هُدمت كنيسة صربية أرثوذكسية شُيدت بشكل غير قانوني على أرض قريبة من سريبرينيتسا البوسنية، انتُزعت من عائلة مسلمة في أعقاب الحرب الأهلية (1992-1995)، وفق مراسلي وكالة الصحافة الفرنسية.
وبدأت أعمال الهدم صباح السبت، 5 يونيو (حزيران)، بعد أكثر من عام ونصف عام من صدور أمر المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بتدمير الكنيسة المقامة على قطعة أرض مملوكة لمسلمين أجبروا على الفرار خلال الحرب.
وانتشرت الشرطة في مكان الحادثة، لاستباق أي تحرك لوقف هدم الكنيسة.
تحقيق العدالة
وقالت مالكة الأرض، فاتا أورلوفيتش البالغة من العمر 78 سنة، لوكالة الصحافة الفرنسية من منزلها على بعد خطوات من كومة الأنقاض، "أخيراً تحققت العدالة. هذا أجمل أيام حياتي".
وكانت السلطات المحلية قررت العام الماضي أن تنقل أنقاض الكنيسة إلى بلدة براتوناك، حيث ستستخدم لبناء كنيسة جديدة.
وأضافت أورلوفيتش، "أود أن أشكر كل من ساعدوا في الأشغال. فليعيدوا بناءها حيث يعيشون، ليس لدي أي شيء ضد ذلك". وتابعت، "لم ألمس الكنيسة أبداً. لقد بنوها، والحمد لله، أخذوها بعيداً".
انتزاع الأرض وتشييد الكنيسة
وشُيدت الكنيسة التي لطالما أثارت خلافات بين الصرب والمسلمين في قرية كونيفيتش بوليي عام 1998، على قطعة أرض انتُزعت من أورلوفيتش أثناء لجوئها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتقع القرية على مقربة من سريبرينيتسا، حيث ارتكبت القوات الصربية مجزرة بحق أكثر من ثمانية آلاف رجل وفتى مسلم عام 1995، كان بينهم زوج أورلوفيتش، بحسب المحكمة الأوروبية.
وعندما عادت أورلوفيتش وأفراد عائلتها، استعادوا أراضيهم بموجب اتفاقيات دايتون للسلام، باستثناء قطعة الأرض التي بنيت عليها الكنيسة.
وفشلت مساعي عائلتها القضائية للمطالبة بنقل الكنيسة، على الرغم من صدور أحكام لصالح أورلوفيتش في عامي 1999 و2000.
مصدر توتر
وتحول الموقع إلى مصدر توتر، حتى أنه أدى إلى اندلاع صدامات بين سكان المنطقة، الصرب والمسلمين.
وقالت ابنة أورلوفيتش، حورية كاريتش البالغة 45 سنة، "أخيراً يمكننا القول إن هناك قوانين في هذا البلد، وإن هناك احتراماً لشيء ما، ويمكننا أن نعيش بشكل طبيعي".
ويأتي هدم الكنيسة قبل ثلاثة أيام من موعد صدور حكم مرتقب، الثلاثاء، في محكمة لجرائم الحرب تابعة للأمم المتحدة بحق راتكو ملاديتش، الذي قدم استئنافاً ضد حكم بسجنه مدى الحياة صدر عام 2017، بعد إدانته بالإبادة على خلفية مجزرة سريبرينيتسا.