Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

واشنطن وكوبنهاغن مطالبتان بتقديم توضيحات بشأن التجسس على مسؤولين أوروبيين

فصل جديد من ملف التنصت بين الحلفاء بعد ثماني سنوات على الزلزال الذي أحدثته قضية سنودن

تقرير كشف عن أن وكالة الأمن القومي الأميركية تجسست على السياسيين في ألمانيا والسويد والنرويج وفرنسا (أ ب)

طلبت فرنسا وألمانيا ودول أوروبية أخرى، الاثنين، من الولايات المتحدة والدنمارك تقديم توضيحات حول التجسس المفترض على بعض المسؤولين بينهم المستشارة الألمانية، في فصل جديد من ملف التنصت بين الحلفاء بعد ثماني سنوات على الزلزال الذي أحدثته قضية سنودن.

وفي تقرير استقصائي، الأحد، كشفت هيئة الإذاعة الدنماركية العامة بالتعاون مع عديد من وسائل الإعلام الأوروبية الأخرى أن وكالة الأمن القومي الأميركية تنصتت على كابلات الإنترنت الدنماركية تحت الماء من 2012 إلى 2014 للتجسس على كبار السياسيين في ألمانيا والسويد والنرويج وفرنسا.

وأفاد التقرير بأن وكالة الأمن القومي نجحت في الوصول إلى الرسائل النصية والمكالمات الهاتفية وحركة المرور على الإنترنت متضمنة خدمات البحث والمحادثات والرسائل، بما في ذلك تلك العائدة إلى المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ووزير الخارجية آنذاك فرانك فالتر شتاينماير وزعيم المعارضة آنذاك بير شتاينبروك.

رابط الثقة

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إثر اجتماع وزاري فرنسي ألماني، "إذا كانت المعلومة صحيحة (...) فهذا غير مقبول بين حلفاء، وغير مقبول أيضاً بين حلفاء وشركاء أوروبيين".

وأضاف، "إنني متمسك برابط الثقة الذي يوحد الأوروبيين والأميركيين"، و"لا مكان بيننا للشكوك. لهذا السبب فإن ما ننتظره هو الوضوح الكامل. لقد طلبنا أن يقدم شركاؤنا الدنماركيون والأميركيون كل المعلومات حول هذه التسريبات، وهذه الوقائع الماضية، ونحن ننتظر هذه الأجوبة".

من جهتها، قالت المستشارة الألمانية، "لا يمكنني إلا أن أؤيد تصريحات إيمانويل ماكرون. لقد شعرت بالاطمئنان لكون الحكومة الدنماركية، وبين أعضائها وزيرة الدفاع، قد أعلنت أيضاً بوضوح شديد ما موقفها من هذه الأمور (...)، إنه أساس جيد ليس لتوضيح الوقائع فحسب، بل أيضاً لإرساء علاقات من الثقة".

وكان وزير شؤون أوروبا الفرنسي كليمان بون قد قال لإذاعة "فرانس إنفو"، "هذا أمر خطير للغاية". وأضاف، "نحتاج إلى معرفة ما إذا كان شركاؤنا في الاتحاد الأوروبي الدنماركيون، ارتكبوا هفوات أو أخطاء في تعاونهم مع الأجهزة الأميركية".

وطالبت السويد والنرويج، جارتا الدنمارك، أيضاً بتفسيرات من كوبنهاغن، على الرغم من أن اللهجة كانت أكثر حذراً. وقالت رئيسة وزراء النرويج إيرنا سولبرغ، "من غير المقبول أن تشعر دول بحاجة إلى التجسس فيما تقيم علاقات وثيقة بين حلفاء".

وأضافت كما نقلت عنها قناة "أن آر كاي" التلفزيونية، "لهذا السبب نأمل بأن نعلم المزيد من جانب الدنمارك. لقد شكلوا لجنة تحقيق. لقد طلبنا المعلومات التي في حوزتهم".

