بدأت "بيتكوين" التداول أمس دون مستوى 30 ألف دولار، بخسارة 13 في المئة من قيمتها، و40 في المئة خسائر للمتداولين فيها، في أسوأ أداء شهري لـ "بيتكوين" والعملات الرقمية منذ العام 2011، خلال الربعين الأول والثاني أيضاً، إلا أن العملة تلقت دعماً قوياً ارتفع بها إلى حدود 35 ألف دولار، وسط توقعات بأن تواجه مقاومة عند سعر 37 ألف دولار، لكن لا يزال هذا الرقم بعيداً من أعلى سعر وصلت له "بيتكوين"، وهو نحو 65 ألف دولار في أبريل (نيسان) الماضي، قبل أن تنخفض إلى 32 ألف دولار في 23 مايو(أيار)، لتفقد العملة المشفرة أكثر من نصف قيمتها خلال ذروة سعرها.
الإرتفاع السعري
ولم يكن هذا الارتفاع السعري هو الدعم الوحيد الذي تلقته "بيتكوين" من المستثمرين أمس، إذ يتوقع أن تشهد شهور الصيف اندفاع المستثمرين للشراء بقوة، مما قد يحمل بعض التفاؤل للمستثمرين الجادين في العملات الرقمية خلال الفترة المقبلة. إلا أن هذا لم يكن أيضاً هو آخر الأخبار السارة لـ "بيتكوين" أمس، إذا غرد مؤلف كتاب "أب غني .. أب فقير" روبرت كيوساكي قائلاً، "انهيار أسعار "بيتكوين" خبر جيد، فهو يوفر فرصة جيدة للشراء، وعندما يصل الأمر إلى سعر 27 ألف دولار سأشتري مرة أخرى، المشكلة ليست في الذهب ولا الفضة ولا "بيتكوين"، المشكلة هي غير الأكفاء الموجودين في الحكومة، والاحتياطي الفيدرالي وول ستريت. تذكروا أن سعر الذهب كان 300 دولار عام 2000". وتجدر الإشارة إلى أن تحليلات فنية سابقة نشرتها "اندبندنت"، ذكرت أنه إذا فشلت "بيتكوين" في تحقيق اختراق قوي، فستواصل الهبوط إلى 18 ألف دولار.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأثر ارتفاع سعر "بيتكوين" أيضاً في العملات الأخرى، بصفتها قائدة السوق، وازداد سعر "إيثيريوم"، ثاني أكثر العملات الرقمية انتشاراً، بنسبة 5 في المئة أمس، ليصل إلى حدود 2500 دولار، إلا أنها ما زالت أقل في قيمتها بنسبة 40 في المئة، من أعلى سقف سعري وصلت إليه عند 4300 دولار.وقال محلل الأسواق والمتخصص في العملات الرقمية، سمير رؤوف، إن ""بيتكوين" لن تنخفض عن الحدود السعرية لـ 30 ألف دولار، لأنها اخترقت حاجز 27 ألف دولار في نوفمبر(تشرين الثاني) الماضي، وبالتالي فإن التحليل الفني يرجح بشدة أنها لن تصل إلى الحدود التي ذكرها روبرت كيوساكي، الذي يعمل ربما على تهدئة التوتر، أو يعبر عن ثقته في ارتفاع الأسعار مرة أخرى، وهذا أمر سيحدث بمرور الوقت، ويعرفه المضاربون الخبراء في الأسواق، وذلك لأسباب عدة، منها محاولة تنظيم الأسواق في الولايات المتحدة، ودخول موسم الصيف الذي يندفع فيه المستثمرون للشراء بقوة، إضافة إلى مستثمرين جدد اشتروا عشرات الآلاف من "بيتكوين" أخيراً".
سهولة التعدين
من جهة أخرى، أدت حملة التشديد التي قامت بها الحكومة الصينية على أنشطة التشفير إلى انخفاض صعوبة تعدينها أمس بنسبة 16 في المئة، مما رفع متوسط الوقت المستغرق لإنتاج كتلة "بلوكتشين" إلى 11 دقيقة و55 ثانية. ونتيجة للقيود وتوقع المعدّنين حملة أكثر صرامة، فقد بدأوا في تحريك عملياتهم خارج حدود الصين. ويعد هذا أكبر انخفاض في صعوبة التعدين خلال عام 2021. وصعوبة تعدين "بيتكوين" مقياس يشير إلى مدى صعوبة العثور على التجزئة الصحيحة لكل كتلة، ومقدار الوقت المطلوب لحل التشفير.وأعلن كبار المعدّنين الذين يمتلكون أكبر مزارع التعدين في العالم "هاش كاو" و"توب" و"بي تي سي"، أنهم سيتوقفون عن بيع الآلات للعملاء في الصين. إضافة إلى ذلك، ذكروا أنهم سيعيدون الأموال لأي شخص دفع بالفعل مقابل آلة تعدين، ولكنه لم يستلمها. وقال سمير رؤوف، "إن انخفاض سهولة التعدين حالياً لا يعني الكثير، ولن يؤثر في سعر العملة، لأن هناك 18 مليون عملة بتكوين في الأسواق حالياً، ولأن سقف الكوين هو 21 مليون عملة، فيفترض أن يتم تعدين الملايين الثلاثة المتبقية قبل حلول عام 2044، وبالتالي فإن السوق لن تشهد مزيداً من العملات بشكل يؤثر في السعر بأي شكل كان".
عقوبات الصين
وكان نائب رئيس مجلس الدولة الصيني ليو هي دعا إلى "حملة على تعدين "بيتكوين" وسلوك التداول، لمنع انتقال الأخطار الفردية إلى المجال الاجتماعي، ففرضت السلطات عقوبات على الأنشطة المتعلقة بالعملات المشفرة. ويتركز معظم تعدين "بيتكوين" في الصين، حيث يوجد أكثر من 75 في المئة من المعدّنين الذين يتحققون من صحة معاملات "بيتكوين". ويرجع هذا إلى حقيقة أن الصين تصنع معظم معدات التعدين في العالم، وإلى جانب ذلك تستفيد مزارع التعدين الضخمة من أسعار الكهرباء الرخيصة في البلاد.
