانت أصابع الاتهام توجه أحياناً إلى إسرائيل.

يذكر أن إيران تنفي الاتهامات الموجهة إليها بشأن التدخل في عدد من مناطق الصراع في المنطقة منها سوريا واليمن والعراق رغم الاحتجاجات التي شهدتها هذه المناطق ضد طهران.

وأقر ماكنزي بأن جنوده في العراق يواجهون "ضغوطاً من الجماعات المسلحة التابعة لإيران التي تريد إخراجنا من العراق، وآخر مظاهر ذلك هو استخدام أنظمة جوية صغيرة من دون طيار، أو طائرات من دون طيار. بعضها صغير جداً وبعضها أكبر قليلاً، وكلها يمكن أن تكون مميتة للغاية، وهم يلجأون إلى هذا الأسلوب لأنهم لم يتمكنوا من إجبار حكومة العراق على أن تطلب منا الرحيل، لذا فإن الضغط السياسي لم ينجح معهم. الآن يتجهون إلى النهج على الأرض، وهذا أمر مقلق للغاية بالنسبة إليّ، ولكن كما هو الحال دائماً لدينا مجموعة متنوعة من الإجراءات التي يمكننا بواسطتها الدفاع عن أنفسنا".

أما بخصوص الحرب في اليمن، فاعتبر المسؤول الأميركي أن محاولات ميليشيات الحوثي حسم الموقف عبر استهداف السعوديين بالمسيرات والصواريخ البالستية أو شن حرب في مأرب، بدلاً من استغلال فرصة السلام التي أعلنتها الرياض، لن تنجح.

وقال، "السعودية مستعدة للتفاوض، ويحتاج الحوثيون أيضاً إلى أن يكونوا مستعدين للتفاوض، ولكني أقول لكم إن قصفهم المستمر للسعودية، كما أشرت سابقاً، بمزيج من صواريخ كروز وطائرات من دون طيار وصواريخ كروز للهجوم الأرضي، ليس مفيداً البتة، وإن استمرارهم في الضغط للسيطرة على مدينة مأرب في شمال غربي اليمن ليس مفيداً أيضاً، ولذا أعتقد أننا في مرحلة إذا رأى الحوثيون أن لديهم فرصة ربما للدخول في مفاوضات سياسية هنا، فربما أمكنهم اغتنام هذه الفرصة، وإنني لآمل ألا يؤدي اعتزازهم ورغبتهم في البحث عن حّل عسكري بحت لهذا الصراع إلى تضييع الفرصة التي أمامنا الآن".

المزيد من الشرق الأوسط