Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فيلم "حدود ثلاثية"... ما وراء حمل السلاح في خدمة سرقة

يدور هذا الفيلم الذي تعرضه نتفليكس بيسر وبساطة، كما هو متوقع لأي فيلم يزخر بهذا العدد الكبير من كبار الممثلين

يشارك في بطولة فيلم "حدود ثلاثية" كلّ من أوسكار آيزاك وبن أفليك وتشارلي هونام وبيدرو باسكال وغاريت هدلوند (الصفحة الرسمية لفيلم "حدود ثلاثية" على تويتر)

إذا أخذ المشاهد بعض المسافة، سنرى أنّ عرض فيلم "Triple Frontier" "حدود ثلاثية" على نتفليكس يدور بكلّ يسر وبساطة، كما هو متوقع لأي فيلم يزخر بهذا العدد الكبير من كبار الممثلين الوازنين. عدا ذلك فإنّ "حدود ثلاثية" يُذكّر بــ"Ocean’s 11"، وهذا مدار أحداثه على استدعاء مجموعة صغيرة من قدامى العسكريين في الجيش من أجل القيام بعملية سرقة شبه مستحيلة. والفارق بين الفيلمين أنّ الهدف في "حدود ثلاثية" هو زعيم مخدرات صاحب نفوذ واسع وثروة طائلة مخبأة في منزله الكائن في أعماق أدغال جنوب إفريقيا. أين بالضبط؟ لا يُفصح الفيلم أبداً عن المكان، وكأن المخرج لا يريد تشتيت انتباهنا عن القصة وليس إلى ظاهرة الفساد المتفشية التي أتاحت لزعيم المخدرات الازدهار في المقام الأول.

وهذه دائرة ضيّقة النطاق، ولكن "حدود ثلاثية" هو مثل مركبة وقودها هرمون الذكورة، التستوسترون، لا تتوقّف عند الفروق الاجتماعية. والممثلون فيها – أوسكار آيزاك أو إسحاق وبن أفليك وتشارلي هونام وبيدرو باسكال وغاريت هدلوند – يُظهرون مقداراً كبيراً من الثقة أمام الكاميرا. نحن على بعد أميال من فيغاس، في عالمٍ يستبدل فيه الذكاء والتألّق بالشجاعة والواقعية.

والمخرج جي. سي. شاندور الذي أثبت نفسه في فيلم "A Most Violent Year" ("العام الأكثر عنفاً" عام 2014، يظهر نقاط قوّته هنا. وقد لا يكون عمله جذاباً، لكنّه على قدر كبير من الدقة. فعند إطلاق النار في "حدود ثلاثية" ويباشر الجنود تدريباتهم العسكرية، يعمد شاندور إلى إظهار تركيزهم عبر سلسلة من اللقطات الطويلة والسلسة التي ترصد ميدان المعركة من كثب.

ومع ذلك، تبدو الخفة أحياناً غريبة وغير متناغمة مع النزعة الرجولية المتبجحة والعدائية التي تُهمين عناصرها الناتئة على الفيلم، ففيه تكثر المواقف الخشنة التي تعود ربما إلى عمل كاتب السيناريو، مارك باول، وهو أيضاً المنتج التنفيذي إلى جانب كاترين بيغيلو التي سبق وتعاون معها لإنتاج كلّ من( "The Hurt Locker" و"Zero Dark Thirty" و"Detroit"). وبالنسبة إلى اللحظات الحاسمة والمهمة في الفيلم، فأُرفقت بموسيقى روك كلاسيكية معروفة، مثل "لمن تقرع الأجراس" لفرقة ميتاليكا وأغنية "Run Through the Jungle" لـفرقة "كريدنس كلير واتر ريفايفل".

ولكنّ اللحظة التي تنطلق فيها أغنية بوب ديلن "أسياد الحرب" "Masters of War" تبقى اللحظة التي تبدأ فيها بعض هذه الأوهام بالتلاشي. فكلمات الأغنية – "أنا أرى جيداً وراء أقنعتك/ أنت الذي لم ترتكب شيئاً غير تشييد ما تهدمه" – تخلق جوّاً من الحزن الرقيق في "حدود ثلاثية". وعلى أثرها، نبدأ بالتعرّف على الأسباب التي حملت هذه المجموعة من الرجال على قبول المهمة. وفي المشهد الافتتاحي للفيلم، يتذكّر وليام، ويؤدي دوره هونام، في اللقطة الافتتاحية، لحظة وجد نفسه وهو يضيّق "الخناق حول عنق أحدهم" أثناء تنقّله بين رفوف بيع الحبوب في متجرٍ محليّ للبقالة. ويختتم التذكر بالقول "هذا هو الثمن الذي يدفعه المحارب". وتظلّ التضحيات التي قام بها الرجال في سبيل المهمة الموكلة إليهم مغمورةً ولا تتوضح إلا بعد أن يبدأ تمسكهم بإنهائها بالتراخي، متحوّلاً إلى نوع من خيبة أمل من غير بصيرة.

فهؤلاء الرجال عانوا الأمرين في خدمة السلك العسكري ليخرجوا منه وهم يعانون اضطرابات ما بعد الصدمة ولا يملكون وفرة مالية مطمئنة. فرغبة توم، ويلعب دوره أفليك، الوحيدة هي إرسال أولاده إلى الجامعة. ويشعر كلّ واحد من هؤلاء الرجال بالحيرة والضبابية والفيلم يدعونا إلى النظر إلى ما وراء أسباب الجشع الاعتيادية – هذا المال هو بالنسبة إليهم فرصة ثانية للحياة. وفي إطار مشاهد الحركة والإثارة تُسترجع كلّ هذه المشاعر التي تتأتى بشكلٍ مباشر من خطرٍ محدقٍ باحتمال خسارة الرجال حياتهم بسبب تعنّتهم. وفي هذا السياق، يمكننا أن نتمادى في تساؤلاتنا حول مَن سيكون الحلقة الأضعف بينهم أو كيف قد يتداعى كلّ شيء.

الإجابات، مع الأسف، غير مفاجئة. ومع ذلك، يُعتبر "حدود ثلاثية" خطوة يعتدّ بها نحو تجاوز الآفاق المعتادة في هذا النوع من الأفلام. خلاصة القول ثمة غاية من حمل السلاح في خدمة السرقة.

"Triple Frontier" يُعرض على نتفليكس.

المخرج: جي. سي. شاندور. البطولة لـ: أوسكار آيزاك أو إسحاق، وبن أفليك، وتشارلي هونام، وبيدرو باسكال، وغاريت هدلوند. المدة: 125 دقيقة.

© The Independent

المزيد من فنون