هل كانت كوبنهاغن تعلم؟

وذكر التقرير أن وكالة الأمن القومي استغلت التعاون مع وحدة الاستخبارات العسكرية الدنماركية للتنصت على الكابلات، لكن لم يكن واضحاً ما إذا كانت كوبنهاغن تعلم في ذلك الوقت أن الولايات المتحدة كانت تتجسس على جيران الدنمارك.

ورفضت الاستخبارات الدنماركية التعليق على ما تم الكشف عنه خلال اتصال لوكالة الصحافة الفرنسية.

ولم تؤكد وزيرة الدفاع، ترين برامسن، التي تسلمت حقيبة الدفاع في يونيو (حزيران) 2019، التقرير، وقالت لوكالة الصحافة الفرنسية، إن "التنصت المنهجي على الحلفاء المقربين أمر غير مقبول".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مع ذلك، فإن تنصت الولايات المتحدة على القادة الأوروبيين ليس بالأمر الجديد. ففي عام 2013، كشف المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي إدوارد سنودن عن آلاف الوثائق السرية التي فضحت أعمال التجسس الأميركية الواسعة بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001.

وأظهرت الوثائق حينها أن الحكومة الأميركية كانت تتجسس على مواطنيها، وتقوم بالتنصت على الكثيرين على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك هاتف ميركل المحمول.

فضيحة سنودن

وإذا تم تأكيد مسألة التجسس الدنماركي - الأميركي، سيعني ذلك أن الأمر استمر أثناء وبعد قضية سنودن عام 2013.

وفي عام 2014، في أعقاب فضيحة سنودن، بدأت مجموعة عمل داخلية سرية في الاستخبارات الدنماركية النظر في ما إذا كانت وكالة الأمن القومي استغلت تعاوناً تجسسياً دنماركياً أميركياً يُدعى "أكس كي سكور" للتجسس على حلفاء الدنمارك.

وتم تقديم تقرير المجموعة الذي يحمل الاسم الرمزي "عملية دونهامر" إلى إدارة الاستخبارات الدنماركية العليا في مايو (أيار) 2015. ولا يعرف ما الذي حدث بعد ذلك.

وتم إبلاغ برامسن بملف التجسس في أغسطس (آب) الماضي، بحسب تقرير هيئة الإذاعة الدنماركية. وبعيد ذلك، أقيل مدير الاستخبارات لارس فيندسن وسلفه الذي كان في المنصب حتى عام 2015 توماس أرينكيل مع ثلاثة موظفين آخرين من مناصبهم من دون الإعلان عن تفسير كامل لسبب الإقالة.

وفي ذلك الوقت، ذكرت الحكومة أن تدقيقاً أثار شكوكاً في أن الاستخبارات أجرت مراقبة غير قانونية بين عامي 2014 و2020.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تم الكشف عن أن الولايات المتحدة استخدمت الكابلات الدنماركية للتجسس على الصناعات الدفاعية الدنماركية والأوروبية من عام 2012 إلى 2015.

قطع جديدة من اللغز

ودعا سنودن، الذي يعيش الآن في روسيا، في تغريدة على "تويتر" إلى "كشف علني كامل" من قبل الدنمارك والولايات المتحدة.

وصرح خبير الاستخبارات والأستاذ في "جامعة جنوب الدنمارك"، توماس فيغنر فريس، لوكالة الصحافة الفرنسية بأن ما تم الكشف عنه هو "قطع جديدة من اللغز".

وأضاف، "هذه بالضبط الفضيحة نفسها المتصلة بمساعدة الاستخبارات الألمانية الأميركيين على التجسس قبل بضع سنوات".

والدنمارك، العضو في الاتحاد الأوروبي، من أقرب الحلفاء الأوروبيين للولايات المتحدة، وأرسلت قوات للقتال في العراق. وهي الدولة الاسكندنافية الوحيدة المنضوية تحت لواء حلف الأطلسي.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات