Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الصليب الأحمر يطرح التوسط في صفقة تبادل أسرى بين "حماس" وإسرائيل

دخل الطرفان مرحلة التفاوض غير المباشر برعاية مصرية في القاهرة

دخلت مصر وسويسرا وألمانيا على خط الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس (اندبندنت عربية)

فور دخول قرار وقف إطلاق النار المتبادل بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل حيز التنفيذ في 21 مايو (أيار) الماضي، برز بقوة ملف صفقة تبادل الأسرى بين تل أبيب و"حماس"، وبدأ اقتراب موعد تنفيذه يصعد تدريجاً، بخاصة بعد موافقة الحركة على عقد لقاءات غير مباشرة مع قادة أمنيين وسياسيين إسرائيليين في العاصمة المصرية القاهرة.
ويرى مراقبون أن ملف إتمام صفقة تبادل الأسرى كان جزءاً من الشروط التي طلبتها إسرائيل، ووافقت عليها "حماس"، على اعتبار أنها أبدت استعدادها سابقاً لتقديم تنازلات بطابع إنساني، بخاصة في ظل انتشار فيروس كورونا بين المعتقلين الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية.
وأخذ ملف صفقة التبادل أكبر حيز من النقاش خلال الاجتماع الذي جرى أخيراً بين قادة "حماس" ومبعوث الرئيس المصري إلى غزّة، عباس كامل، الذي زار إسرائيل قبل القطاع، والتقى رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، الذي ربط إعمار غزة وتحسين شروط الحياة فيها، بمدى التقدم في ملف صفقة التبادل على أن يجري ذلك بأسرع وقت ممكن.

الأطراف الفعالة

في الوقت الذي تجري فيه المخابرات المصرية سلسلة اتصالات بين "حماس" وإسرائيل بشأن إتمام صفقة التبادل، تدخلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على خط الوساطة في ذات الملف للإشراف على التنفيذ.
وقال مدير عام اللجنة الدولية للصليب الأحمر روبير مارديني، إنه أبلغ حركة "حماس" وإسرائيل، بالاستعداد للعب دور وسيط محايد بينهما خلال التفاوض والتنفيذ، لإتمام تبادل المعتقلين أو الرفات البشرية، مضيفاً أن "للعائلات الحق في معرفة مصير أحبائهم والمضي قدماً في الحياة".
 


ويأتي تدخل الصليب الأحمر في ظل تزايد فرص إتمام صفقة التبادل، واقتراب الأطراف من الاتفاق. وأكد مارديني أن "سكان غزة يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية العاجلة، ولا يأتي ذلك إلا بالحلول السياسية لتحول دون تكرار العنف، لذلك من الضروري إيجاد قيادة سياسية جادة لدى الطرفين، تعمل على توفير حل مستدام، وأكثر استدامة مما شوهد في العقد الماضي، وذلك لتجنب وقوع الناس على خط النار مجدداً والعيش في مستقبل أفضل".
وربطت إسرائيل ملف غزة بإتمام صفقة التبادل، لكن "حماس" رفضت ذلك وقالت، إن "الموضوعين منفصلين، لكن لا ضرر أن يسيرا بالتوازي".
وفي تأكيده على أن صفقة التبادل ستكون أول الطريق للحلول، أوضح مارديني أنه "لن يتم حل النزاع في غزّة إلا من خلال الامتثال للالتزامات السياسية، التي ستكون بداية جديدة نحو سلام متزايد"، لافتاً إلى أن "احترام القانون الدولي والإنساني وسرد اتفاقيات جنيف، ليس الدواء الشافي لإنهاء الاحتلال، لكنه يساعد في الحفاظ على مسار التفاوض نحو حل مستدام".
وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن مصر ستعمل برفقة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ووسطاء آخرين من بينهم سويسرا وألمانيا، على الإشراف على مفاوضات شروط الأطراف ثم تنفيذ عملية التبادل، التي يُتوقع أن تكون برعاية القاهرة ومسؤولين في الصليب الأحمر.

الصفقة وفق قواعد القانون

وقال الباحث السياسي طلال عوكل، إن "تدخل اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوحي بأن الأطراف باتت قريبة جداً من التوصل إلى اتفاق نهائي يحمل في طياته قرب تنفيذ صفقة التبادل، التي تجري عادةً بإشراف الصليب الأحمر". وأضاف أن "اللجنة الدولية للصليب الأحمر هي الجهة الأكثر حياداً بين إسرائيل وحماس، ومن شأن تدخلها كوسيط بين الطرفين، الدفع نحو التوصل إلى اتفاق بصبغة قانونية وفق شروط مُرضية لكليهما، إذ إنها ستعمل بناءً لقواعد قانونية ثابتة بحسب القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف". وأشار عوكل إلى أن "الصليب الأحمر لعب دوراً مهماً في صفقة التبادل السابقة التي جرت عام 2011، وهذه التجربة تسهل عليه القيام بدور سريع في المرحلة المقبلة إذا كان الطرفان جادين وممتثلين للبنود القانونية والضغوط التي تمارسها مصر عليهما".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


مصر أرسلت مقترحات

وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن إسرائيل و"حماس"، تنظران في عرض قدمه الوسطاء المصريون لصفقة تبادل تشمل الإفراج عن سجناء فلسطينيين أمنيين، مقابل إعادة جثمانَي الجنديَين أورون شاؤول وهدار غولدن، وإطلاق سراح المواطنَين الإسرائيليَين أبراهام منغستو وهشام السيد، على أن تجري مناقشة الاقتراح في لقاءات ومفاوضات غير مباشرة في القاهرة.
وتشير المعلومات إلى أن القاهرة ستستضيف وفدين من "حماس" وتل أبيب، لبدء أول مرحلة من المفاوضات غير المباشرة برعاية جهاز المخابرات المصرية، للتوصل إلى اتفاق نهائي بشأن المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزّة.
وقال نائب مدير تحرير صحيفة "الأهرام" المصرية، أشرف أبو الهول، إن "المخابرات المصرية بلورت مقترحاً مبدئياً للصفقة، بينما يحتاج الوصول إلى الشكل النهائي أسابيع تقريباً، وهي ستتم على مراحل، الأولى هي أن تكشف حماس مصير الجنديَين إذا كانا على قيد الحياة أو مصابين أو قتلا، وعلى إثر تلك المعلومات يجري الاتفاق على تفاصيل المرحلة الثانية".
وفي ذات الإطار تقول مصادر فلسطينية، إن الأيام المقبلة ستشهد حسم ملف صفقة الأسرى، إذ أرسلت إسرائيل لائحةً إلى "حماس" بأسماء السجناء المقترح إطلاق سراحهم. وستعمل مصر للضغط على الحركة لقبولها، ومن المتوقع أن يُحسم الملف خلال أسابيع بإشراف مباشر من الصليب الأحمر الدولي.

تل أبيب و"حماس" على استعداد

في الواقع، يأتي هذا التحرك السريع للوسطاء، في ظل إصرار القيادة السياسية والأمنية في تل أبيب على إنهاء ملف صفقة التبادل. كما طلب نتنياهو من وزير المخابرات المصرية عباس كامل الإسراع في استعادة رفات الجنود المحتجزين لدى "حماس" والمدنيين المعتقلين في غزّة.
وقال المراسل العسكري الإسرائيلي طال ليف رام، إن القيادة الأمنية والسياسية في تل أبيب مصممة على إغلاق ملف المحتجزين في غزّة، كشرط مسبق للتهدئة، وكل الأطراف تعمل في هذا الاتجاه الذي يُفترض أن يتم التوصل إليه خلال أسابيع.
ومن وجهة نظر "حماس"، اعتبر نائب رئيسها في غزة خليل الحية، أن "هناك فرصة جيدة للتوصل إلى إتمام صفقة التبادل، ونحن قادرون على انتزاع حقوقنا من إسرائيل، ومستعدون للتفاوض غير المباشر في القاهرة مع إسرائيل بشأنها، على أن تسير في خط مواز ومنفصل عن ملف إعادة الإعمار".

المزيد من الشرق الأوسط