Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بريطانيا تشكل الآن "خطرا على بقية أوروبا" بسبب تفشي السلالة الهندية

أحد الخبراء يدعو إلى "تجنب العطلات لمنع نشر المتحور الجديد لفيروس كورونا في بلدان أخرى"

فرنسا تفرض على السياح البريطانيين الخضوع لحجرٍ صحي مدته سبعة أيام، بعد انتشار المتحور الهندي لفيروس كورونا في المملكة المتحدة (أ ف ب )

حذر علماء بريطانيون من أن الانتشار المتزايد لمتحور كورونا الهندي يعني أن المملكة المتحدة أصبحت الآن تشكل خطراً على بقية الدول في أوروبا وعلى بلدانٍ أخرى. وفي هذا الإطار، أعلنت فرنسا عن تشديد قيودها على السياح البريطانيين بسبب تفشي هذا المتغير، فارضةً على أي شخص آتٍ من المملكة المتحدة الخضوع لحجرٍ الصحي لمدة سبعة أيام.

ألمانيا لحقت هي الأخرى بركب فرنسا معتمدةً سياسةً مماثلة، بحيث أصدرت قراراً بمنع المسافرين الوافدين من بريطانيا من دخول البلاد، اعتباراً من الثالث والعشرين من مايو (أيار)، بعدما صنف المعهد الألماني للصحة العامة المملكة المتحدة "بؤرةً مثيرةً للقلق للمتحورات الفيروسية".

هذا المتحور الجديد المعروف باسم B.1.617.2، ينتشر بحسب اعتقاد العلماء بسرعةٍ فائقة في أوساط الفئات غير المطعمة من السكان في عدد من المدن والبلدات في إنجلترا، بما فيها بولتون وبيدفورد وبلاكبيرن، وفي أجزاء أخرى من لندن.

يُشار إلى أن المتحور الجديد تم رصده في 151 سلطة محلية، حتى الخامس عشر من مايو (أيار)، أي بزيادة مقدارها 18 في المئة عن الأسبوع السابق، وفق أرقام مصدرها "معهد ويلكام سانغر" Wellcome Sanger Instituteالبريطاني (أحد مراكز الأبحاث الرائدة المتخصصة في علوم الجينوم). بينما قالت الحكومة البريطانية يوم الخميس الفائت إن هذا المتحور الجديد يمثل الآن ما يصل إلى 75 في المئة من جميع حالات الإصابة الجديدة بالعدوى في إنجلترا.

وفي هذا الإطار، رجح رافي غوبتا، أستاذ علم الأحياء الدقيقة السريرية في جامعة كامبريدج والمستشار العلمي للحكومة، أن تبدأ المملكة المتحدة بتصدير حالات مصابة بمتحور B.1.617.2، إلى جانب أي متحورات أخرى قد تظهر لاحقاً، إذا لم يتم التوصل إلى احتواء العدوى والسيطرة عليها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال البروفيسور غوبتا لصحيفة "اندبندنت" إن "ما يثير القلق هو أن تفشي المتحور B.1.617.2 بهذه الوتيرة المتسارعة، قد يجعلنا أيضاً عرضةً لتصدير نوع أكثر إثارةً للقلق من الفيروس إلى دول أخرى". وأضاف: "في الإجمال، هذا ما أعتقد أنه يشكل في الوقت الراهن الخطر الرئيسي من جانبنا على الدول الأخرى، أكثر منه من جانب تلك الدول علينا".

واستطراداً، سلط غوبتا الضوء على أن بريطانيا، شكلت من واقع خبراتها التاريخية السابقة، خطراً لجهة نشر أحد المتحورات المزعجة - وهو متغير فيروس كورونا المعروف بـB.1.1.7 - خارج حدودها (هذه السلالة ظهرت للمرة الأولى في بريطانيا، وهي أكثر قابلية للانتقال بنسبة 30 إلى 70 في المئة). وفي المقابل، تم اكتشاف متغير كينت الذي ظهر أواخر العام الماضي في معظم دول العالم، وهو الآن مهيمن في عدد منها أيضاً.

ومع ذلك، يعتقد الخبراء أن المتغير الهندي الذي تم رصده حتى الآن في 53 دولة، يمكن أن يحل مكان متحور B.1.1.7 باعتباره النوع الأكثر هيمنةً في أوروبا.

وفي هذا الإطار، رأت كريستينا باغيل أستاذة الأبحاث التشغيلية في "كلية لندن الجامعية" UCL، أنه ينبغي على الحكومة ألا تشجع السفر في موسم الصيف بسبب المخاطر التي ينطوي عليها المتحور الهندي.

وقالت لصحيفة "اندبندنت" إنه "انطلاقاً من حرصنا على سلامة الآخرين، ينبغي ألا نغادر في عطلات ونعرض الآخرين لخطر الإصابة بفيروس B.1.617.2 ونشره في مناطق أخرى". وأضافت: "لقد سبق أن قمنا بتصدير متغير "كينت" بمستوياتٍ عالية خلال فترة عيد الميلاد، الأمر الذي تسبب بإحداث فوضى في أوروبا والولايات المتحدة والهند، لينتشر لاحقاً عالمياً ويسبب مشكلات في كل مكان تمكن من التفشي فيه".

وتابعت قائلة: "إننا نتحمل مسؤولية كبيرة في تجنب تصدير هذا المتغير إلى دول أخرى. وفي الواقع، إن السرعة التي انطلق بها – وتحديداً في المرحلة الثانية وليس الثالثة من خريطة الطريق - تثير القلق بشكل بالغ".

وفي منحى متصل، رأى الدكتور مارك باغلين عالم الأوبئة والاختصاصي في وضع النماذج البيئية بالمجلس العلمي البريطاني British Scientific Council، أن "خطر نشوب موجةٍ ثالثة من فيروس كورونا خلال الصيف في المملكة المتحدة مرتفع بسبب ظهور المتغير الهندي.

إزاء هذا التطور، وعلى الرغم من أن لقاحات "كوفيد" تمتاز بفاعلية كبيرة ضد المتغير الجديد بعد إعطاء جرعتين منه، يساور العلماء قلق شديد من أن المتحور القابل للانتقال على نطاق واسع، سيستمر في الانتشار بين الأفراد غير المطعمين أو الذين لا يتمتعون بحماية كاملة، خصوصاً مع اتجاه الحكومة إلى رفع القيود قريباً، الأمر الذي سيؤدي في نهاية المطاف إلى حدوث طفرة في حالات الاستشفاء والوفيات.

من ناحية أخرى، اعتبر الوزير الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون، أن البريطانيين سيحتاجون إلى "سبب مقنع ووجيه" لمجيئهم إلى البلاد اعتباراً من يوم الاثنين، عندما تدخل إجراءات الحجر الصحي الجديدة حيز التنفيذ. وقد أكد ذلك متحدث باسم وزارة السياحة الفرنسية بقوله إن الإجازات هي "غير واردة، ويتعين إلغاؤها".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة