مباحثات سعودية - كويتية تثمر اتفاقات تعليمية ورياضية واقتصادية

بعد مضي خمسة أيام من زيارة ولي عهد الكويت، يزور اليوم وفد دبلوماسي رفيع الرياض، يتقدمه وزير الخارجية، في خطوات لم يكشف عن الكثير حولها، إلا أن البلدين أكدا عملهما على "تعزيز رفاهية الشعبين، وتأكيد عمق العلاقة بينهما"، كما تأتي ضمن زيارات متبادلة لمجلس التنسيق الكويتي – السعودي، الذي تستضيفه الرياض، والذي انتهى اليوم بتوقيع 6 اتفاقات في مجالات مختلفة.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان استقبل في مقر الوزارة نظيره الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، والوفد المرافق له، وعقد الطرفان جلسة مباحثات رسمية، أكدا فيها "أهمية تعزيز مسيرة العمل المشترك بين البلدين وتنفيذاً لتوجيهات الملك سلمان والأمير نواف الأحمد الصباح".

من جهتها، استعرضت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) خلفية اللقاء الذي انتهى عصر اليوم في العاصمة السعودية، ولفتت إلى أن الزيارة تأتي للمشاركة في أعمال الاجتماع الأول لمجلس التنسيق الكويتي – السعودي، الذي أنشئ في يوليو (تموز) 2018 بهدف "وضع رؤية مشتركة تعمل على تعميق واستدامة العلاقات بين البلدين".

وحول المجلس التنسيقي وتاريخ علاقات الدولتين المتجاورتين تناولت وكالة الأنباء السعودية في تقرير لها، أن "الأسس التي وضعها الآباء المؤسسون للبلدين، كان لها أكبر الأثر في تشكيل المنهج السياسي السعودي - الكويتي، حيث تميزت العلاقات الثنائية بعمقها التاريخي الكبير الذي يعود إلى عام 1891م حينما حل الإمام عبدالرحمن الفيصل آل سعود، ونجله عبدالعزيز آل سعود ضيفين على الكويت، قبيل استعادة الملك عبدالعزيز الرياض عام 1902م".

وأضافت أن "العلاقات تجاوزت في مفاهيمها أبعاد العلاقات الدولية بين جارتين جمعتهما جغرافية المكان إلى مفهوم الأخوة، وأواصر القربى، والمصير المشترك تجاه أي قضايا تعتري البلدين الشقيقين والمنطقة الخليجية على وجه العموم".

6 اتفاقات في مجالات مختلفة

ويهدف المجلس المشترك بين البلدين، الذي توج أعماله اليوم، بتوقيع 6 اتفاقات إلى "بناء منظومة اقتصادية متكاملة وإيجاد حلول مبتكرة للاستغلال الأمثل للموارد التي تحظى به السعودية والكويت"، بحسب "كونا".

كما شهدت أعمال مجلس التنسيق استعراض مجالات اقتصادية واستثمارية وتنموية.

وأكد الوزير الكويتي خلال حديثه في الاجتماع المشترك، أن "الاجتماع يأتي بعد خمسة أيام من الزيارة الناجحة التي قام بها ولي العهد الكويتي إلى السعودية، والتي أتت لأول مرة منذ تعيينه، وبدعوة من أخيه ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان".

كما أكد الصباح أن اللقاء يأتي في إطار "رغبة مشتركة بين البلدين لدفع العلاقات لمجالات أرحب مبنية على المصالح المشتركة وتعزيز التكامل على مختلف الصعد".

وشدد الوزير الكويتي على ضرورة مضاعفة مستويات التعاون القائم، الذي أثمر 26 اتفاقية ومذكرة تفاهم منذ إنشائه حتى اليوم، شملت مجالات "الشباب، وتشجيع الاستثمار المباشر، والتربية والتعليم، والتعليم العالي والبحث العلمي، والرياضة، والمقاييس المختلفة".

وتحتل السعودية بحسب وزير الخارجية الكويتي، "المرتبة الأولى كشريك تجاري للصادرات الكويتية خلال الربع الأخير من عام 2020 بقيمة تفوق 670 مليون دولار أميركي، كما بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين العام الماضي لما يقارب ملياري دولار أميركي".

ويطمح الجانبان السعودي والكويتي إلى رفع مستوى التبادل التجاري بينهما إلى مستوى أعلى.